بعد أيام من القصف المدفعي التركي على "عفرين"، والذي سبقه إعلان أنقرة نيتها السيطرة على المدينة، بدأت معركة "عفرين" مساء أمس الجمعة، من خلال إعلان وزارة الدفاع التركية بأن المعركة بدأت بالفعل.
المعركة والتي تشارك فيها بعض من فصائل الجيش السوري الحر إلى جانب القوات التركية ضد القوات الكردية، يبدو أنها ستكون طاحنة لكلا الطرفين.
وفي الوقت الذي أكدت فيه قيادات كردية بأنها ستفاوض على تحرير "جرابلس" و"الباب" ولن تفاوض على "عفرين" و"منبج"، قال قيادي في الجيش الحر في تصريح لـ"زمان الوصل" بأن "القوات الانفصالية تلعب بالنار وأن لا مناص من المواجهة في عفرين لتحرير الأراضي التي احتلتها".
حرب التصريحات والذي بدت متماشية مع بدء الحرب على الأرض، يقابلها فيما يبدو تفاهم روسي -تركي على المعركة، سيما وأن القوات الكردية سيطرت على مدن وبلدات بمحيط "عفرين" قبل نحو عامين بمساعدة جوية روسية، وتمكنت من طرد فصائل من "الحر" في تلك المناطق ذات الغالبية العربية.
وتبدو الأيام القادمة كفيلة بالإجابة عن ذلك التفاهم، وماهي التنازلات من قبل كل طرف اتجاه الطرف الآخر.
وحول موقف القوات الكردية من معركة "عفرين" يقول مدير المكتب الإعلامي لميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" "مصطفى بالي" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل": "تركيا تحاربنا منذ بداية الأزمة السورية بأسماء وتشكيلات مختلفة سواء من خلال فصائل في الجيش الحر عبر التحريض في رأس العين وحلب، أو من خلال جبهة النصرة في مناطق عديدة، كما حاربتنا عبر تنظيم "الدولة" في كوباني، ويبدو بعد هذه المحاولات الفاشلة من قبل تركيا، تحاول اليوم محاربتنا بهويتها العسكرية الرسمية".
وفيما يخص جاهزية "سوريا الديمقراطية" للمعركة، أكد "بالي" بأنها "جاهزة للدفاع نفسها"، مضيفاً أن "كل من يعتدي علينا سيتلقى الجواب العسكري من قبل قواتنا".
وشدد على أن "قوات سوريا الديمقراطية لا تخشى على مستقبلها العسكري من معركة عفرين"، مدعياً بأن "مصير القوات المعتدية هو خسارة مدوية في المعركة".
على الطرف الآخر يقول "هيثم العفيسي" نائب رئيس أركان الجيش السوري الحر: "معركة عفرين هي معركتنا وسنشارك بقوة في هذه المعركة لأن لدينا قرى محتلة من قبل عصابات الـ (pkk) ويجب تحريرها".
وأضاف "العفيسي" في حديث خاص لـ"زمان الوصل": "نحن لسنا ضد الإخوة الكرد، فهم إخوتنا وشركاؤنا في الوطن، أما العصابات الانفصالية مثل الـ(pkk) والـ(pyd) القادمة من جبال "قنديل" لتشويه الثورة السورية وطعنها، فهم أعداؤنا وسنبقى نلاحقهم، سواء كان ذلك في عفرين أو شرق الفرات حتى اجتثاثهم والقضاء عليهم".
وتابع: "هناك مقاتلون من الكرد يقاتلون معنا (الجيش الحر) ولديهم نفس الهدف، الذي نعمل لأجله وهو محاربة الميليشيات الانفصالية والطائفية والإرهابية وكل من يسعى لتقسيم سوريا".
أما الكاتب والباحث "أحمد أبازيد" فعلق حول استراتيجية أنقرة من معركة "عفرين" بالقول: "لا أعتقد بأن مسار المعركة سيكون توجه تركي مباشر نحو عفرين كمدينة، بل أن الأولوية هي لشريط القرى العربية المحيطة بعفرين والتي تحتلها القوات الكردية كتل رفعت ومنغ وغيرها من المناطق".
وأشار إلى أن "المعارك السابقة في المنطقة كانت في معظمها على شريط القرى العربية المحاذية لعفرين، وكانت محاولات من قبل أهل تلك القرى لاستعادة مناطقهم من القوات الكردية".
وحول أهمية المعركة اعتبر الباحث "أبازيد" بأن استعادة هذه القرى قد تفتح الطريق نحو الريف الغربي لحلب وبالتالي سيتم وصل الريف الغربي والشرقي.
وأكد بأن المعطيات على الأرض، تؤكد وجود تنسيق بين تركيا وروسيا لضمان حياد موسكو عن معركة "عفرين" بل ودعمها، وهذا التنسيق يوازيه تصريحات أمريكية، أكدت فيها عدم دخولها المعركة من خلال الإشارة إلى أن "عفرين" غير متواجدة ضمن مناطق التحالف الدولي.
وقال الكاتب والباحث "أبازيد" :"إلى الآن من غير الواضح ما هو المقابل الذي من الممكن أن تقدمه تركيا لروسيا مقابل عفرين، لكن من المحتمل أن تعمل تركيا نوع من الضغط على فصائل الجيش الحر التي تقع ضمن الفلك التركي لحضور مؤتمر سوتشي".
وكانت مصادر إعلامية نقلت عن قيادي بغرفة عمليات "عفرين" قوله إن المعركة ستكون على أربع مراحل، كل مرحلة معنية بالسيطرة على منطقة جغرافية محددة، كذلك الهجوم سيكون أيضاً من أربعة محاور، عبر محورين من الريف الغربي لحلب ومحورين بالريف الشمالي.
كما نقلت عن القيادي تأكيده بأن غرفة العمليات ستكون مشتركة بين القوات التركية وفصائل من الجيش الحر، وتضم ضباطاً من كلا الطرفين، وأن مشاركة فصائل الحر ستكون من خلال 5 آلاف عنصر.
مؤيد أبازيد - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية