وحدها لم تسقط في الريف الغربي لدمشق وبجوارها قرية صغيرة تسمى "الصبورة"، وهاتان البلدتان حافظ عليهما النظام كما أنهما من ملحقات قصر "المهاجرين".
إنها بلدة "يعفور" التي تقع على طريق دمشق بيروت، ومتوسطة بين قرى القلمون و"جبل الشيخ"، وطريق إمداد قوات النظام (الحرس الجمهوري) وميليشيا حزب الله وميليشيات الموت السوداء التي جعلت منها مقراً لعملياتها ضد كل هذا المحيط الساخن.
الأيام الماضية عادت (يعفور) إلى الواجهة كمنتجع سياحي وفني، وشهدت ليلة رأس السنة مفاجأة اعتبرها البعض مثيرة للاستهجان والغرابة، وهي صور الفنانة اللبنانية (لولا جفال) التي أحيت رأس السنة في منتجع "يعفور" وغنت باللباس الداخلي في بلد لم يقف فيه شلال الدم منذ سبع سنوات.
المطربة اللبنانية ارتدت ثياباً شفافة أظهرت لباسها الداخلي وسط صخب جمهور متفاعل كأنه يعيش في حقبة مختلفة، وكأن المنتجع بسهرته تم اقتصاصه من ملفات أعوام الهناءة والهدوء الذي كانت تنعم به العاصمة دمشق وأكثر، وهذا ما أدى لموجة سخط بين المؤيدين قبل المعارضين عل اعتبار أنه انتهاك لحرمة الدم السوري.
"يعفور" البلدة الصغيرة - التي تضم شوارع (الفيلات) الحديثة التي تتوضع فيها كبريات عائلات اقتصاديّي وسياسييّ النظام، وبعض الشخصيات الدبلوماسية، حيث منازل بعض السفراء -كانت في عين اهتمام النظام أثناء الحرب السورية وحشد حولها كتلة عسكرية كبيرة لحمايتها من السقوط بأيدي الثوار.
كما أعدّ النظام البلدة لتكون بوابة اقتصاده، حيث توقفت أغلب المشاريع الكبيرة الخليجية التي بدأت فعلياً بالنهوض قبل أعوام قليلة من الثورة كمبنى البورصة والبوابة الثامنة وبعض المنشآت السياحية الكبرى، إلا أن حرب النظام على شعبه أوقفت كل هذه المشاريع.
لكن خطورة موقع "يعفور" الجغرافي كإحدى بوابات الولوج إلى العاصمة وتوضعها على مفترق طرق القلمون والحرمون ولبنان جعل منها أهم موقع عسكري للحرس الجمهوري، ونقطة انطلاق لعمليات الميليشيات الحليفة وأهمها حزب الله الذي يروي سكان المنطقة إن حشوداً كبيرة للحزب كانت تنطلق من داخل البلدة وإن كبار قياداته تتواجد في "يعفور" و"الصبورة" بشكل سري.
"يعفور" اليوم بين ليل ماجن بلباس داخلي ونهار حافل بالموت تحمله قوات الأسد وميليشيات الموت الأسود للسوريين الرافضين لوجود الطاغية.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية