لا ينفك إعلام النظام عن التغني بإنجازات الجيش والجهات المختصة على الجبهات أولاً وفي الداخل، حيث يسيطر في تحقيق الأمان الذي اختطفته المجموعات الإرهابية، ومزيد من خطاب البلد الآمن والحياة الطبيعية التي يعيشها المواطن السوري.
ولكن الحقيقة هي ما يفضحها نفس النظام وعبر إعلامه الرسمي تارة، وأخرى من الإعلام الرديف الذي ظهر في سنوات الحرب من صفحات لمواقع إخبارية وفيسبوكية، وذلك بنشرها أخبار مروعة وبشكل يومي عن ارتفاع نسبة الجريمة أنواعها ومن أطراف محسوبة على الأمن والجيش والشبيحة.
تلفزيون "الخبر" الموالي نقل تحت عنوان "أهالي مصياف يطالبون الأجهزة الأمنية بوضع حد للرصاص الطائش ولـ(الزعران)" فيما يبدو على أنه يحدث في فيلم أمريكي بمدينة "شيكاغو"، حيث ينتشر السلاح والرصاص بشكل مزاجي.
أهالي "مصياف" الواقعة في ريف حماة، وبحسب تلفزيون "الخبر" يطالبون الأجهزة الأمنية "بوضع حد لبعض الزعران، الذين يحملون السلاح، ويستعملونه بمزاجية قد تكون قاتلة أحياناً".
وهنا حجم المفارقة الكبيرة التي تشتكي القاتل للقاتل، وحسب "الخبر"، فإن شكوى الأهالي تتحدث عن انتشار حالات إطلاق النار العشوائية في شوارع مدينة "مصياف" بشكل يومي، وتثير القلق والرعب بين الأهالي حيث "تسببت خلال الفترة الماضية بإصابات عدة بين الأهالي، ما جعل الحالة الأمنية في المدينة مرتبطة بمزاجية هؤلاء الزعران الذين باتوا معروفين للجميع".
الحادثة التي يرويها الأهالي، ولم تحدث أي فارق في إسكات صوت الرصاص هي مقتل الطفلتين "حلا عمار حبقة، وزهراء علي درزية"..أما مطلقو الرصاص الذين تمت تسمتيهم بالزعران فهم من أبناء المدينة الذين انخرطوا في مجموعات الشبيحة التي قاتلت مع قوات النظام وتحتفظ بأسلحتها، وتستخدمه في خلافاتها على الغنائم والسيطرة وإثبات فلسفة القوة التي بثها نظام الأسد في نفوس عناصر ميليشياته، ويروي الأهالي مثالاً عن اشتباكات ليلية بين مجموعتين مسلحتين هما مجموعة (ش) ومجموعة (صلاح ع) مما أدى إلى وقوع أضرار مادية في أملاك المواطنين من محال تجارية وسيارات.
ومن الحوادث أيضاً التي تحدث عنها أهالي المدينة هي قيام أحد الأشخاص بإلقاء 4 قنابل يدوية وهو بحالة سكر شديدة في أحد المطاعم ثم فتح النار بكثافة من بندقيته وأحدث ذعراً بين المواطنين، إضافة إلى مسلح آخر يعرفه الأهالي فتح في شهر آب أغسطس مهدداً مختار المدينة وبعض الأهالي.
المعلقون على الخبر الذي أعادت نشره صفحة (دمشق الآن) الموالية تحدثوا عن حالات مشابهة في أغلب المن السورية منها دمشق العاصمة التي ينتشر فيها السلاح بين مؤيدي النظام في أغلب مناطق خزانات التشبيح في (مزة 86- عش الورور- مساكن الرز) وسواها كذلك في الريف الغربي للعاصمة، حيث مساكن الضباط والأفراد وأحياء الموالين.
فيما آخرون أعربوا بمصطلحات وحشية عن انتشار هؤلاء الزعران (ذبحونا الزعران)، وآخرون اتهموهم بتدنيس البدلة العسكرية وكأنها حاربت بشرف ولم تقتل السوريين في كل مكان، وذهب البعض إلى الحديث عن انتشار عصابات سرقة المولدات الكهربائية ومحركات ضخ الماء كما يحدث في مدينة "السلمية".
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية