أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

رياض سيف: لا تعديلات على الموقف من رحيل الأسد

سيف - أرشيف

اعتبر رئيس الائتلاف الوطني "رياض سيف" أن مصير بشار الأسد، محسوم بالنسبة للمعارضة برحيله، مبينا أن مؤتمر الرياض المرتقب سيعزز موقف المعارضة في مفاوضات جنيف المقبلة.

وتستضيف العاصمة السعودية الرياض اجتماعاً موسعاً للمعارضة بين 22 و24 من تشرين الثاني الجاري، بحسب ما أعلنته وكالة الأنباء السعودية الرسمية، الاثنين الماضي.

وقال "سيف" في تصريحات لوكالة أنباء الأناضول وأعاد المكتب الإعلامي للائتلاف نشرها، مؤتمر الرياض، سيشهد "تقييم عمل الهيئة العليا للمفاوضات خلال الفترة السابقة، وسيركز على إعادة النظر في الآليات التفاوضية".

إلا أن "سيف" شدد على أنه "لن يكون هناك تعديل يذكر فيما يتعلق بالموقف من رحيل الأسد، وأن أغلب المشاركين في المؤتمر يدعمون موقف الائتلاف في هذا الصدد"، معتبراً أن المؤتمر "سينجح في تشكيل رؤية واضحة للمعارضة".

ولفت "سيف" إلى أن "الائتلاف تلقى دعوة للمشاركة، وينظر بإيجابية لمؤتمر الرياض، ودور المملكة العربية السعودية الداعم للشعب السوري، ويأمل أن يساعد في تعزيز موقف قوى الثورة والمعارضة في مفاوضات جنيف المقبلة".

وتابع: "هناك أسماء مدعوة لمؤتمر الرياض لها سمعتها في العمل المعارض، ويمكن للائتلاف التعاون معها للوصول إلى رؤية سياسية موحدة، انطلاقاً من ثوابت الثورة السورية".

وأضاف: "هدفنا إنهاء حكم الاستبداد كلياً، وبناء دولة القانون والعدالة، ومن يشاركنا ذلك سنمد إليه يدنا للتعاون".

وحول موقف الائتلاف من مؤتمر "سوتشي" الذي دعت إليه روسيا للحوار بين السوريين، وتأجل بطلب تركي، قال "سيف": "مؤتمر سوتشي رُفض بشكل قاطع من الائتلاف، لأنه لا مبرر لانعقاده، وإذا أراد الروس دعم الحل السياسي، يمكنهم الضغط على النظام للمشاركة في مفاوضات جنيف".

واستبعد "سيف" فشل مؤتمر الرياض في تشكيل وفد متجانس، وقال: "إرادة السوريين والدعم الدولي المتوفر سيعزز فرص الاتفاق حول رؤية واحدة، ولن يكون بوسع مجموعة صغيرة، تحدي إرادة الأغلبية والقضاء على حلم السوريين بالحرية".

ولم يخفِ رئيس الائتلاف قلقه من استمرار تعثر المفاوضات، وذلك بقوله: "منذ 4 سنوات هناك مفاوضات بيننا وبين الأمم المتحدة، والنظام حتى اليوم لم يبد أي استعداد للحل السياسي".

وأردف: "إن كان استمرار الحال بهذا الشكل، فلا جدوى من أي مفاوضات أو أي مؤتمر"، مضيفا: "نحن نشارك لكي يكون صف المعارضة متحداً، وليس من أجل إنتاج معارضة مصنعة، أو غير ملتزمة بمصالح الشعب السوري".

وفيما يخص الوفد المفاوض الموحد الذي هو هدف مؤتمر الرياض، ذهب "سيف" إلى أنه "يمكن الوصول لذلك، فإن كان الجو وطنيا في الرياض، ويبحث عن حلول، ويريد أن يحقق إنجازا عبر الحل السياسي، وانتقال السلطة، فلا أعتقد أن سوريا صادقا مع نفسه وشعبه، يرفض العمل بهذا الاتجاه".

واستدرك: "ولكن إن كانت مصالح الدول وحالة الاستقطاب الراهنة ستغلب على المصالح العامة للشعب فهنا يكون الاختلاف والافتراق".

وأضاف موضحا: "إن كانت منصة موسكو ستنفذ مطالب روسيا، فلا يوجد حل، مطالب الشعب السوري بديهية، يريد حقه وكرامته وحريته، ويعيد بناء وطنه، والمحاسبة والمساءلة لا بد منهما".

وشدد رئيس الائتلاف على أن "قضية وجود الأسد أو عدم وجوده في المرحلة الانتقالية وما بعدها، هي النقطة التي يمكن أن تكون حاسمة"، بشأن تشكيل الوفد الموحد للمعارضة.

وفيما يتعلق بدعوات من قبل جهات ودول للمعارضة، بالتصرف وفق المتغيرات الدولية، بعقلانية وواقعية، قال: "نسمع في الفترة الأخيرة بهاتين الكلمتين، العقلانية والواقعية، الأولى ووفق العقل والمنطق، فإن مجرما ارتكب جرائم ضد شعب وشرده، واستعمل الكيماوي، وأدين بكافة أنواع الجرائم، يجب أن يقال له كفى ويُحال للعدالة".

وأردف: "هل هناك عاقل يقول بأن هذا له الحق أن يكون رئيسا للشعب رغما عنه، ويدعم من بعض الدول لقهر ذلك الشعب، وإذا كان كل مجرم لتفادي شره، يُعطى ميزات، فهذا يشجع الناس لفعل الشر والقتل، فلا الواقعية مقبولة هنا، ولا العقلانية كذلك".

"سيف" أبدى استغرابه من أن "القضية السورية تقف عند عقدة الأسد، يكون أو لا يكون في المرحلة الانتقالية، على العالم أن يتخذ قرارا أخلاقيا، إنسانيا وعقلانيا، بأن بشار الأسد انتهى، وعليه أن يتنحى، فالأمور لدى الشعب السوري محلولة بإزاحة الأسد".

وتساءل: "هل المجتمع الدولي عاجز عن إزاحة بشار الأسد؟، فالأخير قوته الذاتية ضعيفة، ويعيش بحماية إيران وروسيا، بينما القوى الرئيسة، أصدقاء الشعب السوري، مثل أمريكا والاتحاد الأوروبي وغيرهم، هل جميعهم غير قادرين على تنحيته؟".

وحول أفق الحل السياسي بعد البيان الروسي الأمريكي حول سوريا، وإنشاء مناطق خفض التوتر، قال رئيس الائتلاف: "الحل السياسي له شروط، عندما تتفق أمريكا وروسيا على حل سياسي، ويتبنوه تبنياً كاملاً، عندها ينجح".

والسبت الماضي، أعلنت الرئاسة الروسية أن الرئيسين الأمريكي دونالد ترامب، والروسي فلاديمير بوتين، استبعدا الحل العسكري لحل الأزمة في سوريا، واتفقا في بيان مشترك، على أنّ "معالجة الأزمة ستتم في إطار ما يعرف باسم محادثات جنيف". 

وحول البيان أوضح "سيف": "لم تقدم الدولتان (روسيا وأمريكا) في البيان الأخير (المشترك)، حلاً سياسياً واضحاً، نحن بحاجة لإرادة دولية، وخاصة روسيا وأمريكا، وهناك تبادل مصالح ونحن نتفهمه، ولكن ضمن ما يقبل به الشعب السوري، اتفاقهم على حل سياسي شرط أول، والشرط الثاني ألا يمس ثوابت الشعب السوري".

واعتبر أن "البيان هو تفويض بوتين لإيجاد حل، والمؤكد أن الحل الذي يختاره بوتين هو الذي يبقي الأسد، ويعطيه القدرة على الاستمرار والشرعية".

وبين "سيف" أن "مناطق خفض التصعيد ليست في خدمة الحل السياسي إذا كان الضامن يحلل لنفسه القصف بالطائرات، فمنذ ايام قليلة قصفت مدينة الأتارب وسقط عشرات القتلى، والقصف مستمر بالغوطة الشرقية، فالحل السياسي هو الالتزام ببيان جنيف، وقرارات مجلس الأمن".

زمان الوصل - رصد
(94)    هل أعجبتك المقالة (98)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي