أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بانتظار قرار يصعب التكهن به.. إدارة "ترامب" تضع آلاف السوريين على صفيح ساخن من الرعب

ترامب - جيتي

ينظر آلاف السوريين الموجودين على أراضي الولايات المتحدة بعين الريبة والذعر، مما ستقرره إدارة "دونالد ترامب" عندما تناقش -خلال أسابيع- تمديد حالة "الحماية المؤقتة" الممنوحة للسوريين، مستذكرين أن هذه الإدارة أنهت -بجرة قلم ودون أن يرف لها جفن- آمال نحو 200 ألف شخص من السلفادور، وسلبت منهم حق "الحماية المؤقتة"، ما يعني بالضرورة سقوط حقهم في البقاء والعمل ضمن الولايات المتحدة.

ووفقا لتقرير نشرته "ذي ناشونال" اليوم الخميس وتولت "زمان الوصل ترجمته، فقد أدرجت الولايات المتحدة السوريين ضمن قائمة الجنسيات التي يحق لهم نيل "الحماية المؤقتة"، واستمر هذا الوضع منذ عام 2012 (سنة الإدراج) حتى الآن، وقد ناله نحو 7 آلاف سوري (6900)، لكن إدارة "ترامب" قد تشطبه نهائيا، عندما تناقش مسألة تمديد مفعول القانون من عدمه، نهاية الشهر الجاري.

ورغم أن مفعول القانون ينتهي نهاية آذار/ مارس من هذا العام، لكن إدارة "ترامب" تبدو مستعجلة للبت بملف الحماية المؤقتة للسوريين، وهي الإدارة التي أظهرت منذ مجيئها تشددا واضحا وتقييدا كبيرا لحرية الهجرة واللجوء. 

ويوم الاثنين الفائت، أصدرت وزارة الأمن الوطني قرارا بإنهاء حالة الحماية المؤقتة لـ200 ألف سلفادوري، ما جعل السوريين المعنيين بالأمر يصابون بالقلق الشديد، من أن المستهدف القادم سيكونون هم.

وقال مسؤول في وزارة الأمن الوطني الأمريكية "لم يتم اتخاذ أي قرار (بشأن السوريين) حتى الآن، وتجري مشاورات داخل الحكومة الأمريكية ومع الأطراف الأخرى لتقييم الوضع في سوريا، قبل وضع اللمسات الأخيرة على هذا القرار في 30 كانون الثاني/يناير".

وعندما سئل عن موجة الخوف والشائعات التي تجتاح مواقع التواصل بشأن احتمال إنهاء الحماية المؤقتة للسوريين، اكتفى المسؤول الأمريكي بالقول إن أي قرار رسمي لم يتخذ حتى الآن.

من جهتها، بدأت منظمات غير حكومية ومجموعات دعم سورية جهودها في التحذير من مغبة عدم تجديد وضعية "الحماية المؤقتة" التي تمنحها واشنطن للسوريين، وقالت "منى جندي"، المستشارة القانونية لمنظمة "أميركيون من أجل سوريا الحرة": "نحن بالتأكيد متوترون خلال هذه الأيام التي نعمل فيها من أجل الحصول على تجديد (القرار) مرة أخرى".

"جندي" التي كانت إحدى المشاركات في الدفع لتبني "الحماية المؤقتة" للسوريين، عكست القلق حول الوضع الذي لايبشر بالخير للسوريين المستفيدين من الحماية، لاسيما أن إدارة "ترامب" لم تتردد في إنهاء وضع مشابه لنحو 300 ألف من السلفادور ونيكاراغوا وهايتي.

ونوهت "جندي" أن السوريين لم يفروا من كارثة طبيعية (كما في السلفادور])، ولكنهم هربوا حرب ما زالت مستمرة، آملة أن تأخذ إدارة ترامب هذا الفرق بعين الاعتبار.

وتابعت شارحة أن السوريين الذين يحظون بالحماية المؤقتة في الولايات المتحدة قدموا من بلاد مزقتها الحرب.. "إنهم من دير الزور، من درعا، من إدلب، من دمشق وضواحيها... وإذا أجبروا على العودة ولم يقتلوا ببرميل متفجر، فيمكن اعتقالهم أو تعذيبهم أو إخفاؤهم". 

وما تزال منظمة "أمريكيون من أجل سوريا الحرة" تحاول أخذ موعد مع مسؤولين في وزارة الأمن الوطني الأمريكية لبحث هذا الأمر، لكنها لم تحصل على وعد رسمي بعقده بعد.

المسؤول في "اللجنة الأمريكية العربية لمناهضة التمييز"، عبد أيوب، قال أيضا إن منظمته قدمت طلبا لعقد اجتماع مع المسؤولين المعنيين لكنها لم تتلق ردا، واصفا التكهن بالقرار المرتقب بأنه "أمر صعب".

رئيس "تحالف الإغاثة الأمريكية من أجل سوريا"، أحمد طرقجي، لم يخرج عن سياق المحذرين من مغبة عدم تجديد قرار الحماية المؤقتة للسوريين، معتبرا أن إنهاء العمل بهذه الوضعية سيناقض حتى تقرير وزارة الخارجية الأمريكية حول حقوق الإنسان في سوريا، مؤكدا أن أولئك الذين يحتمل إعادتهم قد يواجهون الاعتقال التعسفي، أو التجنيد الإجباري في صفوف قوات النظام.

"تحالف الإغاثة" المكون من 13 منظمة سورية أمريكية، أصدر يوم الأربعاء بيانا يدعو فيه إدارة "ترامب" إلى تجديد العمل بقرار الحماية المؤقتة للسوريين، مذكرا أن "العنف" ما زال مستمرا في سوريا، وأن هناك أكثر من 10 آلاف مدني قضوا فيها خلال العام الفائت وحده، فضلا عن الغارات الجوية.

وتقول الأمم المتحدة إن عدد اللاجئين السوريين المسجلين لديها ناهز 5.5 ملايين، بينما وضعت إدارة ترامب رقما سقفه 45 ألف لاجئ يمكن استقبالهم في الولايات المتحدة خلال عام 2018، ولكن سوريا على قائمة الدول الجديدة التي يمنع مواطنوها من دخول البلاد، ما يعني أن السوريين ليسوا حتى ضمن هذا الرقم المتواضع الذي حددته إدارة ترامب.

زمان الوصل - ترجمة
(82)    هل أعجبتك المقالة (112)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي