لم تخرج الحلقة السنوية للمنجم اللبناني "مايك فغالي" عن لغة التوقعات المعتادة التي يتحف بها جمهور الموالي لنظام الأسد، ويرضي بها محور الممانعة، فهي دوماً تأتي على هوى أضغاث أحلامهم.
اعتادت فضائية (سما) أو ما تعرف بـ(الدنيا) سابقاً على الاستضافة السنوية لنجم التنجيم اللبناني، فهو يؤدي المطلوب منها ويرضي جماهير القناة الذين لا تتجاوز أسئلتهم الصحة والحب والزواج، ولكن ما ميزها هذا العام وأثار استغراب المنجم هو كثرة السؤال عن السفر بالرغم من حديثه عن الإنجازات القادمة، ودعاهم إلى البقاء في سوريا.
"فغالي" تمنى على العاملين في الاتصالات تحسين أداء الإنترنت والاتصال معه من أجل العساكر الين يقفون على الحواجز في لحظة بث البرنامج، وطبعاً ليس حباً في هؤلاء، ولكنه لاحظ سوء الاتصال وهذا لا يرضي "فغالي"، الذي فيما يبدو أن له حصة من التفاعل مع حلقته، والعساكر من الجمهور الذي يعشق "فغالي" وتوقعاته.
"فغالي" كالعادة ركز على الدول التي دعمت ثورة السوريين وتوقع لها مزيداً من الكوارث فتركيا سيتوافد لأراضيها "الدواعش" بكثرة، والسعودية ترسل وفداً إلى "السيد الرئيس" لإعادة العلاقات ولا يقبله، وإقالة "دونالد ترامب"، وعام عاصف على الصعيد المناخي والسياسي في أوروبا وخصوصاً في فرنسا وبريطانيا.
على صعيد الوضع السوري تنتهي الأزمة بعام 2018 ويسيطر الجيش السوري على كامل الأرض السورية.
وفي إدلب ينجو فقط من يسلم نفسه، وعفو عام عن كل المتورطين يصدره "الرئيس"، وفتح لعدد كبير من السفارات في سوريا، وحركة إعمار كبيرة للإيرانيين حصة الأسد منها، وهذا ما سيؤدي لحصول ازدهار عمراني يضاهي الإمارات، وأما حلب فستكون بوابة الشرق.
"فغالي" كان لا بد من أن يضع بعض السلبيات والمعوقات فتحدث عن توقعات بوقوع شبه انتفاضة في سوريا، ولكن الدولة تتعامل معها بسرعة وتنهيها، إضافة إلى حداد عام في كامل سوريا مع بعض الكوارث الطبيعية في لبنان وسوريا.
"فغالي" في الحلقة المكررة والتوقعات المدروسة لم يخرج عن إيمانه بخط الممانعة والحرب على سوريا الأسد...أدى دوره بما يتناسب مع ما يريده الجمهور الساذج والمبلغ الذي تم دفعه له.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية