أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

لبنان.. مجزرة كلاب تهز إحدى حواضن "حزب الله"

من ضحايا مجزره الغبيري

لم يخطر في بال تلك الكلاب الشاردة التي تمددت لافظة أنفاسها الأخيرة بين أقدام العابرين في محيط السفارة الكويتية في لبنان أنها ستصبح قضية رأي عام لبناني بل وعربي لها مناصروها ومحاموها ومؤيدوها من كافة أحزاب الوطن العربي ونخبه الفكرية والحقوقية والدينية.

بل ولم تتخيل أن موتها سيترك كل تلك الارتدادات السياسية والثقافية والحزبية في بلد شهدت أراضيه ما شهدت من مجازر واغتيالات أشد وحشية ودموية بحق سوريين وفلسطينيين وسياسيين ورؤساء وقادة أحزاب. 

فوجئ سكان بلدة "الغبيري" أمس الخميس بـ"مجزرة بشعة" فتكت بالكلاب الموجودة في محيط السفارة الكويتية، بعد وضع السم لها من قبل بعض عناصر الشرطة البلدية.

"الرواية لا تُصدَّق" يعلق ناشطون لبنانيون، والمشهد مقزز لدرجة أن الإنسانية تتمرغ في الوحول والعيون تحتجب عن رؤية مشاهد الكلاب تلفظ أنفاسها الأخيرة مع رعشة مهينة لكل من يحمل صفة "إنسان". أضاف آخرون.

أكثر من 30 ألف منشور على مواقع التواصل الاجتماعي وثقتها جهات لبنانية ذات صلة نشرها لبنانيون، في أقل من ساعة على حدوث المجزرة تستنكر وحشية الفاعلين وتطالب بمحاسبتهم.

مجزرة احتضنتها "الغبيري" منذ ساعات على مرأى من المارة الذين وثقوا الوجع من دون أن يفهموا حقيقة ما حصل.
عشرات من الكلاب النافقة على جوانب أحد الطرق الرئيسة بعد تناولها طعامًا دُسَّ فيه السُمّ من قبل بعض عناصر البلدية للتخلص من الكلاب الشاردة بذريعة أنها مسعورة.

المشاهد المؤلمة لجثث تلك الكلاب النافقة على طول شوارع البلدة المحسوبة بولائها لميليشيا حزب الله أشعلت موجة سخط كبيرة على مواقع التواصل الاجتماعي

في لبنان، ليس فقط بين محبي الكلاب بشكل خاص والحيوانات بشكل عام بل ومن جميع من وقعت عيناه على عذابات ولحظات احتضار تلك المخلوقات وهي تقضي أمام "انتشاء" القاتل بجريمته المروعة.

جريمة دفعت بناشطين لبنانيين لأن يتساءلوا عن الجريمة التي اقترفتها تلك المخلوقات لكي تقتل بهذا الشكل الوحشي هل هي "داعشية" أيضا؟
هل كانت طرفا في قتل "الحسين"؟ وهل الطريق إلى القدس يمر من فوق جثث الكلاب؟

ثم ما مصير اتفاقية الرفق بالحيوان التي وقعها رئيس الجمهورية أخيرًا العماد "ميشال عون"؟ يتساءل ناشطون.

تلك الاتفاقية التي شهدت خرقًا صريحا وفاضحا في "الغبيري" راح ضحيته عشرات الكلاب البريئة.

رئيس بلدية "الغبيري" "معن الخليل" وفي تعليقه على المجزرة نفى معرفته المسبقة بما حدث، الأمر الذي واجهه ناشطون بسخرية دفعتهم لوصف رئيس البلدية الذي لا يعرف بما يجري في بلديته بأنه "رجل كرسي".

مجزرة الكلاب وضعت لبنان على صفيح ساخن وفي مواجهة حقيقية مع حالة تذمر وغضب تعيشها شرائح واسعة من المجتمع اللبناني بمن فيها حقوقيون وشخصيات عامة، وصلت إلى المطالبة بمحاسبة وإقالة وزير الداخلية والبلديات "نهاد المشنوق".

المحامي اللبناني "نبيل الحلبي" علق على المجزرة التي ارتكبتها حاضنة من حاضنات ميليشيا حزب الله في لبنان وكتب في صفحته الرسمية في "فيسبوك" قائلا: "عملية تسميم المخلوقات الضعيفة بأمر من بلدية الغبيري ومشاهدتها تنازع وتتعذَّب لساعات قبل أن تلفظ الروح، ليست غريبة عن ثقافة من عذّبَ البشر والحيوانات في لبنان وسوريا والعراق وقامَ بتصوير جرائمه ونشر مئات الفيديوهات عنها متباهياً بها على الملأ ..إنها الثقافة الهمجية وأسلوب حياة خاص يتميّز به هؤلاء عن سائر الكائنات التي تسكن كوكبنا البائس".

في المقلب الآخر استبشر ناشطون خيرا ومن خلال ما ساقوه من تعليقات على مجزرة الكلاب، راجين أن تكون تلك المجزرة نهاية لتعطش ميليشيا حزب الله لسفك الدم، ونهاية لمسرحيته الدموية الطويلة.

زمان الوصل
(214)    هل أعجبتك المقالة (202)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي