أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

20 مليون ليرة للإفراج عن مدرس مختطف في السويداء

المخطوف - زمان الوصل

لم يكن مدرس اللغة الإنكليزية "أحمد فارس المصري" يظن لوهلة أنه سيتحول إلى ضحية من ضحايا عمليات الخطف التي استفحلت في الآونة الأخيرة بين مدينتي درعا والسويداء.

وتحولت إلى حوادث غامضة لا يتم الكشف عن أبطالها ومن يقف وراءها في كثير من الأحيان، وكان المصري الذي ينحدر من مدينة "خربة غزالة" بريف درعا ويعيش مع عائلته في بلدة "رساس" بريف السويداء قد تعرض لعملية خطف مع سيارته من نوع "بي إم" صفراء اللون في مكان مجهول أثناء توصيله لأحد الأشخاص.

وروى شقيق المخطوف "فادي المصري" لـ"زمان الوصل" أن شخصاً مجهولاً طرق باب منزل "أحمد" الأربعاء الماضي 15/11/ 2017، وطلب توصيله إلى إحدى قرى السويداء.

وأردف نقلاً عن زوجته أنها لم تبلغ عن غيابه مباشرة لأنه اعتاد –كما يقول- على التأخر في العودة إلى المنزل نظراً لعمله في التدريس وفي توصيل زبائنه بسيارته، وعندما مضت ليلة على غيابه شكت في الأمر وأبلغت أهله في درعا.

وفي ذات اليوم -كما يقول محدثنا- ورد على جوالات أهله صور يظهر فيها وهو مربوط بجنزير ويلبس "شيال" سماوي اللون وآثار التعذيب بادية على جسده. ويردف أن الخاطفين أرسلوا رسالة على جواله يطلبون فيها فدية 20 مليون للإفراج عنه مع تهديد بتصفيته خلال 3 أيام إذا لم تتم الاستجابة لتهديدهم وستلقى جثته في إحدى حاويات "رساس"، وهي البلدة التي يسكن فيها -كما قالوا- وهذا يدل – بحسب محدثنا- أن خاطفيه يعرفون المنطقة.

وأوضح أن من كتب الرسالة بدا شبه أمي من طريقة كتابته السيئة، مؤكدا أن رسالة صوتية وصلت من جوال شقيقه بعد أيام يستنجد فيها لتأمين مبلغ الإفراج عنه بأي طريقة لأنه يموت، حسب تعبيره.

وأشار محدثنا إلى أن الخاطفين مجهولون ولا يمكن التأكد من هويتهم لأن هناك عصابات خطف مختلطة ما بين البدو و"الدفاع الوطني" وما يُسمى باللجان الشعبية وبعض الأشخاص الذين امتهنوا هذه الجرائم كوسيلة كسب سريع في السويداء، وهم –حسب قوله- يخطفون الدروز أنفسهم ويطلبون فدية.

وأضاف "فادي" الذي يعيش في العاصمة النمساوية "فيينا" أن خاطفي شقيقه لم يُظهروا أنفسهم أو أصواتهم، بل أجبروه على الكلام وإيصال ما يريدونه من رقم جواله كي لا يتم اكتشافهم، لافتاً إلى أنه طلب من أصدقاء له في السويداء تأمين واسطة لمعرفة مصير شقيقه، وبعد يومين قالوا له إن هناك جماعات من "الزعران" في السويداء لم يحددوا هويتهم لا يستطيعون التأثير عليهم.

وأشار "المصري" إلى أن شقيقه كان يعيش مع عائلته المكونة من زوجة وثلاثة أبناء في بيت مستأجر في قرية "رساس" -جنوب مدينة السويداء- وربطته علاقات جيدة مع أهلها، مضيفاً أن شقيقه -مجهول المصير- دأب على تدريس أبناء النازحين من محافظات أخرى في مأوى معسكر الطلائع في المدينة، مؤكداً أن شقيقه شخص مدني مسالم ليس لديه أي انتماء سياسي أو عسكري كما أنه لم يشارك بأي نشاط في الثورة أو غيرها.

وأعرب عن اعتقاده أن شقيقه اختطف في ذات اليوم والمكان الذي خطفت فيه عائلة من السويداء وهم "مالك سويدان" الذي أصيب بكسر في الجمجمة وزوجته "هدى الشيباني" التي فقدت جنينها إثر الاعتداء الذي تعرضوا له بين بلدتي "المجدل" و"المزرعة"، كما قُتل "محمد المصري" الذي كان معهما في ذات السيارة وتم خطفه ومن ثم قتله، ودفع فدية مليون ليرة مقابل جثمانه وتم التبادل في بلدة "بصما" حينها.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(87)    هل أعجبتك المقالة (79)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي