علمت "زمان الوصل" أن رد هيئة التفاوض على ورقة المبادئ الخاصة بالمبعوث الأممي للملف السوري والتي تشكل رؤية للشكل النهائي للدولة السورية تضمن 12 نقطة أهمها "الالتزام الكامل بسيادة الدولة السورية واستقلالها وسلامة حدودها الإقليمية ووحدتها أرضا وشعبا، دون التنازل عن جزء من "الأرض الوطنية".
وجاء في الرد "إن الشعب يقرر وحده مستقبل بلده بالوسائل الديموقراطية عن طريق صندوق الاقتراع ويكون له الحق باختيار نظامه السياسي والاقتصادي والاجتماعي دون أي ضغط أو تدخل خارجي".
وتضمن أيضا استمرارية المؤسسات العامة للدولة وتحسين أدائها وحماية البنى التحتية والممتلكات الخاصة والعامة وفق بيان جنيف والقرارين 2218 و2254، والرفض القاطع لجميع أشكال الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية والالتزام الفعلي بمكافحتها، مؤكدا أن الدستور "يكفل إصلاح الجيش السوري ليكون جيشا وطنيا واحدا ملتزما الحياد السياسي"، كما يكفل الدستور إعادة هيكلة وتشكيل المؤسسات الأمنية بحيث تكون مهمتها الحصرية صون الأمن الوطني.
وينص البند الثامن في الورقة المؤلفة من 12 بندا يتضمن عدم السماح بالتمييز دستوريا ضد أي مجموعة عرقية أو دينية أو ثقافية. ويلتزم بأن يضمن الدستور الحقوق القومية لكافة المكونات من عرب وكرد وتركمان وسريان آشوريين وغيرهم.
وكان اللاجئون والنازحون والمهجرون في صلب ورقة المعارضة التي أكدت في بندها العاشر على تمكينهم من العودة الطوعية الآمنة إلى مساكنهم وأراضيهم، مع تأمين احتياجاتهم.
وختم وفد هيئة التفاوض ورقته بالتأكيد على مبدأ المساءلة والمحاسبة على ما ارتكب وما يرتكب من جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق السوريين وفقا للقانون الدولي الجنائي. وطالب بخضوع القوانين والمراسيم الصادرة بعد انطلاق الثورة السورية لمراجعة لجان قانونية خاصة لإقرارها أو إلغائها.
وأعلن "دي ميستورا" تمديد الجولة الراهنة من مفاوضات جنيف حتى منتصف الشهر المقبل، لافتاً إلى أن مسألة الرئاسة لم تثر خلال النقاشات.
وقال "دي ميستورا" في مؤتمر صحافي عقده مساء الخميس في مقر الأمم المتحدة في جنيف "نخطط لأن تستمر هذه الجولة حتى الخامس عشر من كانون الأول"، على أن تتضمن استراحة يمكن للوفود السفر خلالها بدءاً من السبت على أن تُستأنف المحادثات الثلاثاء.
ووصف "دي ميستورا" جولة المحادثات وهي الثامنة منذ العام 2016، بأنها "ليست اعتيادية" منوهاً بـ"المناخ المهني والجدي" للنقاشات التي انطلقت الثلاثاء مقارنة مع الجولات السابقة.
وفي ما يتعلق بمضمون النقاشات مع الوفدين، أوضح أن "مسألة الرئاسة لم تناقش" في إشارة إلى مصير بشار الأسد الذي تطالب المعارضة بتنحيه.
وأوضح أن البحث يتناول ورقة من 12 بنداً سبق أن قدمها للوفدين في جولات سابقة حول مبادئ عامة تتعلق بالرؤية لمستقبل سوريا.
وتركز الجولة الراهنة وفق المبعوث الأممي على آليات صياغة دستور جديد وإجراء انتخابات بإشراف الأمم المتحدة مع "التأكيد على عدم وجود شروط مسبقة".
وعقد "دي ميستورا" ظهر الخميس اجتماعين متزامنين مع وفدي الحكومة والمعارضة في الأمم المتحدة، بخلاف المرات السابقة حيث كان يستقبل المشاركين في توقيت مختلف.
وقال دي ميستورا "أجرينا اليوم وللمرة الأولى اجتماعات عن قرب ومتوازية بين الطرفين" لافتا الى أنه تنقل بشكل مكوكي بين القاعتين "اللتين تفصلهما خمسة أمتار".
وكان "دي ميستورا" يأمل في أن يتمكن خلال هذه الجولة من إطلاق مفاوضات مباشرة بين الطرفين للمرة الأولى.
ورداً على سؤال حول تعذر ذلك، أجاب "لنكن صريحين، التواصل المباشر هو دائماً جيد ولكن الأهم أن نكون قادرين على تبادل الآراء".
ووصل وفد النظام إلى جنيف الأربعاء بعد تأخر يوم واحد احتجاجا على تصريحات لرئيس وفد المعارضة والمشاركين في اجتماع الرياض تمسكت بمطلب تنحي الأسد قبل المضي في الانتقال السياسي.
وبحسب "فرانس برس" جزم مصدر سوري مطلع على مجريات المفاوضات في وقت سابق الخميس أنه "لن تكون هناك مفاوضات مباشرة مع وفد الرياض"، في إشارة إلى المعارضة، خلال هذه الجولة.


زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية