أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

ملابسات حول حقيقة تفجير الطائرات في "حميميم"

قاعدة حميميم - أرشيف

بين التأكيد والنفي لخبر تفجير 7 طائرات روسية في قاعدة "حميميم" العسكرية ليلة رأس السنة الجديدة ضاعت الحقيقة، ولكن الأخذ والرد في الموضوع جعله مطروحا بقوة، رغم عدم التطرق إليه إلا بعد يومين من حدوثه (إن حدث).

لو لم تنشر صحيفة "كوميرسانت" الروسية المقربة من "بوتين" شخصيا الخبر لما علم به أحد حتى الجهات التي ادعت معرفتها بالأمر لاحقا، وهذا ما يثير الشك في صحة الخبر لا سيما أنه أُتْبع بنفي من الناطق الإعلامي باسم قاعدة "حميميم" الذي اكتفى بالإشارة إلى مقتل اثنين من العساكر الروس بتفجير قال إنه ناتج عن إصابة القاعدة بقذائف هاون دون تحديد مصدرها.

وحتى النفي فعّل دور إشارات الاستفهام بحديثه عن التوجيه لسلطات نظام الأسد للتحقيق في الحادثة، ما يحمل تلميحا إلى احتمال حدوث اختراق للقاعدة وإحداث التفجير فيها من الداخل، أو استهدافها من مسافة قريبة من قبل خلايا مسلحة، حيث أنه لا يمكن لقذائف هاون المقاومة الوصول إلى القاعدة وهي تبعد مسافة تزيد 40 كيلومترا عنها.

إن عدم إعلان القاعدة عن مقتل اثنين من أفرادها سابقا ومبادرتها إلى ذلك عقب نشر الصحيفة الروسية لخبر تفجير الطائرات يشير إلى أن شيئا ما حدث في القاعدة عشية رأس السنة الميلادية الجديدة.

المؤكد أن أحد فصائل المقاومة في ريف اللاذقية (لم يعلن عن نفسه) قصف مواقع في محيط القرداحة برشقة من صواريخ "غراد"، ولم يتحدث أي مصدر موال أو معارض عن إصابة المطار والقاعدة، ولكن بعدما نشرت الصحيفة الروسية خبر تفجير الطائرات تحدث مصدر إسلامي معارض لجريدة "زمان الوصل" عن قيام طائرة مسيّرة بقصف القاعدة، ولم يشر إلى أنها تعود لفصائل المعارضة.

وفي السياق أشار المصدر الإسلامي إلى أن تطورات مهمة ستشهدها الساحة السورية في الأيام القادمة "مع امتلاك الثوار لطائرات مسيرة يمكنها استهداف مواقع النظام وخطوطه الخلفية".

وألمح إلى احتمال امتلاكهم لمضادات طيران فعالة، مدلّلا على ذلك بإسقاط ثلاث طائرات للنظام وروسيا في الفترة القليلة الماضية.

ورجحت مصادر أخرى احتمال توجيه ضربة إسرائيلية أو أمريكية للقاعدة لإيصال رسالة لروسيا مفادها أنها ليست الوحيدة الفاعلة على الأرض السورية، وعليها الاقتناع بوجود قوى فاعلة أخرى تستطيع التأثير بمجريات الحدث السوري.

بين كل الفرضيات التي طرحت والحقيقة مسافة غير قصيرة، لا سيما أن الخبر من أساسه قد لا يكون دقيقا مع الصمت المطبق من قبل وسائل إعلام النظام، وعدم إيراد أي من سكان المنطقة والساحل إلى ما يشير لوقوع انفجارات قوية ليلة رأس السنة.

منذ يومين نتابع عن كثب عشرات الصفحات على مواقع التواصل الاجتماعي لنشطاء موالين للأسد من سكان المنطقة، ولم يرد فيها ما يؤكد تفجير الطائرات، بل مالت غالبيتها لترجيح عدم مصداقية الخبر، مبررين ذلك بأنه لو حدث ذلك لسمعوا أصوات الانفجارات وهم القاطنون قريبا من القاعدة.

تابعت "زمان الوصل" بحثها عن الحقيقة، واتصلت بناشطين إعلاميين معارضين يعملون سرا في الساحل مع عدة شبكات إعلامية للوقوف على صورة ما جرى في تلك الليلة.

الناشطون "عمر البحري" الذي يسكن في "جبلة" و"محمد الساحلي" الذي يسكن في اللاذقية و"مصطفى البانياسي" الذي يسكن في "بانياس" أكدوا أنهم وأقرباؤهم وأصدقاؤهم لم يسمعوا أصوات انفجارات في القاعدة التي تتوسط المدن الثلاث التي يقطنونها.

الناشطون تواصلوا مع عسكريين وضباط في البحرية والأمن، ولم يحصلوا على معلومة مؤكدة عما جرى، غير أنهم اتفقوا على أن انفجارين عاديين وقع أحدهما في قرية "سطامو" والثاني في بساتين قرية "عين العروس" القريبتين من القاعدة، وهذا ما قد يكون ناتجا عن استهداف المقاومة للمنطقة بصواريخ "غراد".

تطور غير مألوف تمثل بإعلان وزارة الدفاع الروسية للمرة الأولى أن مضادات الدفاع الجوي في قاعدة "حميميم" تصدت في اليوم الأول من العام الحالي لعدة صواريخ "غراد" أطلقت من مواقع المعارضة وتمكنت من إسقاطها، وهي لم تفعل ذلك من قبل مع رشقات "غراد" التي كانت توجه إلى المنطقة الساحلية. 

تبدو روسيا أكثر المترددين في كشف حقيقة ما جرى، وكأن الاحدث يزيد من حرجها الداخلي، إذ إن تحطم أو تفجير 7 طائرات روسية دفعة واحدة قد يسبب مشكلة لرئيسها القادم على انتخابات قريبة، ويضعه في محل المساءلة عن جدوى عمليته العسكرية في سوريا ومستقبلها، ولن يكون من السهل عليه تجاوز القضية.

وإن كان الخبر صحيحا فستشهد الساحة السورية تطورات مهمة قريبا أيا كان الفاعل سواء المعارضة أم اختراق أمني للقاعدة أم استهداف أمريكي أو إسرائيلي، لأنه لن يقف عند هذا الحد وسيعمل على الضغط باتجاه مصلحته.

تبقى الإشارة إلى أن هناك من تحدث عن أن الإعلان الصحفي عن التفجير سيكون مبررا لروسيا للقيام بعمل عسكري كبير في سوريا، وقد تكون محافظة إدلب الهدف المقصود، غير أن ذلك يقتضي أولا إقرارا من وزارة الدفاع بتفجير الطائرات، ولا يبدو ذلك مقنعا، لأن روسيا تستطيع الاستمرار بادعائها محاربة الإرهاب عند القيام بأي عمل عسكري جديد، وهي بالتالي غير مضطرة لإرباك وضع "بوتين" في الانتخابات بخبر خسارة كهذه.

عبد السلام حاج بكري -زمان الوصل
(113)    هل أعجبتك المقالة (102)

Ahmad

2018-01-05

من المصلحة توظيف الحدث لمصلحة السوريين, بأن هذا الهجوم هو بداية أعمال مقاومة الاحتلال الروسي لسورية ورد على الجرائم التي يرتكبها الروس, وأعمال المقاومة هذه لن تتوقف حتى يتم طرد المحتل الروسي نهائيا.


جزء من السيطرة الطالبانية

2018-01-05

لماذا لم تتم عملية اقالة و تغيير وزير التربية بشخص متعلم متنور منفتح مع التغيير الوزاري الذي حصل بداية العام.. مع العلم اخطاؤه لا تغتفر و اكبر و تدمر جيلا بأكمله و يقبع في منصبه منذ ٧ سنين عجاف .. كانت رباب تتغاوى بتنورتها القصيرة سعيدة متفائلة بالحياة بجانب باسم في المناهج القديمة فتحولت لرباب محجبة و منقبة و كئيبة كوجوه القبيسيات .. هل ما يحصل جزء من السيطرة الطالبانية المستمرة على مفاصل الحياة في سوريا.


جزء من السيطرة الطالبانية

2018-01-05

لماذا لم تتم عملية اقالة و تغيير وزير التربية بشخص متعلم متنور منفتح مع التغيير الوزاري الذي حصل بداية العام.. مع العلم اخطاؤه لا تغتفر و اكبر و تدمر جيلا بأكمله و يقبع في منصبه منذ ٧ سنين عجاف .. كانت رباب تتغاوى بتنورتها القصيرة سعيدة متفائلة بالحياة بجانب باسم في المناهج القديمة فتحولت لرباب محجبة و منقبة و كئيبة كوجوه القبيسيات .. هل ما يحصل جزء من السيطرة الطالبانية المستمرة على مفاصل الحياة في سوريا.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي