من ينقذ الطفلة السورية "روعة" من فقدان عينها في لبنان؟

أمام باب منزلها المستأجر قرب العاصمة اللبنانية بيروت تلهو الطفلة "روعة" بعفوية وبراءة، منتظرة أن تمتد إليها يد حانية لتنقذ عينها اليمنى التي قرر الأطباء استئصالها.

وكانت "روعة" ذات السنوات الثلاث ونصف قد بدأت تشكو من ألم في عينها وبعد أن عُرضت على أحد الأطباء أكد إصابتها بحالة انفصال في الشبكية، وفي حزيران يوينيو الماضي أجريت لها عملية قطع زجاجي ولم تلبث حالتها أن استاءت أكثر، وأصيبت عينها بنزيف حاد، وبعد إجراء الصور والتحاليل المطلوبة اتضحت إصابتها بورم خبيث في العين، فقرر الأطباء إثره استئصالها بالسرعة القصوى، تفادياً لانتشار الورم الخبيث إلى العين السليمة وبالتالي الدماغ. 

ولدت "روعة" بعد أن لجأ أهلها من مدينة "الرستن" بريف حمص الشمالي إلى لبنان بتاريخ 20/ 8/ 2013 بعد قصف منزلهم من قبل طيران النظام.

ويروي والد الطفلة "حسام حاج حسن" لـ"زمان الوصل" أن طفلته أصيبت فجأة بارتفاع ضغط في العين "كلوكوما" وارتفاع حروري بشكل فجائي بتاريخ 17/ 2/ 2017.

وأدى ارتفاع الضغط الذي بلغ 50 درجة إلى انفصال في شبكة العين، وهنا بدأت معاناة العائلة في رحلة علاجها.

ويضيف والد الطفلة أنه أجرى لها عملاً جراحياً في المشفى اللبناني الفرنسي بمنطقة "زحلة" بتاريخ 20/6/2017 وكانت تكلفة العملية المتمثلة بقطع زجاجي وإزالة للماء الزرقاء حوالي 4 آلاف دولار، وشعرت الطفلة بتحسن لمدة أسبوعين-كما يقول محدثنا- ولكن حالتها عادت للانتكاس، إذ أصيبت بعدها بنزف خارجي لمدة يومين، وبعد توقف النزف انتقل إلى داخل العين وتحول لون الحدقة للاحمرار المائل إلى البني، وهكذا بدأت حالتها تسوء يوماً بعد يوم.

وروى محدثنا الذي يعيش مع عائلته المكونة من ثلاث طفلات ووالدتهن بمنزل بسيط في منطقة "مزرعة يشوع" ببيروت أنه عرض "روعة" بتاريخ 1/ 11/ 2017 فطلب صوراً وتحاليل لعينها وبعد أن رآها قرر إجراء عملية استئصال للعين المصابة وزرع عين تجميلية تكلفتها 3700$ وهو مبلغ يفوق قدرة العائلة على تأمينه -كما يقول والد الطفلة- الذي كان يعمل في نجارة الألمينوم واضطر للتوقف منذ 9 أشهر بسبب وضع ابنته الصحي بعد أن دفع كل ما ادخره من عمله في الفترة الماضية.

وأضاف محدثنا بنبرة مختنقة أنه اضطر لبيع أغراض منزله واستدان مبالغ كثيرة ثمن مواصلات وكشفيات للأطباء وتكاليف صور وتحاليل دون جدوى، والأدهى من ذلك -كما يقول- أن الأطباء لم يستطيعوا تحديد إصابة الطفلة خلال شهور من علاجها، فمنهم من قال له إن إصابتها عبارة التهاب وبعضهم خمّن أنه ورم وغيرهم قالوا إنها مصابة بفيروس.