شنّ زعيم هيئة تحرير الشام "أبو محمد الجولاني" هجوما لاذعا على اتفاق "آستانة" والفصائل الموقعة عليه، مؤكدا في الوقت نفسه استعداد الهيئة للتصالح مع الجميع "عبر مصالحة شاملة تبدأ باتمام جلسات الصلح وانفاذ الاتفاقات والتعهدات".
وقال "الجولاني" في تسجيل صوتي لم يتسنّ لـ"زمان الوصل" التحقق من صحته من مصدر مستقل: "نحن أمام مرحلة حرجة أعدتها المؤتمرات والمؤامرات التي اشترك فيها مع العدو أقوام من بني جلدتنا"، مشيرا إلى أن "أخطر تلك المسارات مسار أستانة الذي رفضناه قولا وعملا واليوم يعيد كثيرون ما قلناه بالأمس".
وأضاف "الجولاني": "لقد نجح آستانة في إسباغ الشرعية على المحتل الروسي، وبذلك نجح الروس والإيرانيون بإرغام الفصائل على تجميد الجبهات ترغيبا وترهيبا، ووصل الأمر إلى شن الحملات الإعلامية علينا أمام كل علمية نقوم بها، واستغل البعض إرسال الرسائل إلى العدو عبر الإعلام لتكشف معلومات المعركة وأهدافها المحددة بصورة لا يرتضيها عقل ولا دين".
وتابع: "رضي من شارك في آستانة بورقة اتفاق نصت على تقسيم الشمال إلى مناطق ذات نفوذ تركي وأخرى روسي. وتم التخلي عن مناطق شرق السكة (في إدلب) واعتبارها مناطق خارج خفض التصعيد، ورأينا هذا في خرائط الاتفاق، الامر الذي يمنح النظام المجرم وحلفاءه حق الهجوم عليها واستردادها بأي وسيلة من القتل والقصف لأنها من حقه بحسب آستانة".
وقال زعيم "هيئة تحرير الشام": "رفضنا الاتفاق وأبلغنا رفضنا للجانب التركي وللفصائل التي كانت تقنعنا بالانسحاب من شرق السكة سلما من دون قتال وقد أعلنا رفضنا التام لآستانة ونتائجها،..، لقد مرروا كلمة خفض التصعيد على البسطاء والتي لا تعني بأي شكل من الأشكال وقف القتال أو إنهائه كما توهم البعض
وشمل مسار آستانة كما أضاف الجولاني "إدخال نقاط مراقبة تركية تنتشر في الشمال المحرر وقد رفضنا الأمر لأنه لا يحمل ضمانات مستقبلية بأن لا تسلم المنطقة للنظام بناء على اتفاقات جديدة، إلا أننا تمكنا من الوصول إلى صيغة تجنب أهلنا حربا لا تصب في صالح المسلمين بما لا يخل بثوابتنا أو يضعف شوكة الجهاد الشامي، وبعد نجاحنا في تجاوز معضلة التدخل التركي امتعض النظام وحليفه الإيراني، حيث كان يعول على صدامنا مع الأتراك لتخلو له الأجواء فيتقدم لإدلب بكل أريحية".
وتابع "الجولاني": "بعد فشل مسعاهم لجؤوا إلى خطة أقبح من الأولى، ففي أوائل تشرين الأول الماضي سمحوا بإدخال جماعات كبيرة من "خوارج العصر" في إشارة إلى تنظيم "الدولة" بسلاحهم وعتادهم إلى ريف حماة الشرقي لتكون معركة جديدة تصدت لها هيئة تحرير الشام، وكان تنظيم الدولة بمثابة قوات رديفة للنظام تسببت بسقوط تلك المناطق بيد النظام".
وحول المعارك في ريف حماة أوضح "الجولاني": "منذ ثلاثة أشهر مازالت المعركة مستمرة وقد دافعنا عن المناطق بكل ما نستطيع وانسحبنا من أخرى مراعاة لواقع المعركة وتكتيكاتها ولكن لم نتخلّ عن السلاح الذي في أيدينا ولا عن العقيدة في صدورنا".
وأضاف: "مئة يوم ونحن نقاتل في هذه المعركة وبلغت خسائر النظام ألف قتيل وقد أسقطنا له طائرتين حربيتين، وكل هذا ترافق ذلك مع تكتم إعلامي ورضا إقليمي، فهذه المعركة ومحاولة النظام السيطرة على مناطق شرق السكة هي ما تم الاتفاق عليه ولا يعد خرقا بل تنفيذا لما يسمى مناطق خفض التصعيد"، مشيرا إلى أن المعركة الأخيرة "أثبتت أن هناك خطوطا جغرافية حمراء تمنع بعض الفصائل من تجاوز خطوط الاتفاق، وهذا ما لمسناه وعايناه، ورغم ذلك توددنا للجميع وأمنا لهم الجانب رغبة برص صفنا، فتحملنا عبء المعركة كاملا الى جانب الصادقين من المهاجرين والأنصار وبعض الفصائل التي أبت الاتفاق".
وأشاد "الجولاني" بالفصائل التي "التحقت بالمعركة في اليومين الماضيين لصد النظام"، وقال "هذا مصدر فخر واعتزاز نرحب به ونشكر كل من ساهم فيه ولو بطلقة واحدة ونأمل أن يستمر".
وأكد في ختام كلمته على أن هيئة تحرير الشام "لم تشارك في أي مؤتمر من المؤتمرات التي عقدت والتي ترى أنها لا تصب في مصلحة ثورة أهل الشام". مضيفا "نحن بحاجة لكل ثائر وفصيل، ومستعدون للتصالح مع الجميع عبر مصالحة شاملة تبدأ بإتمام جلسات الصلح وإنفاذ الاتفاقات والتعهدات،..، ونعمل وسنعمل على كسر قيد أسرانا بما نملك من أوراق عسكرية وسياسية، ولن نحيد عن طريق الجهاد ولن نرتضي غير شريعة الإسلام منهاجا وعلى هذا الأساس نسير دون تفريط".
ولوحظ في التسجيل، الذي حُذف بعيد نشره بذريعة "انتهاك سياسة يوتيوب حول المحتوى العنيف"، لوحظ تكرار "الجولاني" لكلمة "الثورة" أكثر من 10 مرات.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية