أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

النازحون الجدد في "هاتاي" التركية محرومون من الخدمات الإنسانية

تُعد ولاية هاتاي (جنوب شرقي تركيا) أكثر المدن التركية استضافة للاجئين السوريين

تُطبق "الجندرما" التركية قبضتها المشددة على الحدود الفاصلة بين ريف إدلب ومنطقة "هاتاي"، سواء من خلال الجدار الفاصل أو الأسلاك الشائكة أو الخنادق التي يبلغ عمقها أربعة أمتار، مانعة السوريين من الاقتراب من هذه الحدود التي شهدت في السنوات الأخيرة الكثير من حالات القتل على يد "الجندرما" التركية، وروى ناشط، فضّل عدم ذكر اسمه، لـ"زمان الوصل" جانباً من معاناة العائلات السورية الهاربة من ويلات الحرب، والتي لم يعد لديها منازل تأوي إليها في اشتداد وطأة الحرب والمحرقة التي يشهدها ريف إدلب الشرقي.

وأكد أن هناك ما لا يقل عن 100 عائلة تيمم شطر الحدود على أمل الدخول إلى "هاتاي" تهريباً وتتعامل مرغمة مع تجار البشر (المهربين) عدا الأشخاص الذين يدخلون ليلاً بشكل فردي يُقدّر عددهم بـ1000 شخص بشكل يومي ليصطدموا بالموت على طول الحدود التي تفصل ولاية "هاتاي" مع ريف إدلب. 

وأكد المصدر أن هذه المناطق تخلو من أي مخيمات أو من لجان استقبال للنازحين على غرار الحدود الأخرى، مضيفاً أن الحدود مغلقة بشكل نهائي وسعيد الحظ منهم -حسب قوله- من يتمكن من الإفلات من "الجندرما" التركية على الحدود دون أذى وفي حال نجاته يدخل عادة إلى مدن وبلدات الإقليم، وهنا تبدأ رحلة معاناة ثانية لا تقل قساوة عن معاناته الأولى، وتهيم العائلات النازحة تهريباً من الأراضي السورية إلى الحدود الشمالية لإدلب من ثم تهريباً إلى "هاتاي" على وجوهها باحثة عن الأمن والاستقرار.

ويجد هؤلاء أنفسهم –حسب محدثنا- أمام عقبة جديدة وهو "الكملك" –أي الهوبة- التي كان يحصل عليها النازحون قبل أربعة أشهر ويستطيعون بموجبها التجوال والعمل وتسجيل أبنائهم في المدارس، أما الآن فباتوا محرومين منها ويضطرون للاختباء في القرى والأرياف دون حركة أو عمل أو مدارس لأبنائهم أو تلقي مساعدات أو الانتقال إلى ولايات أخرى خوفاً من اعتقالهم من قبل الدوريات المنتشرة على الطرقات، ولفت إلى أن مشكلة منح "الكملك" خاصة بولاية "هاتاي"، بينما الحكومة التركية عامة متجاوبة مع هذا الموضوع، معرباً عن اعتقاده أن بعض "الشخصيات الطائفية" في الإقليم -حسب تعبيره- هي من تعرقل منح النازحين السوريين هذه الهوية، أما باقي الولايات فالتسجيل مفتوح -كما يؤكد-مضيفاً أن الحكومة التركية أوقفت التسجيل على هذه البطاقة منذ 4 أشهر بينما أعداد النازحين في حالة تراكمية. 

وأردف المصدر أن "ما يحتاجه النازحون حالياً هو فتح باب التسجيل للحصول على بطاقة الحماية المؤقتة، وهذا من شأنه حل كل القضايا الأخرى تباعاً وبشكل روتيني".

ومما زاد من معاناة النازحين الجدد أن المنظمات الإغاثية العاملة في الإقليم لا تتعامل إلا مع صاحب "الكملك" أي البطاقة.

وبعث ناشطو الإقليم برسائل مناشدة كثيرة إلى الحكومة المؤقتة والى الائتلاف والى قنوات إعلامية عدة دون جدوى والمطلوب –كما يقول الناشط- ايصال صوت النازحين في إقليم "هاتاي" إلى الحكومة التركية المركزية في "أنقرة" لمعرفة أسباب إيقاف الإقليم لتسجيل النازحين الجدد، وهو هو قرار حكومي إذا كان دائماً أم مؤقتاً، وإذا كان دائماً لماذا لا يعطون إذناً بالذهاب إلى أقاليم أخرى، حيث يمكنهم التسجيل للحصول على الهوية كي لا يظل حالهم حال المكتوم بلا صفة قانونية واضحة.

وتُعد ولاية هاتاي (جنوب شرقي تركيا) بمحاذاة الحدود التركية السورية أكثر المدن التركية استضافة للاجئين السوريين إذ يبلغ عددهم نحو 200 ألف لاجئ ويعزو مراقبون ذلك إلى قربها من الحدود السورية ووجود صلات قرابة بين القاطنين على جانبي الحدود إلى جانب تحدث شريحة كبيرة من سكانها باللغة العربية.

زمان الوصل
(120)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي