أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

عشرات الإصابات بحالات اختناق في "مخيم الركبان" جراء عاصفة غبارية

مخيم الركبان - ناشطون

أصيب العشرات من المدنيين بينهم أطفال بحالات اختناق نتيجة تعرضهم للعاصفة الرملية التي ضربت "مخيم الركبان" لللاجئين السوريين، قرب الحدود "السورية-الأردنية"، مؤخرا وسط تراجع كبير للمنظمات الإنسانية والإغاثية عن أداء مهامها داخل المخيم.

وقال الدكتور "أسامة المحمود" مدير نقطة "شام الطبية" في تصريح خاص لـ"زمان الوصل"، إن النقطة الواقعة في "مخيم الركبان" سجلت على مدار اليومين الماضيين ما يزيد عن 50 حالة اختناق، إثر العاصفة الغبارية والرياح الشديدة المحملة بالغبار والأتربة التي تتعرض لها المنطقة.

وأضاف أن غالبية الحالات التي وفدت إلى النقطة الطبية هي من فئة الأطفال المصابين بالأمراض التنفسية والذين ظهرت عليهم أعراض تمثلت بضيق حاد بالتنفس وسعال جاف ومستمر، واحمرار العينين وظهور آثار تحسس بمحيطهما، جراء استنشاقهم للغبار.

وأوضح أن العلاج اقتصر فحسب على إخضاع المصابين لجلسات إرذاذ عبر جهاز الأوكسجين وإجراء بعض الإسعافات الأولية لهم، وذلك نظراً لعدم توفر الأدوية الخاصة بهذا النوع من الأمراض الشائعة في مثل هذه المنطقة الصحراوية.

ولفت "المحمود" إلى أن نقطة "شام الطبية" لم تتلقّ منذ افتتاحها أي دعمٍ أو مساعدات طبية ومادية، باستثناء دعمٍ إسعافي تلقته من قاعدة "التنف" القريبة من المخيم والتي تتواجد فيها قوات تتبع للتحالف الدولي، وتعتمد النقطة في تمويلها على جهود ذاتية محلية، في حين تستقبل النقطة في الأحوال العادية بين 100 إلى 120 حالة مرضية من قاطني "مخيم الركبان"، بشكلٍ يومي.

نوّه "المحمود" إلى تسجيل حالات ولادة شبه يومية في "مخيم الركبان"، ما دعا القائمين على نقطة "شام الطبية" إلى استحداث قسمٍ للتوليد وضع تحت إشراف قابلتين، تقومان باستقبال حالات الولادات الطبيعية وليس القيصرية، وضمن الإمكانات المتاحة.

إلى ذلك يقع "مخيم الركبان" في بيئة صحراوية قاسية، وتتسبب الرياح الشديدة التي تعصف بالمخيم باقتلاع عددٍ من الخيام التي تؤوي عائلات سورية نازحة من مناطق متفرقة من سوريا، ولا سيما من مدن وبلدات "ريف حمص الشرقي" و"دير الزور"، الأمر الذي فاقم كثيراً من أوضاع النازحين المتردية أساساً.

بدوره قال "أحمد الحمصي" وهو أحد قاطني "الركبان" في تصريح لـ"زمان الوصل" إن مساحة الخيمة الواحدة لا تتعدى 6 أمتار مربعة، ولا تتسع لأكثر من خمسة أشخاص، وسرعان ما تتهاوى أمام الرياح التي تصاحب هذا المكان لفترات طويلة، مضيفاً أن الوضع المعيشي للنازحين سيء للغاية، كذلك فإن المخيم يعاني من انعدام الخدمات وموارد الطاقة والمياه، وصعوبة وصول الإمدادات الدولية إلى المنطقة، كما أن دخولها مرتبط بقرار من الحكومة "الأردنية" للسماح بتوريدها إلى الجانب السوري.

وأشار "الحمصي" إلى أن معظم العائلات التي تتواجد في "مخيم الركبان" هي بغالبيتها من عائلات مقاتلي المقاومة، ما يجعل من إمكانية عودة أي أحد منهم إلى مدينته سالماً أمراً شبه مستحيل.

في الوقت الذي يفتقر فيه سكان "مخيم الركبان" البالغ عددهم حوالي 80 ألف شخص، لأدنى مقومات الحياة المعيشية والصحية، يعاني المصابون بمرض الربو وغيره من الأمراض التنفسية من عدم توفر الأدوية الطبية الضرورية للعلاج، شأنهم في ذلك شأن بقية المصابين والمرضى بأمراض أخرى.

زمان الوصل
(89)    هل أعجبتك المقالة (105)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي