نشر الشاب الكندي (لوكلان ماكفرسون) الذي يدرس الإعلام على صفحته الشخصية في "فيسبوك" إعلاناً يطلب فيه مساعدته في العثور على مجموعة من الأطفال التفاهم في مدينة "تدمر" السورية منذ أكثر من سبع سنوات ولعب معهم كرة القدم قرب أطلال المدينة الأثرية أثناء زيارة قام بها مع عائلته.

والتقطت والدته العديد من الصور والفيديو لولدها حين كان لا يزال في العاشرة من عمره، فاستخدمها عندما كبر في إنجاز فيلم وثائقي قصير بعنوان "أطفال تدمر المفقودين".
وبدأ بالبحث عن هؤلاء الأطفال لمعرفة مصيرهم في ظروف الحرب، وفيما إذا كانوا قد قُتلوا أو هُجّروا أم لا زالوا في تدمر، مناشداً من يعرفهم من خلال مقاطع الفيديو التي نشرها في الفيلم لمساعدته في التواصل معهم من جديد، مقدراً أن ملامحهم اختلفت بعد 7 سنوات، ومع ما يجري في سوريا الآن وجد الشاب الكندي نفسه مدفوعاً برغبة مساعدتهم ورد الجميل لهم على الأوقات الجميلة التي أمضاها معهم في تدمر.

وروت والدة الشاب "إيلسون فليمينغ" المقيمة في دبي لـ"زمان الوصل" أن ابنها "لوكلان" الذي كان في العاشرة من عمره تعرف أثناء زيارته مع العائلة في تدمر أواخر العام 2010 على 14 صبياً من مختلف الأعمار رحبوا به بحرارة وبخاصة حينما شاهدوه يرتدي قميص "ميسي" وكانت كرة القدم هي اللغة المشتركة بينهم. وأضافت والدة الشاب أن الحرب اندلعت في سوريا بعد أربعة أشهر من هذه الزيارة وكان لديه -كما تقول- مخاوف وخشية من أن يكون أصدقاء الكرة الذين تعرف بهم قد تعرضوا لأذى في ظروف الحرب الطاحنة التي تشهدها سوريا.
وبدورها روت مترجمة الفيلم "ديمة الملكة" أنها تعرفت على والدة الشاب المقيمة في دبي منذ أربع سنوات من خلال مجموعة (لأجل سوريا -For Syria) التطوعية التي تعمل بها ورغبت بمساعدة المجموعة بالتبرعات العينية، كما نظمت مبادرة أطلقت عليها اسم "أحذية وجوارب للسوريين".

وأشارت محدثتنا إلى أن "ابن ايلسون" تقدم بطلبات قبول لعدة جامعات في الخارج فطُلب منه في إحداها السيرة الذاتية الرقمية فأنجز "لوكلان" فيلمه "أطفال تدمر المفقودين" الذي يرصد مجريات أحداث حقيقية حصلت معه خلال رحلته مع أهله إلى دمشق ومن ثم "تدمر" منذ أكثر من 7 سنوات، مضيفة أن الفيلم الذي أخذ منحى إنسانياً عاطفياً بعيداً عن أي أبعاد سياسية تم نشره على العديد من المجموعات والصفحات الاجتماعية وإحداها صفحة الفنانة "يارا صبري" بهدف التعرف على مصير أبطاله الأطفال من خلال متابعي صفحتها وبخاصة داخل سوريا.

وتم العثور بالفعل على اثنين من الأطفال أحدهما يقيم مع عائلته في تركيا وتواصل مع "لوكلان" وطفل آخر يعيش في تركيا أيضاً ولكن عائلته لاجئة في ألمانيا، وثمة طفل ثالث يُدعى "أحمد الفهد" قُتل بصاروخ للأسف عام 2015.
ونشر الشاب في نهاية فيلمه صورة فوتوغرافية عند الغروب يظهر فيها متوسطا أصدقاءه الـ 14 الصغار–حينذاك- ذوي البشرة السمراء متسائلاً في الترجمة المرافقة للفيلم عما حل بهم وأين أصبحوا هم وعائلاتهم.
فارس الرفاعي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية