أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اللاجئون السوريون في لبنان.. الموت، الطرد، الحرائق، والفقر أضلاع المربع في 2017

أرشيف

يودع اللاجئون السوريون عامهم الرابع على التوالي في لبنان، وهم يكابدون ويلات اللجوء ومرارته بعيدا عن بلدهم الأم سوريا.

عام وصفه غالبيتهم بالعام الأسوأ والأقسى على مخيماتهم وفق استطلاع أجرته "زمان الوصل" على شريحة واسعة منهم داخل المخيمات.

بين قتل وتهجير وحرائق واعتقالات تأرجحت شهور عام 2017 تاركة خلفها حزنا وبؤسا كبيرين داخل تلك الخيام المحاصرة لبنانيا بكافة أنواع الرفض.

الرفض بلغ أقسى صوره عندما أفاق اللاجئون السوريون في "عرسال" صباح 30- 6-2017، على أصوات عملية عسكرية أمنية واسعة تداهم مخيماتهم كان قد أطلق عليها عملية "قض المضاجع"، حيث قام الفوج المجوقل اللبناني بمداهمة مخيمي "النور" و"القارية" داخل البلدة المحاذية للحدود السورية، منفذا مجزرة بشعة وحملة اعتقالات طالت أكثر من 400 لاجئ من سكان المخيمين.

فقضى 20 لاجئا برصاص وقنابل عناصر الفوج المجوقل في تلك المداهمة وتم سحب جثثهم لجهة مجهولة، فضلا عن الطفلة "نجاة البيك" (5 سنوات) التي قضت في خيمتها سحلا بسلاسل مجنزرة لبنانية حينها.

وعمقت السلطات اللبنانية من معاناة اللاجئين السوريين حين قتلت عددا من المعتقلين في "قض المضاجع" داخل السجون اللبنانية بعد أيام قليلة من اعتقالهم، وأفادت تقارير طبية وأممية وحقوقية عن عمليات تعذيب قاسية قد مورست بحقهم داخل تلك السجون، حيث تمت تصفيتهم، وتثبت ذلك عشرات الصور ومقاطع الفيديو التي تم توثيقها وتسريبها، التي تظهر آثار تعذيب وضرب وحشية واضحة على جثث الضحايا في مشهد كان لـ"زمان الوصل" دور في توثيقه صور وأسماء ضحايا التعذيب "توفيق محمد الغاوي، مصطفى عبد الكريم عبسة، خالد حسين المليص، خلدون حلاوة، عثمان مرعي المليص" من بلدة "قارة" في القلمون الغربي والممرض "أنس حسين الحسيكي"، إضافة إلى الشقيقين "صفوان العيسى ومروان العيسى" من منطقة "القصير". 

والضحية "رضوان العيسى" من ذوي الاحتياجات الخاصة الذي قضى رميا بالرصاص الحي داخل مخيم "النور" وأمام عيني زوجته.

*معارك الجرود
أعلنت ميليشيا حزب الله اللبنانية 20 -7-2017 معركة أطلقت عليها اسم "تحرير الجرود"، مستهدفة "هيئة تحرير الشام"، و"سرايا أهل الشام" بعشرات القذائف الصاروخية والمدفعية على جرود "عرسال"، بتغطية مباشرة من سلاح الطيران السوري، وانتهت المعركة باتفاقيات قضت بنقل "هيئة تحرير الشام" إلى إدلب و"سرايا أهل الشام" إلى القلمون الشرقي.
السيناريو نفسه تكرر في 19 آب أغسطس الماضي مع تنظيم الدولة الذي غادر جرود عرسال إلى دير الزور بعد معركة قصيرة مع الجيش اللبناني.

*لاجئون بين الطرد والحرائق
ضربت مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان خلال 2017 عشرات الحرائق التي أودت بمخيماتهم مخلفة خسائر كبيرة، دون أن يكشف فاعلها أو الجهة المدبرة والمستفيدة.

ومن الضحايا الذين قضوا بفعل الحرائق التي نشبت داخل مخيمات السوريين 9 أطفال من مخيم "غزة" في البقاع الغربي في لبنان.
إضافة لوفاة 3 لاجئات سوريات من مخيم "ببنين" وجميع الضحايا من ريف حمص.

كما تعرض سكان عدة مخيمات سورية للطرد من قبل مالكي الأرض أو القوى العسكرية والأمنية اللبنانية، لأسباب تعود في معظمها إلى رغبة في الانتقام والتشفي من قبل مناهضي الثورة السورية ومناصري النظام السوري في لبنان بحق الحاضنة السكانية المؤيدة للثورة السورية والمقيمة داخل المخيمات. 

مخيم "الدلهمية" في البقاع اللبناني كان آخر تلك المخيمات التي عملت مخابرات الجيش اللبناني على تشريد سكانه وطردهم قبل نهاية هذا العام بأيام، ويضم المخيم 65 عائلة سورية (نحو 350 شخصا) غادروا خيامهم بعدما تلقوا تهديدات من قبل مخابرات الجيش اللبناني مؤخرا بهدم المخيم، ليقضوا ليلتهم في هنغارات مخصصة لتربية الدواجن والأبقار.

*اللاجئون الأفقر
أكد التقرير الرسمي الذي أصدرته المفوضية العليا لشؤون اللاجئين نهاية هذا العام بأن اللاجئين السوريين في لبنان يصنفون بالأفقر، مؤكدا أن حصة الفرد اليومية لا تزيد عن 2 دولار.

ويعيش اللاجئون حالة تضييق شديدة في لبنان وصعوبات كبيرة في الالتحاق بسوق العمل، إضافة لمشكلات تواجه قطاعه الخدمي من تعليم وصحة ورعاية اجتماعية، يضاف إليها حالة الرعب وعدم الاستقرار من جراء المداهمات وحالات الاعتقال التعسفية وشبه اليومية التي تطال مخيماتهم من قبل الجيش اللبناني ووحداته الأمنية.

عبد الحفيظ الحولاني - زمان الوصل
(124)    هل أعجبتك المقالة (135)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي