"نأخذ البيت بسعر مقطوع، وصاحبه لا يضمن خلوه من الألغام والعبوات الناسفة"، بهذه الكلمات يؤكد "مصطفى" أن حياته مهددة بسبب طبيعة عمله في رفع الأنقاض من منازل مدينة الرقة، مقابل أجر معين يؤمن قوت عياله في تلك المدينة المدمرة وسط انعدام فرص العمل.
يقول "مصطفى" (45 عاما) إن منزله قرب "الحديقة البيضاء" في المدينة مدمر تماما، لذا يسكن حاليا مع أولاده الأربعة بمنزل لأحد معارفه في حي "الرميلة" شمال شرقي الرقة، مشيراً إلى أن شقيقه "خليل"، وهو عامل سابق في مطحنة "الرشيد" عاد أيضاً إلى بيته في "الرميلة"، ولحسن حظه لم يتضرر البناء من الحرب.

وتابع "مصطفى" قائلاً: "ليس عندي عمل إلا تنظيف البيوت من آثار الحرب والخراب وإزالة الأنقاض مع أخي خليل وبعض العمال الآخرين مقابل 10 آلاف تقريباً لكل بيت حسب حجم الدمار، حتى لا نحتاج لسؤال الناس في هذه المحنة، لافتاً إلى إن العمال أصحلوا قبل شهرين ما استطاعوا من بيوتهم بأيديهم وسكنوها لتوفير أجرة السكن التي كانوا يدفعونها خلال فترة النزوح بمدينة "الطبقة".
في السياق ذاته، يقول فواز (35 عاما) إنه استطاع إصلاح أضرار بيته في حارة "البجري"، وهو يسكن به حالياً مع أطفاله، فهناك حركة إعمار وإصلاح ذاتية ينفذها السكان للخلاص من "البهدلة" خارج مدينتهم وخصوصا أنهم خرجوا بثيابهم، أي دون فراش أو أغطية نوم أو أواني الطبخ، وهذا الكلام يدركه فقير الحال، على حد قوله.

يؤكد "فواز" أن مادة الخبز متوفرة في الرقة، لكنهم يشترون مياه الشرب بسعر 250 ل.س للبرميل، مع ظهور مولدات كبيرة في الأحياء لتأمين الكهرباء بسعر 750 ليرة أسبوعياً، فيما لا تزال المواد الإغاثية والمحروقات غائبة عن أحيائهم.
يأمل" فواز"، الذي يعمل في ورشة رفع الأنقاض من منازل الرقة، أن تتحسن الأوضاع في مدينته، الأمر الذي يمكنه من الحصول على عمل أفضل وأقل خطورة من تنظيف أبنية الرقة المدمرة.
وكان بعض أهالي حيي "رميلة" و"البجري" عادوا إلى منازلهم بشكل تدريجي خلال الأشهر الماضية، وسبقهم في ذلك الكثير من سكان الأحياء الواقعة على الأطراف الشرقية والغربية لمدينة الرقة مثل: "المشلب" و"السباهية" و"الجزرة" الذين شرعوا بإصلاح منازلهم، لكنهم مازالوا يشترون مياه الشرب بسبب تضرر الشبكة من الأعمال الحربية، التي انتهت قبل ثلاثة أشهر بانسحاب تنظيم "الدولة" من المدينة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية