بعد 9 أيام من إغلاقه أعادت قوات الأسد فتح حاجز "ببيلا -سيدي مقداد" أمام حركة المدنيين والشاحنات التجارية أمس.
وأغلقت قوات الأسد المنفذ الوحيد للمنطقة في أول أيام العام الجديد بعد هزيمة أنصار "عراب المصالحة" في بلدة "ببيلا" الشيخ "أنس الطويل" أمام الفصائل الثورية.
ويعتبر حاجز "ببيلا -سيدي مقداد" ورقة ضغط بيد النظام يستخدمها لابتزاز المنطقة، وأشيع كثيرا عن استثمار شخصيات محسوبة على تيار "المصالحة" لهذه الورقة، حيث أغلق الطريق بالتنسيق معهم لإحراج الفصائل والضغط عليها لتقديم تنازلات، خاصة إن هذا المعبر يعتبر شريان الحياة للمنطقة.
وأغلق النظام المعبر بعد الحملة الأمنية التي نفذتها فصائل المقاومة ضد تيار "المصالحة" في بلدة "ببيلا" ممثلا بالشيخ "أنس الطويل" بعد تجاوز الأخير كل المحظورات، حسب ما رأت فصائل المقاومة السورية.
وأصدرت الفصائل المشاركة بالحملة الأمنية ممثلة بـ"جيش الإسلام" و"جيش الأبابيل" و"فرقة دمشق" و"ألوية الفرقان" و"أجناد الشام" بيانا توضيحيا يوم الثلاثاء 2/1 /2018 أوضحت فيه إن حملتها استهدفت الشيخ "أنس الطويل" ومجموعة محدودة من الأشخاص العاملين معه، كما أكد بيان الفصائل على الالتزام بقرار وقف الأعمال القتالية واتفاقية خفض التصعيد التي أقرت في "أستانة" بتاريخ 29/12/2016.
مصدر مطلع أكد لـ"زمان الوصل" أن الهدف من إغلاق الطريق هو الضغط على فصائل المقاومة لقبول "أنس الطويل" كممثل عن بلدة "ببيلا" في اللجنة السياسية والمفاوضات مع النظام مع العلم أن "الطويل" مقيم في منطقة "القزاز" الخاضعة لسيطرة النظام.
وأضاف أن عددا من وجهاء المنطقة تدخلوا لإيجاد حل بين فصائل المقاومة وممثلي بلدة "ببيلا" للعمل على إعادة فتح المعبر الإنساني، خاصة مع وجود نساء ورجال عالقين بين الداخل والخارج، مشيرا إلى أن دعوة الوجهاء ترتكز على إعادة تشكيل اللجنة السياسية في المنطقة لتمثل البلدات الثلاث "يلدا، ببيلا، وبيت سحم" وفصائل المقاومة، إلا أن ممثلي "ببيلا" أصروا خلال الاجتماعات على وجود الشيخ "أنس الطويل" كممثل لـ"ببيلا" في اللجنة السياسية، الأمر الذي قوبل بالرفض من فصائل المقاومة الرافضة لعودة "أنس الطويل" للمنطقة أو مشاركته في أي لجنة أو مفاوضات.
وحسب المصدر، فوض ممثلو بلدة "ببيلا" الدكتور "أبو عمار" وهو صديق "أنس الطويل" الذي اقترح بدوره أن يكون ممثلا للبلدة في الداخل ويكون الشيخ "أنس الطويل" ممثلا في الخارج، ثم طالب ممثلو "ببيلا" بأن يعود "الطويل" إلى البلدة بعد 6 أشهر أو سنة وهو ما رفضته الفصائل أيضا.
وبدأت مظاهرات بأعداد محدودة من نساء وأطفال بالخروج بشكل شبه يومي في بلدة "ببيلا" تأييدا للشيخ "أنس الطويل"، وكان المشاركون في المظاهرات يصلون إلى حاجز قوات النظام ويطالبون بفتح الطريق وعودة "أنس الطويل" وخروج فصائل المقاومة وإتمام مشروع "المصالحة"، بالمقابل أحجم التيار الثوري عن النزول إلى الشارع منعا للتصعيد.
وطالما راهن "الطويل" على خروج مظاهرات عارمة في البلدات الثلاث ضد المقاومة السورية، حيث كان ينشر تسجيلات صوتية بهدف التحريض.
ويخدم "الطويل" الذي يعد من أوائل عرابي "المصالحة" سياسة نظام الأسد في تطبيق سياسة "فرق تسد"، حيث يحاول إشعال فتنة مناطقية بين الأهالي، محرضا على من يعتبرهم "غرباء" في جنوب دمشق، في إشارة إلى سكان من خارجها أو حتى النازحين، كما يقول المصدر المطلع.
وفي يوم الخميس 4/1 سمحت قوات النظام بدخول العالقين خارج المنطقة، وأبقت الحاجز مغلقا، فيما تم التوافق يوم السبت 6/1 على تشكيل اللجنة السياسية، وكان الدكتور "أبو عمار" ممثلا عن بلدة "ببيلا"، إلا أن نظام الأسد رفض أن يكون أي ممثل عن "ببيلا" في اللجنة السياسية سوى الشيخ "أنس الطويل"، كذلك رفضت الفصائل المشاركة في أي مفاوضات يكون "الطويل" مشاركا فيها.
بشكل مفاجئ ودون خروج أي لجنة تم فتح الطريق يوم أمس الأربعاء والسماح بدخول وخروج الأهالي والشاحنات المحملة بالبضائع، خطوة عزاها ناشطون في المنطقة إلى أهداف النظام في عرقلة التوافق على تشكيل أي لجنة سياسية جديدة لا يكون حليفه "الطويل" عضواً فيها.
بينما رجح المصدر أن النظام لن يتخلى عن "الطويل" صاحب مشروع "المصالحة"، وسيحاول فرضه لاحقا على المنطقة بوسائل أخرى ملف جنوب العاصمة الشائك والمعقد بين عدة أطراف بدءا من قوات النظام التي تسعى لإتمام مشروع "المصالحة" إلى مشروع المليشيات الشيعية العاملة ضمن العباءة الإيرانية، والتي تسعى لتحقيق "حلم الضاحية الجنوبية" في دمشق مرورا بتنظيم "الدولة" واقتصار نشاطه ضد فصائل المقاومة السورية صاحبة مشروع الحفاظ على الأرض والتمسك بمبادئ الثورة.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية