هاجم رواد لمواقع التواصل الاجتماعي زعيم مليشيا "حزب الله"، حسن نصر الله، وسخروا بشدة من خطابه حول إعلان واشنطن القدس عاصمة للدولة العبرية، لاسيما الفقرة التي دعا فيها إلى محاربة هذا القرار عبر وسائل التواصل الاجتماعي، بالتغريد وإدراج المناشير.
وفي ظهوره ليل الخميس، بدا "نصر الله" على غير عادته بعيدا عن الانفعال والصراخ في حديثه عن القرار الأمريكي بالغ الخطورة، ورغم أنه دعاه "بلفور الأمريكي"، فقد قابله بعبارات هادثة، كان يمسح فيها جبينه بين الفينة والأخرى، ربما ارتباكا، أو خجلا من كذبه المكشوف، وهو يقول: "اليوم مثلا مواقع التواصل الاجتماعي، الواحد قاعد ببيته ما رح بيتقوص عليه متل الي هلق عم يتظاهروا بقلب فلسطين... أضعف شي أبسط، إنو كل من يعنيهم هذا الأمر ..كل إنسان حر وشريف في العالم، وعلى مدى أيام بل على مدى أسابيع، إذا كل يوم الي قاعدين على مواقع التواصل الاجتماعي يدينون ترامب وما قام به، ويؤكدون على أن القدس عاصمة أبدية لدولة فلسطين، ويرفضون تهويد القدس، و.. وهذا التعبير عن هذا الموقف.. طيب بيطلع مئات ملايين التغريدات مثلا، مئات ملايين المواقف على مواقع التواصل الاجتماعي، وخلال أيام وخلال أسابيع، هذا عندما ينعكس على الإدارة الأمريكية وعلى الكيان الصهيوني سيحول الفرحة إلى غم، سيدركون أنهم يواجهون رأي عام عظيم وكبير جدا، وهون نحنا شو عم نعمل لا نزلنا تحت الشتا، ولا فتحنا صدرنا للرصاص".
وردا على ما جاء في خطاب زعيم المليشيا، تساءل رواد لمواقع التواصل بتهكم وحنق، أين هي عشرات آلاف الصواريخ التي تصل إلى حيفا وما بعد حيفا، وكيف تحول هذا الزعيم "الحربجي" في خطاباته وأفعاله إلى "ناشط سلمي" يدعو لمواجهة أخطر قرار مر على الأمتين العربية والإسلامية خلال عقود بـ"بالتغريد"!، ولماذا لم يختر مقارعة السوريين وثورتهم عبر هذه الطريقة السلمية بل بادر فورا لإرسال مرتزقته للمشاركة في قتل وتهجير ملايين السوريين، فضلا عن إنه جعل الآلاف من عناصره بين قتيل وجريح.

وتساءل آخرون: منط متى يهتم هذا الذي يصرخ في خطاباته متحديا الجميع.. منذ متى يهتم بالرأي العام، وأين كان هذه الاهتمام وهو يجتاح بيروت في 7 أيار 2008ـ، أو يسلم مفاتيح لبنان إلى إيران، خلافا لإرادة شريحة واسعة من اللبنانيين، وأين كان هذا الاهتمام بالرأي العام وهو يجاهر بوقوفه مع طاغية دموي مثل بشار الأسد، وليرض من يرض ويغضب من يغضب، وأين كان الرأي العام وهو يزدريه عندما يقر بأنه تلميذ مطيع لمرشد يترأس واحدا من أسوأ أنظمة العالم، وأكثرها طائفية وإثارة للقلاقل وعمليات الإرهاب.
واستذكر البعض "حمية" وتشنج زعيم المليشيا وهو يتفاخر بما فعله في سوريا، وحديثه عن أن "طريق القدس يمر بالقلمون والزبداني والسويداء والحسكة"، في حين أن تبين من خطابه الأخير أن الطريق الحقيقي إلى القدس يمر بـ"التغريد"، وكأن "نصر الله" هنا مجرد ناشط إعلامي مغلوب على أمره، وليس زعيم مليشيا تضم عشرات آلاف المقاتلين وفي حوزتها مخزون ضخم ونوعي من الأسلحة والذخائر، وتنتشر على خط مواجهة مباشر وعريض مع "إسرائيل"، سواء من خلال جنوب لبنان أو القلمون أو جنوب سوريا... وكأنه أيضا ليس من تشدق بسيل من الخطابات حول وجوب "تحرير القدس"، أو ليس زعيم مليشيا ربيبة لدولة شغلها الشاغل الحديث عن القدس وحشره في كل صغيرة وكبيرة، وصولا إلى تسمية القوة الضاربة في جيشها باسم "فيلق القدس".
واستكمالا لهذه السخرية وتأكيدا على سقوط آخر الأوراق التي كانت المليشيا تستر بها عورتها (ورقة فلسطين والقدس)، عمد بعض رواد التواصل الاجتماعي إلى الرد على خطاب "نصر الله" باستخدام صور تعبيرية لاذعة، منها صورة تبرز راية المليشيا بعد تعديلها تبعا للخطاب الأخير، حيث بات شعار المليشيا: "فإن حزب الله هم المغردون"، واختفت البندقية وحل مكانها "عصفور" تويتر ولكن بلون أصفر.
وفي مضمون خطاب "نصر الله"، لاحظ البعض مدى برودة أعصابه عند الحديث عن "بلفور الأمريكي"، وعدم تشنجه ولا صراخه ولا تحديه ولا استخدامه لغة الإشارة بالأيدي والأصابع، وهو الذي عرف بإكثاره منها، كما إن غاية ما أراد إيصاله، حتى وهو يقترح الركون إلى "التغريد"، لم يكن الدعوة إلى "تحرير القدسّ ولا إلى "تدمير الكيان الصهيوني"، لا بل ولا حتى الضغط الجدي على واشنطن لإلغاء قرارها، إنما فقط "التغريد" لقلب "فرحة الإدارة الأمريكية والكيان الصهيوني إلى غم".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية