أقر بشار الأسد بشكل صريح ومباشر بتلقي المجموعات التابعة لـ"سهيل حسن" خسائر فادحة في معاركها بريف دير الزور أثناء توجهها نحو مدينة البوكمال، وهو ما سبق أن كشفت عنه "زمان الوصل" قبل نحو أسبوعين.
فوفقا للمحضر الرسمي الذي نشرته الرئاسة الروسية (كرملين) وتضمن وقائع لقاء فلاديمير بوتين ببشار الأسد في قاعدة "حميميم"، واطلعت جريدتنا عليه، قال بشار بالحرف الواحد: "قبل عدة أيام من تحرير البوكمال، أجريت اتصالا هاتفيا مع العميد سهيل (الحسن) في الوقت الذي هاجمه فيه تنظيم الدولة مع جنوده، عبر عدة سيارات محشوة بالمتفجرات".
وتابع بشار: "في ذلك اليوم، قتل هؤلاء الجهاديون المتنقلون حوالي 60 من جماعته (مجموعات سهيل). لقد خسر (سهيل) نحو نفس العدد من جماعته في كل من اليومين السابقين".
ويعني كلام بشار الذي أدلى به خلال اجتماع "حيمميم" أن سهيل الحسن فقد خلال 3 أيام نحو 180 من عناصره على الأقل، وهو عدد يقارب ما كشفت عنه "زمان الوصل"، حين أكدت أن قوات "سهيل" الملقب بـ"النمر" التي تقاتل شرق سوريا تكبدت "خسائر فادحة للغاية قوامها نحو 250 قتيل و280 جريح، خلال قطعها مسافة قصيرة تقارب 21 كيلومترا بين بلدتي العشارة والصالحية في ريف دير الزور".
وكما جاء في إقرار بشار أن الخسائر كانت بفعل السيارات المفخخة، أشارت جريدتنا حينها بوضوح إلى أن سياسة الأرض المحروقة لم تفلح مع "النمر" خلال معاركه في تلك المنطقة، حيث "فوجئ سهيل حسن بطبيعة وحجم الكمائن والسيارات المفخخة التي لجأ إليها تنظيم الدولة، لمنع المناطق الممتدة بين الميادين والبوكمال من السقوط والخروج عن سيطرته".
وكان "سهيل حسن" هو الضابط السوري الوحيد الذي ظهر في اجتماع بوتين ببشار، والذي كان يحضره عدد غير قليل من الضباط الروس.
واللافت أن بوتين، ووفقا للمحضر الرسمي أيضا، بدأ حديثه بعد الترحيب، بالإشارة إلى سهيل حسن الذي كان يجلس قبالته، فامتدح "فعاليته" و"إنجازاته" على الأرض، لكن المحضر شطب من سطوره العبارات التي ألحقها "بوتين" بهذا الكلام، والتي كشفتها مقاطع مصورة من اللقاء، حيث التفت "بوتين" إلى أحد الضباط الروس الجالسين في صفه، وعرف عنه بأنه اللواء المستشار الذي يعمل مع "سهيل حسن"، موجها إليه عبارة ذات مغزى ليسمعها بشار مصحوبة بابتسامة ساخرة، قائلا: "ألست من قمت بإخلاء العميد سهيل حسن عندما كان جريحا؟"، وكأنه يمنّ على بشار الذي كان بجانبه ويقول له بشكل غير مباشر: "ألست أنا من أنقذك حين كنت على شفا السقوط".
شاهد الفيديو (اضغط هنا)...
من جهته، زعم بشار -وبحسب المحضر الرسمي- أن سهيل حسن "لم ير عائلته على الإطلاق، لقد عاش في ميدان المعارك منذ سنوات"، فرد عليه بوتين: "نعم، ينبغي أن يراهم (أفراد أسرته)"، فتدخل سهيل ليقول: أرجو ذلك بعد النصر.
لكن أكثر ما يثير في الأمر، أن "كرملين" عمد إلى حذف المقطع المصور المرافق للمحضر كاملا (نحو 20 دقيقة)، وهو المقطع الذي كان موجودا مع المحضر الرسمي حتى قبل ساعات، كما عاينّا، بل إن أجزاء مهمة من المقطع اختفت فجأة عن "يوتيوب" ومواقع التواصل، نظرا لما كشفته تلك الأجزاء عن إشارات، قد تتعرض لها "زمان الوصل" في أقرب فرصة.
ومن ضمن الفقرات التي تم حذفها من أغلب المقاطع المنتشرة، تلك الفقرة التي تشير إلى إنقاذ "سهيل حسن" من قبل المستشار الروسي "اللواء إيفانييف"، وهو ما يتنافى مع اتجاه موسكو لتعويم سهيل حسن وتسليمه مركزا حساسا، إذ إن سماح "بوتين" بحضوره -من بين جميع ضباط بشار-، وقيامه بتوجيه الخطاب إليه مباشرة في أول الحديث، لا يمكن أن يكون مجرد "بروتوكول"، ولا أمرا حدث بمحض المصادفة، بل إنه يحمل دلالات عديدة، ستميط الأيام القادمة عنها اللثام.
زمان الوصل - خاص
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية