أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"بشارة".. مشكلة نفسية وراء قرار "ترامب" وعلى السلطة الفلسطينية أن تفعل شيئا

وصف المفكر العربي "عزمي بشارة" قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" بإعلان الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، بأنه خطير سياسيا وليس فقط رمزيا رغم أن المسالة مليئة بالرموز لما للقدس من رمزية خاصة.

وقال في "حديث خاص" على شاشة "التلفزيون العربي" مساء الاثنين إن شخصية ترامب وسيكولوجيته لعبت دورا في القرار الذي اتخذ منذ 1995 غير أن الرؤساء الذين تعاقبوا على البيت الأبيض عملوا على تأجيل إقراره.

واعتبر "بشارة" أن "ترامب" لديه مشكلة نفسية في إظهار القوة والغرور أبرزها في مسألتين الأولى قضية "المناخ" ثم "القدس" في قرار كان الفلسطينيون ضحاياه، مؤكدا أن لدى "ترامب" مشكلة في أمريكا بعد أن ضاقت الحلقة عليه بسبب التحقيقات حول التدخل الروسي في الانتخابات.

وأوضح المفكر العربي أن الرئيس الأمريكي لديه فكرة عن الزعماء العرب "الذين يتسابقون على إرضاء أمريكا وإسرائيل"، مع وجود مؤيدين لإسرائيل حوله لا يريدون تفويت فترة "ترامب" دون أن يأخذ القرار، ما وفر الوقت الملائم لإعلانه.

غير أن الخوف من ردة فعل شعبية كان حاضرا، حسب "بشارة"، الذي أكد أن أجهزة أمن إسرائيلية حذرت من خطورة القرار.

وأشار "بشارة" إلى أن إسرائيل تستغل "المصائب" التي تقوم بها إيران في المنطقة (سوريا والعراق)، ودورها في إثارة النعرات الطائفية، مؤكدا أن إيران "واقع جغرافي وحضاري" في الجوار، لافتا إلى أنه يجب مواجهة مشروعها أو الحوار معها، أما إسرائيل فإنها تبني على وجود أنظمة لا تستطيع مواجهة إيران، لكنها تريد ذلك، فتزداد تبعيتها لأمريكا مع "اختراع" معادلة "التعاون مع إسرائيل"، غير أنه، والكلام لازال لـ"بشارة"، عندما يصلون إلى التنازل عن القدس إرضاء لإسرائيل فهذه "حماقة".

وتطرق إلى سيرة الزعيم الفلسطيني الراحل "ياسر عرفات" الذي حاول التسوية مع إسرائيل وبعد فشلها، عاد إلى فلسطين واستقبل استقبال الأبطال لأنه لم يتنازل عن القدس.

واستبعد "بشارة" الدور الأيديولوجي و"الميثولوجيا التوراتية"، في القرار، موضحا أن الحركة الصهيونية اليهودية لم يكن لها أي وجود في القدس، بل كانت في الساحل الفلسطيني.

وقال إن الحفريات حول المسجد الأقصى لم يتم العثور خلالها على دلائل دامغة لوجود هيكل أول أو ثانٍ. 

واعتبر رئيس "المركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات" أن تفكيك رمزية القدس من خلال وسائل الإعلام ما هو إلا مسعى للنيل من القضية الفلسطينية.


ودعا على عدم اختصار القضية الفلسطينية دينيا فقط، مشيرا إلى أن الحركة الوطنية الفلسطينية تعترف بوجود كل الأديان في القدس.
وأضاف: "في خضم الصراع مع الاحتلال يجب التعامل مع كل القدس كأنها أقصى ومع كل فلسطين على أنها القدس"، داعيا إلى "عدم مركزة المسألة دينيا"، مشيرا إلى أن البعض بحجة الدين وزيارة الأقصى يطبع مع إسرائيل.

وحث "بشارة" على التركيز على ما يجري في الأرض من خلال بناء المستوطنات وفصل الأحياء العربية، حيث القرار الإسرائيلي بألا يتجاوز العرب في القدس 20%.

وكشف أنه حتى الآن رغم كل إجراءات الاحتلال بتقليص الوجود العربي في القدس فإن العرب يشكلون 34% من سكانها. 
وقال "بشارة" إن السلطة الفلسطينية يجب أن تجد معادلة "لقلب الطاولة" مثل "الخروج من العملية السياسية" كردة فعل على قرار "ترامب".

زمان الوصل
(117)    هل أعجبتك المقالة (77)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي