أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"عاصم" السوري.. قصة نجاح عصامية في ألمانيا

قصاصة من صحيفة "Streiflichter" الألمانية - زمان الوصل

لم يتخيل اللاجئ السوري الشاب "عاصم عبيد" أن يحقق نجاحاً كالذي حققه في ألمانيا ويحظى بفرصة تدريب مهنية لدى واحدة من كبرى الشركات المتخصصة بالأدوات الصناعية والزراعية بعد إتقانه للغة الألمانية وتفوقه في المجال الدراسي مما سيتيح له التوظف فيها بعد ثلاث سنوات من الدراسة والتدريب.

وكان "عبيد" في 18 من عمره عندما قرر اللجوء إلى ألمانيا هرباً من الحرب بعد إعدام شقيقه "حازم" والتمثيل بجثته من قبل قوات النظام بسبب نشاطه السلمي واتهامه بالإرهاب عام 2011 في مدينته "الرستن"، وبعد اجتيازه اليونان ومقدونيا وصربيا مروراً بهنغاريا والنمسا وصل إلى ألمانيا بتاريخ 20/8/ 2015، وأقام في مدينة "دولمن" Dülmen.

ونظراً لصغر سنه التحق -كما يروي لـ"زمان الوصل"- بمدرسة Pictorius -Berufskolleg""، وهناك تم دمجه مع حوالي 14 طالباً وطالبة ألمان في الصف العاشر، مشيراً إلى أنه كان الطالب العربي الوحيد في المدرسة، وبعد شهر ونصف التحق بمدرسة لتعلم اللغة الألمانية التي أتقنها بوقت قياسي ليحصل على المستويات الثلاث "A2-B1-B2" في اللغة متفوقاً على 140 طالباً من جنسيات عدة. 

في نهاية السنة الدراسية للعام الماضي 2017 حصل الشاب القادم من ضفاف العاصي على شهادة خبرة مهنية، بالتوازي مع حصوله على شهادة التاسع في مدرسة "بكتوريس" بعد أن بذل مجهوداً كبيراً مواصلاً الليل بالنهار.


ومما ساعده على ذلك –كما يقول- احتكاكه بالألمان وبناء علاقات اجتماعية معهم، إضافة إلى متابعته لبرامج الأطفال والبرامج الوثائقية في التلفاز وقراءة قصص الأطفال وسماع الراديو وخلال ذلك تابع تعلمه للمستوى "c1" في اللغة الألمانية أيضاً. 

بعد حصوله على شهادة التاسع وإتقانه للغة الألمانية بات لدى الشاب الحمصي كفاءة لبدء تدريب مهني قريب من اهتمامه حيث التحق -كما يقول- بدورة اختبار مجاني في شركات ألمانية متخصصة بتسويق العدد الصناعية وهي شركة "Josef Voss" ليحصل على وظيفة فيها فيما بعد تجعله بغنى عن المساعدات الحكومية "الجوب سنتر".

بالنسبة لـ"عاصم" قد يكون الأمر استثناء لأن الحصول على فرصة في سوق العمل الألمانية أمر صعب ويتطلب مؤهلات علمية خاصة، فـوفقاً لإحصائيات الوكالة الاتحادية الألمانية للعمل، فإن عدد اللاجئين العاطلين عن العمل وصل حتى شهر حزيران يونيو/ 2016 مستوى 297 ألف شخص. 

ولقي نجاح "عاصم" وسرعة تأقلمه وكسره لحاجز اللغة والاندماج إعجاب الألمان والصحافة الألمانية، حيث أفردت له صحيفة "Streiflichter" حيزاً لا بأس على صفحاتها تحت عنوان "العامل البشري يلعب دوراً كبيراً .. عاصم عبيد من سوريا يقوم يتدرب في شركة فوس ليكون رجل أعمال في المستقبل".

ووصف التقرير الشاب الطموح بـ"الملتزم والذكي وذو الشخصية الاجتماعية"، بسبب تمكنه من إتقان اللغة والحصول على شهادة التاسع في مدرسة تعتبر ذات منهاج صعب في ألمانيا والحصول تالياً على -دراسة مهنية- أو"سبلدونك"، في مجال التجارة الذي يعتبر بدوره مجالاً صعباً جداً لأنه يحتاج لإتقان اللغة كتابة وقراءة ونطقاً.

ويأمل "عاصم" بتطوير شهادته والحصول على شهادة مهنية ومن ثم جامعية في مجال التجارة والتسويق، ليتمكن مستقبلاً من فتح متجر لبيع العدد الصناعية نظراً لخبرته الواسعة في هذا المجال، إذ عمل فيه مع والده لسنوات طويلة في بلده الأم. وينصح "عاصم" جميع اللاجئين الجدد "بتعلم اللغة الألمانية قبل كل شيء لأنها مفتاح النجاح وتساعد كثيراً على إيجاد فرص عمل ملائمة لهم".

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(173)    هل أعجبتك المقالة (203)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي