سوريات ضحايا جمعية "خيرية" في لبنان، ومدير أعمالها يتهرب من أسئلة "زمان الوصل" بإسداء المواعظ

من نشاطات جمعية زمزم الخيرية في لبنان

وأما أسماؤها، فـ"كرنڤال" لغوي من المفردات والنعوت الموغلة في معاني الرحمة والعطف والحنان والإنسانية والعدل والخير والحب "وما يلف لفها" من صفات يسيل لها لعاب كل من يهجئ حروفها أو يسمع بذكرها من فقير ومحروم وصاحب حاجة ممن تقاذفتهم البراميل والصواريخ الأسدية وألقت بهم "شعثاً غبراً" على قارعة اللجوء ومخيماته الباردة الموحشة.

جمعيات تعرف نفسها بـ"الخيرية" وهي تطل من خلف أسمائها الرنانة البراقة التي أجادت "التمترس" خلف "بهرجها" اللغوي الزائف وهي تراود جموع اللاجئين في عقر مخيماتهم عن "لقمة عيشهم" أو "حبة دوائهم" أو علبة "حليب أطفالهم" طالما أوهمتهم بإحضارها لهم من خزائن الغيب، وانتزاعها لجياعهم من بين براثن هذا العالم المتحجر العواطف والضمير. 

وأما عن فرائسها وضحاياها، فالقضية تبدو أكثر سهولة ويسرا في مخيمات تغص بمن تقيأتهم الحرب من خريجات جامعيات ومعاهد متوسطة، بدا أنهن "متخمات" بالطموح والطاقة والحماس كتخمتهن من الجوع والحاجة وغربة اللجوء، خريجات يصلن الأمل بالأمل وهن يواصلن بحثهن اليومي عن فرصة عمل تنشلهن من رتابة حياة المخيمات وإيقاعها البليد الممل البائس، وتوفر لهن ما يدفعنه ثمنا لتكاليف حد هو الأدنى من حياة مستقرة كريمة. 

فرصة لا يبدو أن عملية البحث عنها ستطول كثيرا بوجود من يطلقون على أنفسهم أصحاب "الأيادي البيضاء" من أولئك العاملين في تلك الجمعيات أو الناشطين فيها، إذ سرعان ما تعمل تلك الأيادي على تلقف كل ما يرميه الحظ أمامها من باحثات ومتقدمات لعمل لتزج بهن بين صفوفها وتجندهن كخادمات بالمجان بلا رواتب أو أجور. 

اللاجئة السورية "ن -م" الملقبة "أم عبدو" (26 عاما) من إحدى قرى القلمون الغربي، خريجة من كلية العلوم كانت واحدة من بين المئات من اللاجئات السوريات اللاتي خضن تجربه العمل الميداني مع جمعيات خيريه في لبنان وكن ضحايا لعمليات احتيال ونصب موصوفة حيث تفاجأت، وبعد مسيرة عمل استمرت قرابة ستة أشهر أنها لم تكن سوى "ضحية" لوعود كاذبة راحت تكيلها عليها و"بالجملة" إدارة جمعية قد تمرس أفرادها بفن المماطلة والتسويف عند كل مطالبة تبادر بها "أم عبدو" لحصولها على أجرها الشهري المتفق عليه والوارد ضمن عقد أبرمته قبل مباشرتها لعملها مع إدارة الجمعية.

"أم عبدو" تواصلت مع "زمان الوصل" بعدما ضاقت بها سبل التمكن من الحصول على أجورها المتراكمة منذ شهور في ذمة الجمعية، قالت إن "الجمعية اللبنانية التي كانت لديها مرخصة أصولاً وتحمل اسم "جمعية زمزم الخيرية في لبنان"، ويترأسها شخص لبناني يدعى "جمال سعد الدين الشمعة" وهي تتنشط على الأراضي اللبنانية في مجالات عدة كمساعدة الأيتام وذوي الاحتياجات الخاصة وتوزيع وجبات وغيرها، وقد طلبت مني عبر وسيط لها في "عرسال" أن أعمل معهم كموظفة ميدانية مقابل 500 دولار شهريا، وقد زودتهم بعدة إحصائيات وتقارير عن مواضيع ذات صلة من داخل مخيمات "عرسال" كوضع المدراس وعدد الأيتام في المخيمات وإلى ما هنالك من دراسات كانوا يكلفوني بها". 

وأضافت "أم عبدو": "كنت أدفع من جيبي الخاص تكاليف تنقلي بين المخيمات وأجرة المصور الذي كان يرافقني ليوثق لي تلك التقارير لنرسلها للجمعية وقد وصل ما أنفقته من جيبي الخاص على إنجاز تلك التقارير قرابة 500 دولار".

"زمان الوصل" تواصلت مع مدير أعمال جمعية "زمزم الخيرية" في محافظة "جبل لبنان- قضاء الشوف" في بلدة "برجا"، المحامي "أحمد عبيد" ونقلت إليه قضية "أم عبدو" ولاجئات غيرها وقعن في المشكلة نفسها "ريم وندى وأم عدي"، مستفسرة منه عما ستنتهي إليه تلك القضية، وإن كان من نية لدى الجمعية في المدى المنظور لتفرج عن رواتب تلك اللاجئات. 

المحامي "أحمد عبيد" وهو سوري الجنسية قال لـ"زمان الوصل" إنه لم يكن ضمن هذه القضية لا من قريب ولا من بعيد، واقتصر رده على حزمة من النصائح والمواعظ في أصول العمل الصحفي، فكان رده الحرفي لمراسل "زمان الوصل" عبر تطبيق "واتس أب": "الرد الوحيد لدينا هو أنه كصحفي أقل ما هنالك أن تشرفنا إلى مقر الجمعية في حال كنت ضمن "النقابة طبعا" وتتحدث بصفة رسمية وعلى الأقل تتحدث من رقم حقيقي وليس كهذا رقم، أضف إلى ذلك أنه ليس من اللائق على اعتبار أنك صحفي التحدث والمبادرة بوسيلة الواتس اب ومن رقم وهمي، لو كنت كما تدعي تفضل ابواب الجمعية مفتوحة للجميع".

3500 دولار مستحقات اللاجئة السورية "أم عبدو" في ذمة الجمعية، ومثلها لكل من "ريم، وندى ولأم عدي" وغيرهن الكثيرات اللاتي رفعن مظلوميتهن لـ"زمان الوصل".

عبد الحفيظ الحولاني -زمان الوصل
(153)    هل أعجبتك المقالة (164)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي