أشبه بـ"مرور عابر" عرج الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" على سوريا، ليلتقي هناك بشار الأسد، ولكن ليس في قصر المهاجرين أو الشعب كما تقتضي الأعراف والمراسم، بل إن "بوتين" استدعى بشار إلى بيت الطاعة الروسي ومركز "المفوض السامي" الحاكم، أي قاعدة "حميميم" الروسية الدائمة في ريف اللاذقية، والتي باتت أرضا روسية خالصة ليس لأي سوري عليها من سلطان مهما بلغ مركزه.
وحتى تكتمل طقوس إظهار السيطرة الروسية وتبعية النظام، فقد كان بشار في استقبال "بوتين" في القاعدة العسكرية، بصحبة وزير الدفاع الروسي "سيرغي شويغو"، وقائد مجموعة القوات الروسية في سوريا الفريق أول "سيرغي سوروفكين"، ما يوحي بأن "السيد الرئيس" لم يعد بالفعل سوى موظف بين الموظفين التابعين لموسكو.
وجاءت زيارة "بوتين" الخاطفة اليوم الاثنين، أشبه بـ"مرور عابر"، أو "محطة استراحة" في طريقه إلى القاهرة التي وصلها اليوم.
وخلال الزيارة الخاطفة والمباغتة كان "بوتين" هو الذي يصرح ويأمر وينهى، موضحا أن بلاده ستحتفظ بوجود دائم لها في قاعدتي طرطوس وحميميم.
ودون أي اعتبار لوجود بشار، خاطب "بوتين" قادته العسكريين مباشرة، قائلا: "آمر وزير الدفاع ورئيس هيئة الأركان العامة ببدء سحب مجموعة القوات الروسية إلى نقاط مرابطتها الدائمة (في روسيا)"، مقرا بأن الروس تكبدوا "ضحايا وخسائر" خلال تدخلهم في سوريا.
ورغم كل ما يروجه إعلام موسكو ودمشق عن متانة العلاقات ونديتها وعمق التحالف المبني عليها، فإن شكل الزيارة ومراسيمها، كانا كفيلين بإثبات أن ما يربط بوتين وبشار ليس سوى علاقة سيد بتابع، ومما رسخ هذا التصور أن بوتين لم يسبق له "التنازل" وزيارة "حليفه" لا قبل الثورة ولا خلالها، وعندما اختار زيارته لأول مرة في سوريا استدعاه بطريقة مهينة إلى قلب معقله الطائفي (حميمم تقع في ريف اللاذقية ولا تبعد سوى 17 كم عن القرداحة مسقط عائلة الأسد بشار).
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية