يعاني نحو 10 آلاف عائلة نازحة في ريف حمص الشمالي أوضاعاً إنسانية صعبة بسبب الحصار ونقص المواد الغذائية والطبية، لا سيما مع دخول موسم الشتاء، ما دفع عددا من الناشطين لتأسيس هيئة مدنية مستقلة باسم "رابطة النازحين في ريف حمص الشمالي" ترعى شؤونهم، وتحاول حل مشكلاتهم الحياتية وتحسين ظروفهم وتسهيل وصولهم إلى حقوقهم.
بدأت فكرة الرابطة في شهر آذار مارس من العام الماضي كاستكمال وتوسيع لعمل ما عُرف بـ"لجنة الدار الكبيرة لرعاية النازحين"، ثم تطورت الفكرة في الشهر التاسع، وارتأى القائمون عليها -كما يقول الناشط "سليمان أبو ياسين"- مسؤول المكتب الإعلامي في الرابطة- أن تضم العديد من الناشطين الذين يغطون أنحاء مختلفة من ريف حمص الشمالي.
وكان الهدف الرئيسي من إنشائها –كما يشير– هو الحاجة إلى وجود كيان ينظم أمور النازحين وعلاقتهم مع الهيئات الخدمية العاملة في ريف حمص الشمالي وخارجه، ومحاولة إيجاد كيان يربط بين النازحين أنفسهم ويرعى شؤونهم ويقدم الخدمات لهم في شتى مناحي الحياة من ثقافية وتعليمية وطبية وإغاثية .. إلخ.ويتكون فريق الرابطة من مجلس إدارة مؤلف من 7 أعضاء يتولون مهام الإدارة والعلاقات العامة والشؤون المالية والمتابعة والإعلام، وهناك -كما يقول أبو ياسين- مندوبون منتشرون في كافة مناطق ريف حمص الشمالي يقدر عددهم بـ30 متطوعاً.
ولفت محدثنا إلى أن "من أولى مشاريع الرابطة السجل المدني الخاص بالنازحين وهو عبارة عن قاعدة بيانات كاملة ومتكاملة خاصة بالنازحين، حيث تم تعريف مفهوم النازح حسب النظام الداخلي، وهو كل شخص مهجر من منزله تحت تأثير القصف والحصار والتجويع، وليس هناك مجلس محلي يتبع له.
وأردف محدثنا أن هذا المشروع "جاء ثمرة تعاون مع المجالس المحلية والمندوبين المنتشرين للرابطة في مناطق ريف حمص الشمالي من أجل تكوين أعداد رسمية وحقيقية للنازحين في مناطق توزعهم لوضع دراسات لمشاريع تخدمهم وتحسّن ظروف نزوحهم، وكغيره من الكيانات الخدمية في المناطق المحررة اصطدم مشروع الرابطة –كما يقول ياسين- بعقبات التمويل والدعم المادي، إذ لا يزال مجلس إدارة الرابطة يتحمل -كما يؤكد- الأعباء المادية والنفقات من مستلزمات وأجور تنقل دون وجود أي داعم لهذه الفكرة، عدا عن ذلك يسعى البعض ممن يتعاونون مع النظام سراً (الطابور الخامس) إلى تشويه فكرة المشروع وسمعة القائمين عليه وأهدافهم أمام الناس، ما دعا مجلس الإدارة منذ بداية إنشاء الرابطة إلى التشاور مع العديد من المجالس المحلية والقائمين على الخدمات المدنية في ريف حمص الشمالي لشرح فكرة الرابطة وأهدافها وقطع الطريق على المغرضين.
ويبلغ عدد السكان الذي يقطنون ريف حمص الشمالي نحو 300 ألف نسمة، بينهم نحو 10 آلاف عائلة نازحة؛ أي ما يقارب 50 ألف نسمة نزحوا من جميع مناطق مدينة حمص ابتداء من حي "بابا عمرو" وانتهاء بحي "الوعر" والأحياء الأخرى.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية