نشر موقع خاص بشرطة النظام خبراً تم تداوله بسرعة عن القبض على خمسينية متشردة في إحدى حدائق دمشق تبين أنها تحمل دكتوراه في الأدب العربي، اضطرتها ظروفها الأخيرة للنوم في الحدائق بعد أن طرقت باب وزارة التعليم العالي مرات ولم تجد نتيجة تعيد إليها رواتبها التي أوقفت بدون سبب واضح.
وجاء في الخبر الذي نشرته "إدارة مكافحة الإتجار بالبشر" أن إحدى الدوريات التابعة لها ألقت القبض على المدعوة (أ-ن) في إحدى حدائق دمشق وهي في العقد الخامس من العمر، وبالتحقيق معها تبين أنها دكتوره جامعيه في جامعه حلب وحاصلة على الماجستير في اللغة العربية عام1987 وتقدمت للدراسات العليا ومن ثم الأطروحة ليتم إيفادها كمعيدة إلى جامعة حلب، ودرّست الطلاب الجامعيين لمدة 16 سنة، إلا أنه مع بدء الأحداث في سوريا عام 2011 بدأت حالتها المادية بالتراجع، وكونها وحيدة قاموا بطردها من منزلها في حلب.
الدكتورة الحلبية قدمت إلى دمشق لمراجعة وزارة التعليم العالي وللاستفسار عن سبب توقيف راتبها، وبعد عدة مراجعات لم تجد جواب، وبسبب نفاذ ما لديها من نقود قام صاحب الفندق بطردها لتكون الحدائق مأوى لها لعدة سنوات مضت.
المثير في الصور التي تم نشرها والمضبوطة بحوزة المذكورة هي لمئات القصاصات الورقية مكتوب عليها اسماء الأشخاص التي اقترضت منهم مبالغ ماليه بسيطة مثل 200 ليره سورية، وأسماء مطاعم كانت قد تناولت الطعام لديهم دون دفع ثمنه...وبحسب الشرطة قد أجابتهم أنها ليست متسولة: (انا دكتوره وقد دونت كل ديوني على هذه الأوراق).
الخبر المنشور لقي تعاطفاً كبيراً مع الدكتورة وسخطاً على وزارة تعليم النظام، وعلى الحال الذي أوصل مثل هذه القيمة العلمية لكي تنام في شوارع وحدائق العاصمة، وبعض المعلقين طلب عنوانها وإمكانية التواصل معها لمساعدتها، وعبروا عن احترامهم لها من خلال تلك القصاصات التي توثق ما اضطرت لاستدانته.
البعض غمز من حالتها وأشار إلى أن بعض المعلمين وسواهم يأتي من إدلب لقبض رواتبه ويعيش بين المسلحين على حد زعمه ولم توقف رواتبهم، وآخرون طالبوا بمحاكمة وزير التعليم العالي أو بالحد الأدنى الموظفون الذي أخفوا رواتبها أو أوقفوها بدون أسباب منطقية.
ويعاني قسم كبير من العاملين في قطاع التعليم وقطاعات أخرى من إيقاف رواتبهم نتيجة تقارير أمنية عن انتمائهم إلى عائلات معارضة أو مجرد كونهم ينتمون إلى مدن بعينها في انتقام رخيص من النظام من كل السوريين الذين خرجوا ضده.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية