أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

متظاهرو "حافلة الحرية": شباب سوريا للحياة والبناء وليس للموت والمعتقلات

الحافلة انطلقت من لندن وستجوب جميع عواصم العالم

تجمع عشرات السوريين، اليوم السبت، في ساحة الجمهورية "La République" وسط العاصمة الفرنسية "باريس"، انتظارا لـ"حافلة الحرية" القادمة من لندن، بهدف تذكير العالم بالمعتقلين القابعين في سجون نظام الأسد منذ سنوات، دون أي إمكانية لزيارتهم من قبل ذويهم أو حتى معرفة مصيرهم.

وندد المتظاهرون بجرائم نظام الأسد بحق الشعب السوري، وبالصمت الدولي تجاه حملات الإبادة، مناشدين شعوب العالم بالضغط على حكومات بلادهم للتحرك وإنقاذ المعتقلين القابعين في سجون الأسد.

وحمل المتظاهرون لافتات التضامن مع المعتقلين والمهجرين والمدن المحاصرة التي تتعرض للقصف بشتى أنواع السلاح، هاتفين في الوقت ذاته بشعارات ثورة الكرامة في أيامها الأولى والتي صدحت بها الحناجر في الساحات السورية.

المديرة التنفيذية لمنظمة "نساء الآن من أجل التنمية" "ماريا العبدة" قالت إن "الهدف من هذه الحملة هو تذكير العالم بالنساء السوريات اللاتي ينتظرن أبناءهن بفارغ الصبر، وتشكيل رأي عام عالمي شعبي، بعد فقدان الأمل بالحكومات والسياسيين".

وأكدت العبدة "إحدى الداعمات للفعالية"، على وجود تفاعل كبير من قبل الشعوب مع القضية السورية، موضحة أن الحافلة انطلقت من لندن وستجوب جميع عواصم العالم للضغط من أجل خروج المعتقلين من سجون نظام الأسد".
من جهتها قالت المعارضة السورية "فلورنس غزلان" إن هذه "الفعالية قامت بها أمهات وأخوات وزوجات المغيبين، من أجل رفع صوت المعتقل الذي لم يسمع به الكثير حول العالم، رغم أن الإعلام تطرق لهم أكثر من مرة، لكن لم يتم إطلاق سراح أي منهم".

وأضافت لـ"زمان الوصل" أنه "تجري الآن مفاوضات سياسية حول سوريا، ونطالب أن تكون قضية المعتقلين هي النقطة الأهم على جدول هذه المفاوضات، وهي دليل لكل العالم على نوايا النظام إن كان بالفعل يريد حلا سلميا وسياسيا".

وشددت "غزلان" التي تقبع إحدى أقاربها في المعتقل منذ خمسة أعوام، على أن المعتقلات لا يتعرضن فقط للموت والتعذيب، بل للاغتصاب وهو أقسى وأشد إيلاما على المعتقلة وأهلها، متمنية على شعوب العالم تقديم الدعم والتضامن مع الحملة، لإيصال هموم المعتقلين وذويهم إلى دوائر القرار في الحكومات، للمطالبة بإطلاق سراح الجميع من سجون الظلم والإرهاب الأسدي.

وسجلت "الشبكة السورية لحقوق الإنسان" أكثر من 117 ألف حالة اعتقال منذ عام 2011 (99% منها على يد قوات الأسد)، مشيرة إلى أن الحصيلة لا تشمل المعتقلين على خلفيات جنائية، بل الأشخاص الذين لهم علاقة بالحراك الشعبي أو الإغاثي أو العسكري، أو لنشاط أحد أقاربهم في المعارضة السورية.

الناشطة الحقوقية "ابتسام مطر" شكرت كل من ساهم في إقامة هذه الفعالية، التي قد تكون سببا في إيقاظ الضمير العالمي النائم منذ سبعة أعوام، لكنها اعتبرتها "خجلة" ومتأخرة كثيرا، مشددة على ضرورة أن تكون أوسع وبزخم أكبر من قبل جميع السوريين، لتطوف جميع دول العالم والعواصم الأوروبية.

وطالبت "مطر" بضرورة العمل على إعادة الحرية "أول حقوق الإنسان" لكل القابعين خلف القضبان، فهو جاء إلى هذه الدنيا حراً وليس مستعبدا، مشددة على ضرورة رفع شعار "المعتقلين أولا" من قبل الجميع.
المعارض السياسي "نجاتي طيارة" أشاد "بحافلة الحرية قائلا: "اليوم يوجد فعالية متميزة ومبتكرة ونشيطة، هي حافلة الحرية لعائلات المعتقلين المتنقلة من مدينة أوروبية إلى أخرى، للتعبير عن النداء الإنساني الهادف لرفع معاناة عشرات آلاف السوريين في غياهب السجون".

وربط "طيارة" قضية المعتقلين بمدى قابلية القضية السورية الكبرى باهتمام العالم الذي تسيطر عليه المصالح الدولية، آملا أن يتذكر الجميع مآسي السوريين، معتبرا أن مسألة المعتقلين متعلقة بتوازنات اللعبة الدولية فالروس يسعون للانفراط بالشأن السوري، ولذلك عطلوا جميع قرارات مجلس الأمن الساعية لإيجاد حل في سوريا، مشيرا إلى أن حل قضية المعتقلين خطوة من خطوات إيجاد حل شامل وعادل.

وصدر عن مجلس الأمن الدولي مجموعة قرارات (2042 و2043 في نيسان ابريل/2012، والقرار 2139 في شباط فبراير/2014، والبند 12 من القرار 2254 كانون الأول ديسمبر/2015)، بهدف معالجة قضية الاعتقال السياسي والاختفاء القسري في سوريا، لكن جميع هذه القرارات لم تنجح في كشف مصير مختف أو مفقود ولا في الإفراج عن المعتقلين سواء سياسيين أو حتى نساء وأطفال.

المتخصص في العلاقات الدولية "محمد اللباد" قال إن الاعتقال والتغييب القسري وما يزال أحد أهم الأدوات القمعية لنظام الأسد منذ انطلاقة الثورة السورية، آلاف المعتقلين ماتوا تحت التعذيب، وعشرات الآلاف اختفوا ولا أحد يعرف عن مصيرهم شيء".

وأضاف: "لا يزال ملف المعتقلين ملفاً أساسياً من صفحات المأساة السورية، وعلى رغم أهميته إلا أن الموقف الدولي والمنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة وأجهزتها لم يكن موقفًا فعالاً ولا منسجماً مع حجم المعاناة التي يعانيها المعتقلون".

واعتبر "اللباد" أن "ملف المعتقلين حاله كحال بقية الملفات التي أنتجتها الثورة السورية، ووجه بالتخاذل والإهمال على المستوى السياسي والإعلامي من قبل الحكومات وخاصةً في دول العالم الحر، مشيرا إلى أن هذه المنظمات لم تجرِ أي عملية توثيق رسمية لأعداد المعتقلين وهذهِ بحد ذاتها مشكلة كبيرة".

وطالب شعوب العالم المتحضر التي تعرف معنى حرية الإنسان وكرامته، أن تقدم للمعتقلين السوريين في سجون الأسد من يستحقون من إضاءة أمام حكوماتهم وأن يطالبوا الجهات الدولية بالضغط على نظام الأسد من أجل الإفراج العاجل والسريع.
يذكر أن المحادثات السياسية المتعلقة بسوريا سواء "جنيف" أو "آستانا" أو "فيينا" ركزت جميعها على قضية المعتقلين، لكن بسبب تعنت نظام الأسد ومراوغته لم تفلح الجهود بالإفراج عن أي معتقل.

محمد الحمادي - زمان الوصل
(141)    هل أعجبتك المقالة (201)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي