عشرات العائلات في مدينة "حرستا" حبيسة الملاجئ، تعيش حياتها منذ 26 يوماً في الأقبية هرباً من القصفِ المستمر على المدينة من قبل قوات النظام السوري وحليفه الروسي، أطفال بلا تعليم، كامل المدارس متوقفة لتردي الأحوال، بينما تعاني تلك العائلات من أوضاعٍ صحية رديئة في الأقبية لعدم وجود إنارة جيدة ومياه وكهرباء.
هرباً من الموت يعيش أهالي مدينة "حرستا" في الغوطة الشرقية وبعض العائلات الأخرى في مدن مجاورة في الملاجئ، وهي عبارة عن أقبية مصممة مسبقاً في أسفل البناء السكني، ليحافظوا على حياتهم، تلك الأقبية ليست مجهزة لتكون للطوارئ في ظل انعدام الكهرباء في المدينة في حالات استمرار القصف.
إحدى النساء التي تعيش في الملاجئ كانت حاملاً بشهرها التاسع وولدت طفلاً صغيراً في أسوأ الظروف التي يمكن أن يعيشها الإنسان، الطفل الظاهر في الصور لم يتجاوز عمره 30 ساعة، عملت فرق الإنقاذ في المدينة لتأمين ولادته في أحدِ المشافي خارج المدينة، ليعود الطفل بعد ولادته إلى ذات الملجأ ويعيش مع باقي أفراد أسرته في معاناة البرد والظلام وأسوأ الظروف الصحية.

حُرِمَ أهالي المدينة بالكامل من حق التجول في شوارع المدينة، باتت معالمها مختلفة فلم يسلم لو منزل واحد من نيران الصواريخ وقذائف المدفعية، بشكل مستمر تتساقط تلك القذائف عليها، مما يخلق حظراً للتجوال وتوقف مجمل الخدمات في البلدة وانعدام الأسواق بشتى أنواعها.
الكثير من افرادِ تلك العائلات طالها المرض داخل تلك الأقبية، فقلةٌ في الطعامِ وصعوبة في إحضاره، ينتظر مجمل من هم داخل الأقبية وصول المنظمات الإغاثية أو يخاطر أحد الموجودين بالخروج لأقرب مكان متوفر فيه مواد غذائية ليحضرها لهم.
رئيس المجلس المحلي في مدينة حرستا "حسام البيروتي" قال "إن الحملة العسكرية التي بدأت نهاية العام المنصرم، بدأ النظام السوري وحلفاؤه حملة مركزة جداً على المدينة، ما دفع الناس للجوء إلى الأقبية هرباً من القصفِ المستمر".

وأكّدَ "البيروتي" أن الأقبية تؤمن الحماية الجزئية للمدنيين، بينما تسبب لهم الكثير من المشاكل الصحية والتي ظهرت أعراضها على النساء والأطفال في الفترات الأخيرة، وذلك لعدم وجود خدمات كافية كالمياه المالحة وعدم دخول نور الشمس إلى تلك الأقبية.
وأشار إلى أن طول الفترات التي يقضيها المدنيون داخل تلك الأقبية وانعدام الحركة وتوقف العمل وبعض المؤسسات الخدمية أدى لتردي الأحوال الاجتماعية والمعيشية، فمعظم تلك العائلات يقضون 24 ساعة داخل الأقبية.
تلك الكوارث الإنسانية في مدينة "حرستا" وباقي مدن الغوطة الشرقية سببها أكثر من 255 طلعة جوية لطائرات النظام السوري وحليفه الروسي أي ما يعادل 620 غارة جوية ومقتل أكثر245 مدنيا داخل الغوطة الشرقية منذ تاريخ 29-12-2017 حتى 17 من الجاري، ومئات قذائف المدفعية والهاون التي وثقتها مراكز الرصد في الداخل، لذلك تزداد الكوارث الإنسانية يوما بعد الآخر مع استمرار القصف والحصار.
ريف دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية