حكاية وطن ... طل الملوحي

ياأخا الدرب لاتسل على مصابي...

انني تائهة فقدت صوابي..

لاتسلني عن محنتي وصراعي

واضطراب يموج في اعصابي..

انا من قسوة الزمان شظايا..

تتلظى على الجليد المذاب..

مات احبابي على الحراب..

وعشت بعدهم ميتة فوق الحراب..

اتفرج على امة فقدت من الرجال نجوما..

في سجون مفتوحة الابواب..

وارى في جوانبها اليوم..اشباه رجال

بل اقل من اشباه لاتريد سوى السكر المذاب!

سقاني الزمان سمّ الافاعي

في كؤوس الاعداء والاصحاب

وحرمت هناءة العيش حتى

لم اعد استطب حلو الشراب

ابدا اقطع البلاد وحيدة

اتحدى الصعاب تلو الصعاب

فتراني مغربة في شروق

وتراني مشرقة في غياب

تارة في البحر احتضن الموج

واخرى احوم فوق السحاب

لا اطيق البقاء في امة تعيش على تراب؟

وقلبي معلق بترابي

كلما ارتحت من عناء طويل

عاد لي العناء وهزّ الشوق ركابي

شوقا لمدينة فاضلة

شوقا لدنيا صافية نقية لاتشوبها شائبة

شوقا لحب صادق ,,جعلوه خلف قضبان سجون ومرآب

وبنفسي من المرارة نارا

عصفت بي واحرقت اعصابي

امنع النار ان تدمر غيري

فتصب القطران في اكوابي

واذا قلت يانار خففي الوطء صاحت

او تخشي في الحق مرّ العذاب

لست انا يانار استحق الالم..

فلتحرقي يانار اشباه شعراء

فاني اكره الشعر من فم الكذاب

اما كفاني نارا صاح من كيها فؤادي

واقتداري على احتمال البلايا

دون ماتبتغوه من اسباب

ابكي ياوطني فلعل دموعك تخمد ناري

ابكي وطهرني من اوجاعي واسراري

اين هي تلك الارض التي امنها الله بالرسول المجاب

لانقذ النفس من شرور احاطت

مستعينة بالواحد الوهاب

واسفاه على رجاال وعلى زمن

لم يعد فيه احتمال للصواب


(110)    هل أعجبتك المقالة (115)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي