النظام يشن حربا نفسية ضد القلمون الشرقي

عناصر النظام في القلمون - جيتي

ترددت في الآونة الأخيرة شائعات عدّة في منطقة القلمون الشرقي بريف دمشق، مفادها عزم النظام اللجوء إلى الخيار العسكري كحلٍ أخير لإنهاء ملف المنطقة، وذلك أسوةً بمناطق أخرى من "ريف دمشق"، سبق لها أن واجهت المصير ذاته.

في السياق ذاته قال "نمير الديري" أحد أبناء المنطقة، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن النظام يحاول في الوقت الراهن تهيئة ظروفٍ ملائمة من شأنها زيادة الضغط الشعبي على لجان المفاوضات التي تحضر منذ أشهر اجتماعات شبه دورية مع وفود النظام، من أجل التوصل إلى اتفاق يقضي بوقف إطلاق نارٍ متبادل بين الطرفين داخل المنطقة. 

وأضاف أن لدى النظام أعواناً كُثرا داخل مدن وبلدات المنطقة، وهؤلاء يكثر نشاطهم في مثل هذه الأوقات، وتقوم مهمتهم في التأثير على الرأي العام في المنطقة، وتأليب أبنائها ضد فصائل المقاومة العاملة فيها، والدفع بهم كذلك تجاه الرفض الكامل لدخول أي مواجهة عسكرية قد يقدم عليها النظام في المنطقة.

وعن الشائعات الأخيرة التي كَثُرَ تداولها خلال اليومين الماضيين بين أهالي القلمون الشرقي، أوضح "الديري" أنها تنحصر ضمن إطار الحرب النفسية التي يتبعها النظام للتعامل مع المناطق الخارجة عن سيطرته، ولذلك فإن أعوان النظام اتخذوا من اللهجة الحادّة التي اتبعها النظام مؤخراً في رسائله الموجهة للجان التفاوض، حجةً لوضع المنطقة أمام خيارين لا ثالث لهما، إما الحرب أو الاستسلام وفقاً لشروط النظام.

واستدرك بالقول: "إن هذه اللهجة ليست جديدة على أبناء المنطقة، حيث اعتاد وفد النظام مراراً على التهديد والتوعد لممثلي المنطقة، بمصيرٍ مشابه لما حدث في (التل، قرى وادي بردى، القابون، وغيرها..) من مناطق "ريف دمشق".

أشار "الديري" إلى أن جميع أبناء القلمون الشرقي يدركون جيداً ماهية النظام وألاعيبه الرامية لوأد الثورة في أماكن تواجدها أو تهجيرها إلى مناطق أخرى للتفرد بها ووأدها لاحقاً، وأبدى في الوقت نفسه استغرابه من عدم تنفيذ النظام لتهديداته المتكررة للمنطقة، واللجوء إلى الحل العسكري خلال المفاوضات التي جرت على مدار الأشهر السبع الماضية.

بدوره يرى "أبو فواز" وهو مدّرس متقاعد، أن الحرب النفسية لا تتوقف على بث الشائعات التي من شأنها أن تؤثر على النسيج الاجتماعي، والسلم الأهلي داخل مدن وبلدات القلمون الخاضعة لسيطرة المقاومة السوري فحسب، وإنما يقوم النظام بإجراءات موازية تستهدف بشكلٍ رئيس الحياة الاقتصادية واليومية للمدنيين الذين يعيشون داخلها.

وأضاف في حديثه لـ"زمان الوصل" أن النظام يركز في هذه الفترة على موضوع الحرب النفسية التي من شأنها أن تثقل كاهل أهالي منطقة القلمون الشرقي، وسط ما يعانونه أصلاً من أعباءٍ متفاقمة بسبب الحرب، التي عايشوا مآسيها في وقتٍ مبكر من الثورة السورية.

وبينّ أن أهالي المنطقة تعرضوا خلال السنوات الماضية لكافة أشكال الاعتقال والقتل والتشريد على يد قوات النظام، وقد أصبح قسمٌ لا يستهان به من العائلات بلا معيل، فضلاً عن انعدام الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي والمهني المستمر في المنطقة منذ بداية العام 2014.

إلى ذلك، نفت مصادر محليّة مطلعة لـ"زمان الوصل" جميع الإشاعات التي تروج لها وسائل إعلامية موالية للنظام، حول وجود خلافٍ بين مدن القلمون الشرقي، دفع بها إلى التفاوض كل على حدى، مشيرةً إلى أن لجان التفاوض عن المنطقة متفقة على حضور الجلسات التفاوضية مع النظام، شريطة أن تكون أرضية المفاوضات وفق اتفاقية "جنيف" الممثلة في عملية "خفض التصعيد"، سواءً بحضور المندوب الروسي أو من دونه.

حسب ما أكدته المصادر ذاتها، فإن عمليات التواصل والتنسيق بين مدن القلمون الشرقي، ما تزال قائمة حتى اللحظة، كما أن جميع الفصائل العاملة في المنطقة مجتمعة على هدفٍ واحد وهو مصلحة المدنيين في القلمون الشرقي، دون التنازل عن المبادئ الثورية كتسليم المنطقة أو الدخول في عملية "مصالحة وطنية" لا تضمن أبسط الحقوق لأبنائها على غرار ما حدث سابقاً في أنحاء متفرقة من ريف دمشق.

زمان الوصل
(99)    هل أعجبتك المقالة (102)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي