أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بإمكانيات بسيطة.. مركز يعالج مصابي الحرب مجانا في مخيم "سليمان شاه" بتركيا

يقدم المركز خدمات مجانية لمرضاه

أصيب الشاب "محمد" من محافظة دير الزور بطلق ناري في فقراته الظهرية منذ أشهر، ما أدى لأذية في نخاعه الشوكي، وعند لجوئه إلى مخيم "تل أبيض" المعروف باسم "سليمان شاه" كان في حالة صحية ونفسية سيئة.

وخضع الشاب العشريني لجلسات علاج فيزيائي في مركز "سليمان شاه" الذي أسسه عدد من المعالجين والناشطين في المخيم الواقع في منطقة "باكشاكلا" التركية الحدودية بهدف تأهيلهم وبلسمة جراحهم.

ويقدم المركز خدمات مجانية لمرضاه ممن يعانون من إعاقات ناجمة عن الحرب والإصابات والحوادث بكل أشكالها والإعاقات الخُلقية ولكل الأعمار، ويُقسم -كما يقول- مؤسسه ومديره المعالج الفيزيائي "صدام العلاوي" إلى أربعة أقسام: "قسم الذكور– قسم النساء- قسم الانتظار المرضي وقسم مجهز بمحطات لفلترة المياه وتوزيعها" على المرضى الذين يتضررون من مياه المخيم كونها كلسية.

ويتكون كادر المركز الطبي والإداري من معالج فيزيائي وثلاثة متطوعين لقسم الذكور و3 متطوعات لقسم النساء. 

دخل "العلاوي" وهو خريج معهد صحي إلى مخيم "سليمان" أواخر العام 2012 ونظراً لخبرته في العلاج الفيزيائي بدأ يجول على المصابين وضحايا الحرب ليقدم العلاج لهم وبعد 4 أشهر زودته إدارة المخيم كما يقول- بخيمة (صيوان) فارغة دون أي مستلزمات، ومع ذلك بدأ المعالج الشاب العمل معتمداً على أجهزة بسيطة كان قد أحضرها معه من سوريا، وحصل بعد ذلك على مساعدات من "ملتقى مو حسن" في الخليج العربي تمكن من خلالها من تأمين أدوات أولية كبساط المشي والدراجة الثابتة وغيرها من المستلزمات. 

بلغ عدد مراجعي المركز منذ تأسيسه وحتى الآن حوالي ألفي مريض بمعدل 40 إلى 50 مريضاً يومياً ممن يعانون من إصابات حرب (طلقات نارية أو شظايا) أدت إلى أذية الأعصاب المحيطية وحالات البتر التي تحتاج إلى تأهيل من أجل تركيب أطراف صناعية، إضافة إلى إصابات الشلل الدماغي لدى الأطفال (نقص الأكسجة) وحوادث الكسور وأمراض العمود الفقري والدسك وحالات التهاب الأعصاب والمفاصل التي يقوم متطوعو المركز بمعالجتهم بهدف تسكين الألم أو إعادة تأهيلهم بسبب عدم كفاية الأجهزة لعلاج مثل هذه الأمراض بشكل كامل داخل المركز، ولا يقتصر عمل المركز على علاج وتأهيل مصابي الحرب أو الشلل السفلي من قاطني المخيم، بل يعمد متطوعو -كما يقول العلاوي- للذهاب إلى المرضى المقيمين في القرى المحيطة بتل أبيض على دراجة نارية بلا مقابل. 

وأكد محدثنا أن المركز منذ تأسيسه عمل بشكل ذاتي دون دعم أو تمويل من أي منظمة أو جهة إغاثية، رغم أنه رفع مشروع المركز -كما يقول- لأكثر من جهة بهدف الحصول على تمويل دون رد أو استجابة، وظل المركز طوال السنوات الخمس الماضية يعمل بجهود وإمكانيات فردية وكعمل كطوعي دون أي أجر للعاملين فيه باستثناء تبرعات متباعدة قليلة نسبة إلى نفقات وتكاليف المركز. 

ويضم "مخيم سليمان شاه" التابع لولاية "أورفة" 6 آلاف خيمة و10 أحياء يقطنها أكثر من 30 ألف لاجئ، وتشير إحصائيات غير رسمية إلى أن المخيم يضم أكثر من 500 من مصابي الحرب و350 طفلاً معوقاً يتكفل المركز بتقديم العلاج الفيزيائي والتأهيل لهم.

وأشار محدثنا إلى أن مركز "سليمان شاه" هو المركز الوحيد من نوعه الذي يقوم على جهود فردية دون رعاية أو دعم من أحد، بخلاف الكثير من المراكز الأخرى التي تغدق عليها المنظمات وجهات التمويل أموالاً طائلة. 

وأكد "العلاوي" أن أياً من متطوعي مركزه وفنيي العلاج لم يتم توظيفهم من قبل برنامج تشغيل الكوادر الصحية في وزارة الصحة التركية، بينما تم توظيف كل الأطباء والممرضين الآخرين بكافة اختصاصاتهم من صحة عامة وغيرها، ونظراً لعدم وجود راتب أو تعويض مادي ولو قليل من المركز يضطرون لأن يزاولوا أعمالاً أخرى لتأمين حياتهم المعيشية.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(141)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي