أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

بمناسبة مرور 47 عاما على "التصحيحية".. كيف تصرفت القيادة العليا تجاه صورة حافظ الملصقة على خزنة الرواتب

أرشيف

في مثل هذه الأيام قبل 47 عاما، كان حافظ الأسد يثبّت قواعد انقلابه الذي أسماه "الحركة التصحيحية"، والذي حول سوريا بموجبه إلى مزرعة يعيش فيها السوريون كقطيع هائم خائف، لايجرؤ أن ينظر في صورة حافظ الأسد، فضلا عن أن يثور عليه ويجابهه وجها لوجه.

لم يكن الإيماء بكلمتي "مزرعة" و"قطيع" يجسد مجازا أو كناية، بقدر ما كان يمثل واقعا أيدته الأحداث وشهدت عليه التجارب والقصص، ومن جملتها القصة الحقيقية التي يرويها أحد الصحافيين السوريين لـ"زمان الوصل"، منوها بأنها تعود إلى عام 1995، حيث كانت الاحتفالات على أشدها بمناسبة مرور ربع قرن (اليوبيل الفضي) على انقلاب حافظ (الحركة التصحيحية).

هذا بالنسبة لزمان القصة، أما مكانها فهو "مديرية تربية درعا"، حيث تشاجر المستخدم المدني (خ.ع) مع محاسب المديرية، ومن كلمة لكلمة، قام المستخدم الذي يعاني من اختلال جزئي في قدراته العقلية بإلصاق صورة حافظ الأسد بالغراء على باب الخزانة الحديدية التي تضم خزنة الرواتب، فصار من المحال فتح دفتي الخزانة للوصول إلى الخزنة دون تمزيق صورة "قائد التشرينين" و"مفجر التصحيح"، كليا أو جزئيا.

اشتد الكرب على المحاسب والموظفين الذين ينتظرون استلام رواتبهم، وعظمت في نفوسهم المستكينة محاولة إزالة الصورة، مخافة تمزقها، فرفعوا الأمر إلى مدير التربية في درعا، الذي وجد أن منصبه وصلاحيته أدنى بكثير من البت بهذ الأمر، فاتصل بالمحافظ، وما أدراك من المحافظ يومها.. وليد عثمان، الطائفي الفاسد المستبد الذي طبق صيت جبروته الآفاق في درعا (هو بالمناسبة والد زوجة رامي مخلوف، وسفير النظام في رومانيا منذ 10 سنوات)، ومع ذلك فإن "وليد عثمان" بكل سطوته لم يستطيع البت في المسألة العويصة، فرفعها لقادة الأمن الكبار في درعا، الذين أحالوها بدورهم إلى من هم أعلى منهم.

وهكذا، ومن مستوى إلى مستوى أعلى منه، وصلت قضية صورة حافظ الملصقة على الخزانة إلى أعلى المستويات في العاصمة، وبعد اجتماعات ومداولات دامت نحو أسبوع وكبدت الموظفين المدقعين انتظارا مريرا للراتب.. تم البت بالقضية المركزية واتخذ القرار بفتح الخزانة ولكن من الخلف.. نعم من الخلف، مخافة أن تمس صورة "القائد المناضل" بأي شيء.

وبالفعل، تمت الاستعانة بأداة لقص الحديد (صاروخ)، وتم فتح الخزانة من الخلف، والوصول إلى خزنة الرواتب، وطويت القضية التي شكلت هاجسا ورعبا حقيقيا، وضع الجميع في "حيص بيص".

يؤكد الصحافي الذي روى لنا التفاصيل، أن هذه القصة التي تبدو أقرب للخيال المعجون بالكوميديا السوداء، هي في الحقيقة واقع مأساوي كان السوريون يعيشونه في مختلف أرجاء البلاد وحتى خارجها أحيانا، وكانوا يحاولون أقلمة أنفسهم معه، بل وربما تقديمه على طبق من إيجابية وافتخار، باعتبار أن هيبة سوريا من هيبة "قائدها".

وتشبه هذه القصة إلى حد بعيد حكاية "اللوحة الطباشيرية" التي رسمها أحد عسكريي النظام لـ"باسل الأسد" على لوح مخصص للدراسة في "اللواء 105" حرس جمهوري، وقد استدعى محو هذه اللوحة اتصالات واستنفارا على أعلى المستويات حتى تم الوصول إلى القرار.


زمان الوصل
(139)    هل أعجبتك المقالة (148)

سوري

2017-11-20

كما تشبه قصّة حدثت في إحدى قرى جبل الزّاوية . حيث تعدّى أحدهم على أملاك الدّولة وبنى فيها جداراً ، وحين قرّرت البلديّة هدم الجدار تفاجؤوا بصورة حافظ مرسومة عليهز وأنتم ترعفون البقيّة.


2019-01-23

ما خفي أعظم.


2019-01-25

استخف قومه فاطاعوه ذاك بعضٌ من جيل فاسد ! ولكن الله بعث من اصلابهم اطفال كانوا شرارة ثورة الامة ... و لكن جسر الشغور ماتزال - كما معظم - المدن السورية تأبى الضيم وتستمر في انجاب الابطال الذين سيكسروا شوكته و من شد ازره من حثالة العالم المجرم ... و ليسال الصعلوك بشار امه و ربما يذكر ما فعل 4 شباب بصورة ابيه و روث البشر ايام انتخابات 1978.


التعليقات (3)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي