أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رغم الحرب.. تجارة "الطير الحر" تنتعش في بوادي سوريا

انتشرت تجارة بيع وشراء الصقور في أنحاء مختلفة من سوريا وبخاصة في تدمر والبوكمال

عادت تجارة الصقور أو ما ُتعرف بـ"الطيور الحرة" إلى الانتعاش من جديد بعد سنوات من الركود بسبب ظروف الحرب التي استدعت الطيران متعدد الجنسيات لاحتلال سماء سوريا.

وتداول ناشطون أن فرخ طائر حر بيع منذ أيام في الحماد السوري بمبلغ 6 ملايين ونصف كما بيع طائر(قوسيّة) بسعر 12 ألف دولار في ريف حلب الجنوبي بتاريخ 24- 10/ 2017 وبيع في مدينة "البوكمال" منذ عام طائر من نوع "جرناس" بمبلغ 40 مليون ليرة سوريا، وهو أغلى الصقور التي تم اصطيادها في سوريا خلال السنوات الماضية، وهو من الأنواع المهددة بالانقراض ويمر فوق سوريا عادة قادماً من غابات روسيا وكازاخستان وتركيا إلى المناطق الاستوائية الدافئة بين شهري أيلول سبتمبر وكانون الأول ديسمبر، ثم يعود إلى مناطقه الأصلية بين آذار مارس وأيار مايو من كل عام.

وانتشرت تجارة بيع وشراء الصقور في أنحاء مختلفة من سوريا وبخاصة في منطقة تدمر والبوكمال في السنوات الماضية، ولكن مع حلول شبح الحرب تراجعت هذه التجارة وباتت نادرة مع تحليق الطيران من كافة الأطراف كالنظام والتحالف الدولي والروسي والعراقي الذي بات يستهدف جميع الآليات المتحركة في المناطق الصحراوية للبادية الغربية الممتدة من مدينة "البوكمال" إلى الحماد الغربي لمدينة "تدمر" ومن الشرق من "البوكمال" إلى حدود مدينة "الحسكة" وهي المناطق التي كانت تشهد مواسم قدوم الطيور وتخييم الصيادين، مما استدعى هؤلاء الصيادين-كما يقول الصياد "داود البرغش" إلى الهجرة باتجاه الشمال السوري ليخسروا أهم مورد لصيد الصقور والاستفادة من هجرتها ومرورها بالبادية السورية. 

ولفت "البرغش" في تصريح لـ"زمان الوصل" إلى أن عام 2016 كان من أفضل المواسم بالنسبة لهواة صيد الصقور، حيث شهدت اصطياد أكثر من 30 صقراً في جميع مناطق سوريا واشتهرت العديد من المكاتب بتنشيط هذه التجارة ومنها مكتب "الحماد السوري" لصاحبه الأخوين حافظ وحازم البطمان من أهالي مدينة "تدمر".

وشهد عام 2017 انخفاضاً في أعداد الصيادين جدا نظراً لسوء الجو وصعوبة التنقل والصيد ومع ذلك -كما يقول محدثنا- تم اصطياد صقر بقياس 16/17 في منطقة "جلعوط" وكان من نصيب مكتب "الحماد السوري" وصقر آخر في منطقة "الجزيرة" قرية "درنج" وكان من نصيب مكتب "الحماد السوري" بسعر جيد أيضاً. 

ويستخدم صائدو الصقور وسائل بدائية وفاعلة في اصطيادها ومنها –كما يقول البرغش- الحمامة: حيث يتم استخدام إطار خفيف تُربط به حوالي اثنتي عشرة أنشوطة مفتوحة، ويُشد الإطار إلى ظهر الحمامة، وإذا ما قتل الصقر الحمامة أو حتى خدشها من خلال الانقضاض عليها، فإن قوائمه سوف تتشابك في الأنشوطات الموجودة في الإطار.

ومع أنه بمقدور الصقر أن يحلق عالياً والحمامة متدلية من قائمته، إلا أن هذا الوضع المربك سيجبره على أن يحطَّ في غضب وسخط غير بعيد عن المكان الذي انقض فيه عليها، مما يمكن معه اصطياده بإلقاء عباءة أو حتى شماخ عليه والإمساك به بقوة.

وأكد "البرغش" الذي عمل لسنوات طويلة في ممارسة صيد الصقور قبل أن يهاجر إلى تركيا بسبب ظروف الحرب أن صيد الصقر من أصعب الهوايات والمهن وذلك لذكاء هذا الطائر وضرورة التعامل معه بخبرة وحذر.

وأوضح محدثنا أن لكل صقر غريزة خاصة به فـ"الشاهين القوسية" من أفضل الفرائس لديها هوا "القطا" العربي، ويميل الطير الحر عادة لأكل طائر الحمام أو "الفري" والبعض من الصقور يميل لأكل الجراذين والفئران، ويستطيب كل صقر فريسته الخاصة.

وأبان البرغش أن تسميات الصقور الحرة تختلف باختلاف البلدان سواء في الشام أو الخليج أو المغرب العربي ويميل أهل الخليج –بحسب محدثنا- للصقور وخصوصاً الصقور المستوردة من البادية السورية لقوتها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(359)    هل أعجبتك المقالة (545)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي