أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

شكوك تساور إفراج "سوريا الديمقراطية" عن عناصر من التنظيم

قرية "الريحانية" جنوب راس العين سيطرت عليها الميليشيات الكردية صيف 2015

في إطار حربها على تنظيم "الدولة الإسلامية" عملت ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" ذات الأغلبية الكردية على التضييق على عائلات أقرباء المنتسبين أو من يشتبه بارتباطه بالتنظيم في محافظات الجزيرة السورية، عن طريق مصادرة أملاكهم واعتقال رجالهم ونسائهم وتشريد أطفالهم، لكن الإفراجات المتتالية عن عناصر اعترفوا بأنهم قاتلوا ضد القوات المدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية أثار تساؤلات عديدة لدى سكان هذه المناطق.

يمكن تلخيص التساؤلات هذه بالقول: هل أبسط الأشياء أن يكون الشخص عنصرا في تنظيم "الدولة الإسلامية" ثم يسلم نفسه للقوة المسيطر على الأرض، فيعفى عنه ببساطة بعد أشهر قليلة من الاحتجاز، بينما يعتقل لسنوات ويذل ويطارد ويهجر من اتهم بالارتباط به أو بفصائل الجيش الحر و حتى من جاورهم في قرية ما؟

أكد "مهند اليوسف" من "مركز الحسكة الإعلامي" أن استخبارات "الحماية الكردية" أفرجت مؤخراً عن أحد عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" المحليين، ويدعى "صناك العارفة" من قرية "الحصوية" (ليس قيادياً)، والذي كان أحد عناصر حاجز "تل طويل" التابع للتنظيم بمنطقة "تل حميس" سابقاً، مشيراً إلى أن الإفراج عن "العارفة" جاء ضمن عمليات الاستخبارات الكردية الروتين للإفراج عن عناصر التنظيم الذين يسلمون أنفسهم طوعاً بعد توقيف على ذمة التحقيق لمدة 4 أشهر فقط. 

وقال "اليوسف" لـ"زمان الوصل" إن استخبارات "وحدات حماية الشعب" الكردية كبرى ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" في الحسكة أفرجت عن أكثر من 100 عنصر محلي كانوا ضمن صفوف تنظيم "الدولة" بهذه الطريقة، بينما مازالت تسبب مداهماتها الرعب لأهالي القرى العربية التي ينسب أحد أبنائها للتنظيم بشكل منفرد أو يشتبه بارتباط أحدهم بالتنظيم فيما هدّمت قرية "الريحانية" المؤلفة من عشرات المنازل لأن شخصاً واحداً في القرية انتمى للتنظيم، وما زالت القرية خالية من أهلها ومثلها كثير.

وأوضح "اليوسف" أن القوات المدعومة أمريكياً ذهبت إلى أبعد من ذلك حين أرسلت مندوبين عنها لمناطق سيطرة تنظيم "الدولة" من المجالس التابعة لها بالرقة دير الزور لتسهيل عملية الانشقاق عنه، والمصالحة مع العناصر المحلية، لكنها ناقضت الأمر باعتقالها الشهر الماضي مجدداً "أحمد الرميض" عم أحد عناصر التنظيم كان يدعى "مهيمن رميض الطائي" من قرية "العبرة" بريف القامشلي، والذي فجّر نفسه بعربة مفخخة ضد قوات النظام جنوب "الميادين" قبل نحو شهرين. 

وتهدف الاستخبارات الكردية وقوات التحالف الدولي من هذه السياسة إلى تفكيك بنية تنظيم "الدولة الإسلامية" في مناطق كان يسيطر عليها، ووضع هؤلاء تحت رقابتها، على حد قول "اليوسف".

وكانت استخبارات "وحدات حماية الشعب" الكردية أفرجت في الأشهر القليلة الماضية عن العشرات من عناصر تنظيم "الدولة الإسلامية" المحليين في الرقة، فيما زال مصير العشرات من عناصر الجيش السوري الحر وأقربائهم في سجونها مجهولاً سواء في الرقة أو بريف حلب أو في الحسكة.

يذكر أن حلفاء الولايات المتحدة في ميليشيات "قوات سوريا الديمقراطية" بقيادة حزب "الاتحاد الديمقراطي" سيطروا الشهر الماضي مدينة الرقة التي كانت أهم معاقل تنظيم "الدولة الإسلامية" بالعالم بعد انسحاب عناصره منها ضمن صفقة بين الطرفين توسطت فيها أطراف محلية.

زمان الوصل
(137)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي