أنجز الفنان السوري "عزيز الأسمر" لوحة جدارية احتجاجاً على اعتراف الولايات المتحدة الأمريكية بالقدس عاصمة لإسرائيل من خلال نقل سفارتها.
وتمثل اللوحة التي شغلت أحد الجدران في مدينة "بنش" بريف إدلب المسجد الأقصى، وبدا الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" وهو يشير بيده لدبابة عربية ترد بطلقات "فيسبوكية" وتغريدات "تويترية" ويده الثانية مسدلة باتجاه عربي نائم يشخر ولسان حاله يقول "مثل هذه الشعوب يليق بها قرارات كهذه" –كما يشرح الفنان "الأسمر" لـ"زمان الوصل" مضيفاً أن "القهر وموت الأحلام والشعور الدائم بالشلل السياسي والموت العسكري السريري أمام كيان صهيوني متغطرس قواه تخاذل حكامنا والتهاء شعوبنا بأمور هامشية لم تكن فلسطين واحدة منها".
وأوضح أن ذلك دفعه ليحمل ريشته وألوانه ويتوجه إلى جدران "فيها من الإحساس ما يفتقده جلّ العرب لعله يستنطق الصمت فيها"، موقّعاً تحتها "من بنش للقدس الجرح واحد".
وأشار "الأسمر" إلى أن قرار الرئيس الأمريكي "دونالد ترامب" الاعتراف بالقدس عاصمة للكيان الصهيوني ونقل سفارته إليها لم يأتِ بجديد فكل ما فعله هو رفع ما كان يحاك تحت الطاولة لفوقها بشكل سافر بعيد عن أدنى الأعراف واللياقات السياسية، ودون حساب لمشاعر شعوب عربية وإسلامية يدرك أنها "ستستيقظ لتندد وتشجب وتعاود إلى فراشها".

ومن منطق الواجب أراد "الأسمر" –كما يقول- نقل رسائل من ترامب للكيان الصهيوني مؤداها "نحنا معك حتى آخر قطرة دم من العرب وتقول للعالم لا توقظوا العرب ... اتركوهم نائمين".
وشارك "الأسمر" في أكثر من فيلم يرصد تجارب الجداريات في المناطق المحررة ومنها فيلم "قاوم وابتسامة حرب" الذي يستعرض عمل المقاتلين والأطباء والمهندسين والمزارعين والمدرسين والفنانين في مناطق القصف.
ولفت إلى أنه تعمد إشراك أكثر من 10 أطفال في لوحته "القدس" ليكرّس في عقولهم ونفوسهم أنهم الجزء الأهم في القضية، ولأجل عيونهم استشهد مئات الآلاف كي يتعلموا عدم التفريط بالغالي من المقدسات.
ولم تكتف أعمال ابن "بنش" بتجسيد الهم السوري والأحداث المهمة في مسيرة الثورة، بل رسم العديد من اللوحات التي تنتقد سياسة الكيل بمكيالين التي تنتهجها الأمم المتحدة جرّاء ما يحدث في سوريا، وتتوزع أعماله فوق جدران البيوت والمدارس والأسقف المنهارة، في ثنائية تجمع بين مشاهد الدمار الرهيبة من جهة، ورغبة التشبث بالحياة من جهة أخرى ليوصل رسالة مفادها أن "الثورة فكر والفكر لا يُقتل".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية