أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

درعا.. مركز لدعم سيدات "الحراك" لمواجهة آثار الحرب

المشروع لاقى إقبالا واسعا من فئة النساء

أسندت أم ابنها الذي لم يتجاوز السنوات الأربع على مقعد معدني داخل مركز "العُلا" للدعم النفسي وتمكين الأسرة‏ في مدينة "الحراك" بانتظار عرضه على طبيب مختص.

ويعاني الطفل "حمزة" (اسم مستعار) من نقص نمو، وبسبب ظروف النزوح إلى الأردن والضغوطات اليومية لم تنتبه والدته لحالته التي ازدادت سوءاً بعد عودة عائلته إلى مدينتهم "الحراك".

وبات بحاجة إلى علاج من أدوية وتحاليل وتغذية، الأمر الذي لم يكن بمقدور عائلته الفقيرة تأمينه، فتبرعت مجموعة من المتطوعات بتغطية تكاليف العلاج رغم الضائقة المادية التي يعيشها أهالي المدينة المحررة. 

"حمزة" واحد من عشرات الأطفال الذين يتلقون اهتماما ورعاية من المركز الذي تم تأسيسه مؤخراً من أجل المساهمة ببناء مجتمع "الحراك" والنهوض به من جديد. ويقدم المركز العديد من خدمات الدعم النفسي والتعليم والرعاية الطبية وحضانة الأطفال والعديد من مشاريع تمكين المرأة في المجتمع. 

وتقف وراء فكرة المركز المعلمة والناشطة الاجتماعية "خيرية كسابرة" التي عملت في العديد من مراكز تأهيل اللاجئين السوريين ورعايتهم في الأردن، وشاركت في العديد من النشاطات من خلال مراكز وأندية متعددة.

تقول "كسابرة" لـ"زمان الوصل" إن هدفها إظهار المرأة السورية بأفضل مظهر وإبراز الجوانب الإيجابية والفاعلة لديها. 

بعد عودتها إلى درعا لمست "كسابرة" ما طال البلاد والناس من الحرب والقهر فآلت على نفسها دعم المرأة والطفل للتخلص من الآثار السلبية للحرب، وتدريب النساء على العمل وإعطائهن فرصة لمزاوله عمل والمساهمة بتحسين الدخل للنهوض بالمجتمع من جديد بعد الأحداث التي حلت بمجتمعنا وأدت إلى انخفاض المستوى المعيشي للأفراد وكثره الضغوط النفسية. 

وأكدت أن المشروع الذي انطلق بإمكانيات فردية لاقى إقبالا واسعا من فئة النساء ونجحن في أعمالهن بسرعة فاقت المتوقع، وذلك لتعطّشهن للإنجاز، والتقدم وهذا يدل –حسب قولها- على أن المرأة السورية كانت ولازالت منتجة وتحب الحياة رغم كل ما يحيط بها من دمار وخراب خلفته الحرب.

ولفتت "كسابرة" إلى أن مركز الدعم النفسي في الحراك يهدف لمد المجتمع بكوادر بشرية قادرة على الإنتاج وإقامة مشاريع بسيطة كمشاغل الخياطة وصالونات التجميل وغيرها.

ويضم المركز الوليد العديد من المكاتب ولكل مكتب منها مهامه الخاصة، كالمكتب الحرفي المتمثل بغرفة لتعليم الخياطة، وغرفه لتعليم مهنة التجميل النسائي، وغرفة تعليم الصوف.

ويهدف هذا المكتب -كما تقول مديرة المركز- إلى الأخذ بيد المرأة لتصبح قادرة على العمل والإنتاج والوقوف جنباً إلى جنب بجانب زوجها لتحسين المستوى المعيشي. 
ويضم المركز غرفتين للدعم النفسي لكل منهما مهامها وخدماتها الخاصة.

بينما يحتوي المكتب التعليمي غرفة حضانة مجانية لأطفال المنتسبات الرضّع وتقوم على خدمتهم موظفة مختصة.

أما المكتب الطبي فيهتم -حسب كسابرة- بتنظيم دورات في التمريض والإسعافات الأولية، واستضافة بعض الأطباء والقابلات.

تجاوز عدد سكان الحراك التي يُطلق عليها لقب "أيقونة الثورة السورية" قبل الثورة 31 ألفاً، أما الآن فيبلغ عددهم حوالي 22 ألفا بسبب التهجير الممنهج.

وبلغ عدد المهجرين والنازحين أكثر من 11 ألفا من سكانها في الداخل السوري والبلدان المجاورة.

وبلغ عدد شهداء المدينة بالاسم الثلاثي والزمان والمكان -كما يقول محدثنا- 374 شخصا، غالبيتهم من الشباب والشيوخ والأطفال والنساء المدنيين.
وعدد المعتقلين والمفقودين 117 إلى جانب عدد كبير من الجرحى والمصابين والأيتام.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(198)    هل أعجبتك المقالة (166)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي