في الوقت الذي تُصر فيه "روسيا" على تنظيم مؤتمر "سوتشي" للالتفاف على مسار مفاوضات "جنيف" بغية إيجاد حل سياسي لإنهاء الملف السوري وفق حساباتها، ترفض شرائح واسعة من السوريين حضور المؤتمر ووضعها أمام سياسة الأمر الواقع.
ورصدت "زمان الوصل" العديد من الآراء في منطقة القلمون الشرقي، بريف دمشق، حول مؤتمر "سوتشي"، الذي تم تأجيل انعقاده حتى نهاية الجاري.
وحسب مراقبين للشأن السوري فإن "روسيا" تسعى من وراء انعقاد المؤتمر إلى إعادة تعويم الأسد، دون الاكتراث لمطالب وحقوق الشعب السوري.
في السياق ذاته، قال "ضياء أحمد" أحد أبناء مدينة "الرحيبة"، إن الذهاب إلى "سوتشي" يعني إضاعةً وهدراً لدماء الشهداء من أبناء الشعب السوري، وتساءل كيف يمكن للقاتل أن يلعب دور القاضي؟ واستدرك قائلا: "روسيا اليوم تقتل أبناءنا وتحتل أراضينا، ثمّ تأتي لتفاوضنا وفق رغباتها".
وأضاف أن مؤتمر "سوتشي" يمثل خطوة نحو إعادة تأهيل النظام السوري مجدداً على الساحة الدولية، وخصوصاً بعد المكاسب الأخيرة التي حققها النظام وحلفاؤه على صعيد الحرب ضد تنظيم "الدولة الإسلامية".
وأشار "أحمد" إلى أن "الروس" كان لهم يد طولى في عمليات التهجير "القسري" التي شهدتها مناطق المقاومة في أنحاء متفرقة من ريف دمشق.
بدوره اعتبر "محمد الخطيب" أحد أبناء مدينة "جيرود" المجاورة، أن مشاهد الدمار التي تسببت بها الطائرات الروسية في مناطق متفرقة من سوريا، إضافةً إلى الحالة الإنسانية المتردية الناجمة عن حصار قوات النظام لمناطق الخاضعة لسيطرة المقاومة، كفيلة بإعطاء صورة واضحة عن الدور الروسي لإيجاد حل في سوريا.
ووفقاً لما صرّح به "الخطيب" لـ"زمان الوصل"، فإن روسيا ما تزال حتى اللحظة غير معنية بالشعب السوري أو مطالبه، لأن من شأن أي حل سياسي قد يتم التوصل إليه مستقبلاً في سوريا أن يؤثر سلباً على مصالحها ونفوذها العسكري والاقتصادي في المنطقة.
وأشار أيضاً إلى أن الروس حاولوا خلال الأشهر الماضية إيهام السوريين بأنهم يلعبون دوراً محايداً في سوريا، حيث دخلوا كوسيط بين النظام والمقاومة في عددٍ من المدن والبلدات السورية الخاضعة لسيطرة المقاومة السورية للتوصل إلى وقف إطلاق نارٍ متبادل بين الطرفين في تلك المناطق، تمهد فيما بعد لتسوية سياسية، ليتبين فيما بعد أن الروس والنظام وجهان لعملة واحدة.
وبين "الخطيب" أن الروس شكلوا غطاءً حاميا للنظام خلال العديد من المناسبات الدولية التي تمّ فيها إدانة النظام بخرق أي اتفاق دولي لتهدئة النزاع الحاصل في سوريا، ودلل على ذلك بإصرار الروس على تبرئة النظام السوري من الضلوع بالملف الكيماوي، ولاسيما القصف الذي طال بلدة "خان شيخون" في "إدلب".
في المقابل أشار "علي" إلى أن أطيافا واسعة من الشعب السوري يرفضون مؤتمر "سوتشي" رفضاً قاطعاً، لأن الدم السوري ما يزال مستباحا، واعتبر أن التطمينات الروسية للمقاومة غير مقنعة، والمؤتمر عبارة عن إعادة إنتاج نظام "بشار الأسد"، وترسيخ للوجود الروسي في سوريا.
وقال لـ"زمان الوصل"، إن "روسيا" تريد شراء ما تبقى من الثورة السورية، وهي من جاءت بالإرهاب والقتل للشعب السوري لتثبيت "الأسد" في الحكم هو وزمرته، ولذلك فإن جميع المؤتمرات الدولية التي تشارك فيها "روسيا" فاشلة لأنها لم تقدم أي جديد لتخفيف المعاناة عن الشعب السوري.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية