أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

حداء بوش .... سليم بوفنداسة

ابتهج الكثيرون لواقعة قذف الرئيس الأمريكي بحذاء الصحفي العراقي ورأى فيها العرب على الخصوص أرفع انتقام من رئيس قاس وهو يغادر البيت الأبيض، إلى درجة أن ابنة الزعيم القذافي الدكتورة عائشة قررت منح "وسام الشجاعة" لمنتظر الزيدي في وقت تطوع فيه أزيد من مئتي محام للدفاع عن الصحفي الشاب الذي قرر إهانة بوش في نهاية حياته السياسية.
صحيح أن منتظر الزيدي دخل التاريخ من باب الحذاء وأن السلوك له رمزيته لكن بوش قابل الأمر بابتسامة عريضة وقال للصحفيين أن مقاس الحذاء الذي استهدفه هو 10 بالمقاييس الأمريكية أي 44 بمقاييسنا. بوش لم يكترث للحادثة التي أثلجت صدور العرب وجعل منها فرصة للبرهان على خفة دمه بعدما برهن على قدرته في تجنب الأذى بتفاديه للجزمتين في رد فعل لا يخلو من رمزية أيضا. وربما قهقه بوش في سره للواقعة التي سيتم تبادل صورلها في كل جهات الكون، لأن الرجل متشبع بثقافة الإنتصار ولا يحتاج إلى إشفاء الغليل رمزيا. المنتصرون ينتصرون في الواقع. وبوش انتصر كثيرا على العرب بالذات، منذ أن قال للحكام العرب بأن الله أرسله لنشر الحرية التي يتحسسون منها قبل أن يعرض عن رسالته بعد أن اكتشف بأن الديموقراطية لن تفصح سوى عن الإسلاميين في العالم العربي واكتفى بشنق أكثر رؤساء المنطقة اعتدادا بالنفس ذات عيد أضحى. لا يكترث المنتصر لغضب الجريح ولا لاجتهاده الرمزي في الانتقام لذلك ابتسم بوش لصاحب الحذاء ومضى خفيفا إلى مزرعته في تيكساس.
تمكن بوش من تفادي الجزمتين لكن أثر حذائه على الجسد العربي لن يزول إلى الأبد.


(104)    هل أعجبتك المقالة (87)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي