أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الموت يغيّب "أسما الفيصل" في منفاها القسري

ولدت الفقيدة في مدينة "حمص" عام 1931

غيَّبَ الموت الطبيبة الرائدة "أسما رشيد الفيصل" في منفاها القسري بكندا بعيداً عن مدينتها "حمص"، بعد صراع مع المرض تاركة "سيرة حياة غنية بكبرياء الحرية والمعرفة، وتواضع الصبر والتضحية والعطاء والنضال الدؤوب من أجل "وطن حر وشعب سعيد".

وتحملت من أجل ذلك ومن موقعها كشريكة درب المناضل "رياض الترك" كل صنوف العسف والتنكيل والاضطهاد، بما في ذلك السجن الطويل -كما وصفها المعارض "جورج صبرة".

ولدت الفقيدة في مدينة "حمص" عام 1931، وسط عائلة محافظة تهتم بتعليم أبنائها فوالدها المرحوم "رشيد الفيصل"، كان من أوائل الصيادلة في المدينة.

وتخرجت من كلية الطب عام 1956، وانخرطت في العمل السياسي والجماهيري من خلال انتسابها للحزب الشيوعي السوري ورابطة النساء السوريات ومنظمة الهلال الأحمر السوري، وكانت ناشطة سياسية شاركت في المظاهرات ضد حكم "أديب الشيشكلي"، ومن ثم ضد الدولة البوليسية في فترة الوحدة مع مصر، عاشت مرارة الفراق إثر اعتقال زوجها المناضل "رياض الترك" لمدة 17عاماً و7 أشهر، عدا اعتقالات وملاحقات مستمرة له.

كما اعتقلت أوائل الثمانينات لمدة سنتين ونصف على خلفية نشاطها، وانتمائها للحزب الشيوعي- المكتب السياسي حزب الشعب الديموقراطي حالياً، وتم ابتعاثها إلى موسكو بعد تخرجها بفترة للدراسة في مدرسة الحزب العليا ولمدة أربع سنوات، وبعد عودتها إلى حمص افتتحت عيادتها الخاصة في منطقة "الحميدية". وكانت الطبيبة "أسما الفيصل" –كما يقول ابن مدينتها المعارض "لؤي السكاف" لـ"زمان الوصل" من مؤسسات "رابطة الأمومة والطفولة والنساء السوريات"، ولعبت دوراً هاما في نشاط الطلبة أثناء دراستها للطب في جامعة دمشق ودوراً قيادياً في منظمة الحزب الشيوعي السوري- المكتب السياسي، حين كانت عضواً في اللجنة المنطقية للحزب حتى اعتقالها أوائل الثمانينات من القرن الماضي لمدة عامين ونصف قبيل اعتقال زوجها المناضل "رياض الترك" بأشهر قليلة.

وأردف محدثنا أن الراحلة صمدت في السجن صموداً رائعاً كان له الأثر في صمود الكثيرات من السجينات بالرغم من أنها تركت خلفها طفلتين كانتا دون رعاية الأب والأم، مضيفاً أنها "تولت بعد خروجها من السجن دور الأب والأم معاً نظراً لفترة اعتقال زوجها الطويلة.

ولفت "السكاف" إلى أن الفقيدة كانت أثناء عملها كطبيبة مثالاً للإنسانة المخلصة لقسمها الطبي، وكانت صابرة وتقوم بكل واجباتها بدون تذمر وحتى المشاركة في النشاطات الاجتماعية، حيث كانت عضواً في مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر.

وكشف أن بداية تعرفه على المناضل "رياض الترك" وزوجته الراحلة كانت في العام 1965 واستمرت علاقته بهم حتى تاريخ مغادرتها مطار دمشق قبل 5 سنوات ونصف تقريباً إلى كندا، حيث تقيم ابنتها منذ فترة طويلة بعد أن اضطرت لمغادرة منزلها في "جورة الشياح" أثناء معارك حمص القديمة.

وبدوره أشار الدكتور "سامر الجنيدي" إلى أن الراحلة "أسما الفيصل" كانت امرأة تجمع بين الصلابة والأنوثة اجتماعية، ذكية، لمّاحة، مثقفة، تمكنت من تربية ابنتيها لمدة 17 سنة رغم غياب الأب في المعتقل وتخرجتا من الجامعة وتزوجتا في غيابه، لافتاً إلى أن زوجها المناضل "رياض الترك" اعتقل في المرة الثالثة إثر لقاء تلفزيوني ذكر فيه عبارة "الديكتاتور مات"، في إشارة إلى "حافظ الأسد".

زمان الوصل
(202)    هل أعجبتك المقالة (169)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي