لليوم الخامس على التوالي تستمر الاشتباكات في جنوب العاصمة دمشق بين فصائل المقاومة السورية وتنظيم "الدولة" على محاور حي "الزين" الفاصل بين بلدتي "يلدا" و"الحجر الأسود" معقل التنظيم، حيث يحاول الأخير السيطرة على عدة أبنية استراتيجية في المنطقة.
وشن تنظيم "الدولة" اليوم الأربعاء هجوما جديدا محاولا اقتحام نقاط فصائل المقاومة السورية على محور حي "الزين"، حيث حاول مقاتلو التنظيم التقدم باستخدام "تركس" مصفح بالتزامن مع تغطية تقدمهم باستهداف المنطقة بقذائف الهاون، فيما تمكنت فصائل المقاومة من صد محاولة الاقتحام وإعطاب "التركس" المصفح دون ورود معلومات عن وجود إصابات بين الطرفين.
وكان تصعيد التنظيم ضد المقاومة بدأ يوم الجمعة 12/1 حيث تمكن التنظيم من السيطرة على عدة أبنية في حي "الزين" بعد هجوم مباغت وعنيف.
وبحسب ما أفاد مصدر عسكري لـ"زمان الوصل" فإن التنظيم بدأ هجومه يوم الجمعة باستخدام سيارة مفخخة استهدفت نقاط الرباط لـ"جيش الإسلام" في بساتين حي "الزين" بالتزامن مع استهداف نقاط المقاومة بالصواريخ الموجهة ذات تدمير عالٍ يستخدمها التنظيم للمرة الأولى، كما دارت اشتباكات عنيفة بين المقاومة والتنظيم ليتمكن الأخير من السيطرة على عدة أبنية.
لكن سيطرة التنظيم على تلك الأبنية لم تستمر إلا لساعات، حيث تمكنت فصائل المقاومة من تحرير تلك الأبنية بعد وصول مؤازرات من كافة فصائل المقاومة، وقضى خلال المواجهات ثلاثة عناصر من "جيش الإسلام" اثنين منهم تمكن التنظيم من سحب جثتيهما، والتمثيل بهما ووضعهما على دوار "الحجر الأسود"، فيما قتل للتنظيم 10 عناصر وجرح 13 عنصرا آخرين.
مصادر محلية أفادت لـ"زمان الوصل" بأن معظم قتلى التنظيم هم من "لواء العز بن عبد السلام" في حي "التضامن" التابع لأمير التنظيم "أبو العز دهمان"، وهو ما يؤكد المعلومات الواردة عن خلافات بين مكونات التنظيم من تيار "أبو العز دهمان" وتيار الأمير السابق "أبو هشام الخابوري".
الناشط "أيهم العمر" يرى في التصعيد الأخير محاولة من التنظيم للهروب من أزماته الداخلية (يعاني تنظيم الدولة في الحجر الأسود من اضطرابات داخلية كبيرة في صفوفه وخصوصا بعد خروج عدد كبير من قيادة الصف الأول والقادة العسكريين، وكان آخرهم أبو الحارث وأبو مصعب التركماني، وهذه الإضرابات جعلت التنظيم يعيش صراعات داخلية عشائرية، ومن المرشح أن تكون هذه العملية لتخفيف تلك الصراعات.
ويضيف "العمر" إن المعاين للأحداث في جنوب دمشق يعرف تماما مدى التنسيق الواضح بين قوات الأسد والتنظيم، فبعد عملية الجمعة أخرج التنظيم 13 جريحا إلى مشفى "المهايني"، حيث يسيطر نظام الأسد دمشق لمعالجتهم، بالإضافة للتنسيق في إخراج قيادات التنظيم وعناصرها إلى مناطق مختلفة في سوريا، وبهذا التنسيق أصبح لا شك أن لقوات الأسد يدا في تحريك التنظيم متى أرادت.
دمشق - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية