أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

قصة الطفل السوري الذي مثّل كندا في يوم الأطفال العالمي بنيويورك

الأمين العام أنطونيو غوتيرتش والطفل باسل

داخل استوديو في بهو للأمم المتحدة جلس الطفل السوري اللاجئ "باسل رشدان" ذو السنوات الـ12 بكل ثقة وهدوء مع مسحة من الخجل الطفولي، وهو يتحدث عبر الهاتف مع رئيس الوزراء الكندي "جاستن ترودو" ناقلاً معاناة أقرانه من الأطفال السوريين وأحلامهم بتحقيق الأمن والسلام وطموحهم لممارسة طفولتهم التي سلبتها الحرب.

وكان "باسل" قد رُشح على مستوى المقاطعة التي يقيم فيها مع عائلته بكندا ليشارك مع أقرانه الكنديين في المسابقة المدرسية التي يترشح لها الأطفال من مختلف المقاطعات الكندية.

وينحدر الطفل الذي لم يتجاوز الثانية عشرة من مدينة "طفس" بريف درعا، وولد ونشأ في دمشق ضمن عائلة مكونة من خمس أشخاص لوالد طبيب بيطري كان يعمل موظفاً في وزارة الزراعة بدمشق، وبعد أن اشتدت أحداث الحرب انتقلت عائلته إلى درعا وبسبب صعوبة العيش اضطرت العائلة للجوء إلى الأردن، وبعد سنتين حصلت عائلة باسل على توطين من قبل المفوضية السامية للاجئين لتعيش -كما يروي والد باسل" أمجد رشدان" لـ"زمان الوصل" في مقاطعة "جزيرة الأمير إدوارد" التي وصلوا إليها في 27 كانون الأول ديسمبر/ 2015 وبعد إتقانه اللغة والتحاقه بالمدرسة أراد "باسل" أن ينقل للمجتمع الكندي والعالم معاناة الأطفال في سوريا عبر البرامج والواجبات المدرسية، التي تعتمد في كندا -كما يقول محدثنا- على أن يختار الأطفال قصصاً ويشرحونها من خلال الصور أو برامج الكومبيوتر، ومنها مشروعه "حياتي". 


وتميز الطفل القادم من "داريا" بريف دمشق بعشقه للقراءة ومشاركته في جميع الأنشطة الرياضية والترفيهية على مدى السنتين الماضيتين، كما شارك بمسابقة على مستوى كندا وتفوق فيها وكان من بين الـ16 الأوائل الذين تم ترشيحهم للمشاركة على مستوى كندا، وزاره مجموعة من موظفي "يونيسيف" في الأمم المتحدة فأعجبوا كثيراً بشخصيته وإتقانه للغة الإنكليزية، وقدرته على التعبير وسرد الأحداث التي مر بها مع عائلته، وأنجزوا فيلماً توثيقاً عنه في 2016، وبناء على ذلك تم اختياره ليمثل الطفولة في العالم مع مجموعة من الأطفال.

وتابع والد "باسل" أن مؤسسة مسؤولة عن المنظمات في كندا تواصلت معه وأبلغته أن هناك دعوة لابنه من أجل إلقاء كلمة في يوم الطفولة العالمي الذي يصادف 20 تشرين الثاني نوفمبر من كل عام، حيث اختير من ضمن 7 أطفال ممثلين عن الطفولة في العالم، من الهند وبوروندي والطفلة السورية "نانسي" التي جاءت من أميركا، وبعد صعوبات في الحصول على أوراق السفر والجواز والفيزا تمكن "باسل" من الوصول إلى منصة الأمم المتحدة والإدلاء برأيه في يوم الطفل العالمي بكل إتقان وهدوء وثقة بالنفس، داعياً دول العالم كافة إلى احترام حقوق الأطفال في العيش بأمان والتعليم والصحة، وحقهم في التمتع بطفولتهم".

وتقول "يونيسف" إنه على الرغم من التقدم الهائل المحرز على صعيد تعزيز حقوق الأطفال خلال العقود الماضية، إلا أن أحدث البيانات تفيد بأن 385 مليون طفل يعيشون في فقر مدقع، و264 مليونا يحرمون من الدراسة، فيما توفي 5.6 مليون طفل العام الماضي نتيجة أمراض يمكن الوقاية منها.

وخلال المؤتمر قدم باسل –كما يقول- والده- مشروعه "حياتي" my journey الذي تكلم فيه عن رحلة لجوئه، بدءاً من مغادرته سوريا 2013 إلى الأردن، وصولاً إلى كندا، شارحاً جوانب من معاناته، التي هي جزء من معاناة الأطفال السوريين منذ سنوات، ووضعه في كندا والتحديات اللي تواجهه وكيفية تغلبه عليها.

في اليوم الأول لوصوله إلى نيويورك سجل "باسل" حلقة من برنامج "شو" لقناة مشهورة على "يوتيوب" تابعة لليونيسف كانوا يسألونه ويجاوبهم فيها عن حياته ورحلة لجوئه وطموحاته.


وفي اليوم الثاني -كما يقول محدثنا- شارك "باسل" في حفلة تعارف مع أطفال بمختلف الأعمار من عدة دول، وخُصص اليوم الثالث لبروفة تدريب على الكلمة التي سيلقيها في المؤتمر وكانت البروفات في القاعة ذاتها التي ألقى فيها الكلمة، وروى والد باسل الذي رافقه إلى مؤتمر الطفولة إلى نيويورك أنه علم بأن رئيس الوزراء الكندي "جوستين تراود" سيتحدث هاتفياً مع ابنه، ولكنه لم يخبره بذلك خوفاً من انشغال "تراود" وعدم تمكنه من التحدث إليه وما قد يجلبه ذلك من إحباط في نفسية طفله، ولم يتم إخباره إلا حين وصوله إلى الأستوديو في بهو الأمم المتحدة، حيث أبلغه موظف في "يونيسيف" كان مرافقاً له أن شخصاً مهماً سيتكلم معه اليوم وهو رئيس الوزراء الكندي، ولم يأخذ الموضوع على محمل الجد لاعتقاده بأن الأمر مجرد مزحة.

وأردف محدثنا أن "باسل" كان مذهولاً وغير مصدق للخبر إلى أن تم ترتيب جلسته في الاستوديو أمام الكاميرا من جهته لأن رئيس الوزراء لم يكن عنده استوديو أو كاميرا، وكان "باسل" مرتبكاً نوعاً ما، وبدا متلعثماً بعض الشيء في كلامه وهو ما انعكس على سوية المكالمة، رغم إتقانه للغة الإنكليزية بطلاقة أثناء المكالمة، نتيجة اختلاطه بالمجتمع الكندي، إضافة إلى التعلم بالمدرسة. 

ويعيش "باسل" مع إخوته شذا (8 سنوات) وإدريس (6) والطفل الوليد "تميم" شهران ووالديه في "جزيرة الأمير إدوارد" التابعة لمقاطعة "شارلوت اتاون"- شرق البلاد ويدرس الصف السابع في مدرسة "كوين شارلوت -Queen Charlotte"، ما ساعده على إتقان الإنجليزية.
ويشكل الأطفال ذوو الأصول المهاجرة أكثر من نصف التلاميذ في صفه الذي يضم 16 تلميذاً، حسبما ذكرته المفوضية العليا للاجئين، ولدى "باسل" -كما يقول والده– اهتمام بالأجهزة الإلكترونية وبرامج الكمبيوتر، مؤكدا أنه يطمح لأن يكون مهندس كمبيوتر أو مهندساً إلكترونياً ويقدم شيئاً مفيداً لبلده سوريا التي هُجّر منها منذ أربع سنوات.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(233)    هل أعجبتك المقالة (186)

rami

2017-12-04

in the future, he will be an ISIS member.


التعليقات (1)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي