أعلن مقاتلو "حركة أحرار الشام" يوم الخميس سيطرتهم على مبانٍ جديدة في إدارة المركبات قرب مدينة "حرستا" بعد مواجهات عنيفة مع قوات النظام شرقي العاصمة دمشق ضمن معركة "بأنهم ظُلموا"، فيما بالغت طائرات النظام في ردة فعلعا بقصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية.
ونشرت حسابات الحركة في مواقع التواصل الاجتماعي صورا وأشرطة فيديو تظهر مقاتليها خلال تنفيذ عمليات اقتحام تحصينات مواقع قوات النظام، وتجولهم داخل مبنى إدارة المركبات العسكرية بمدينة حرستا، معلنين السيطرة على المباني واستيلاءهم على كميات من الأسلحة والذخائر.
وأشارت الحركة إلى انفجار مستودع الذخيرة لقوات النظام في مبنى إدارة المركبات العسكرية خلال اشتباكات دارت مع قوات النظام بمحيطها.
وقالت مصادر إعلامية ميدانية إن معركة "بأنهم ظلموا "هي المعركة الأكبر التي أطلقتها "حركة أحرار الشام" في الغوطة الشرقية ضد قوات النظام صباح الثلاثاء، حين بدأت حشود عناصر الحركة اقتحام تجمع مباني "إدارة المركبات" من ثلاثة محاور مستخدمةً مختلف أنواع الأسلحة.
وأضافت المصادر لـ"زمان الوصل" أن التعتيم الإعلامي على مجريات المعركة لعب دوراً كبيراً في إنجاح مرحلتها الأولى، فلم يمكن ضباط عمليات النظام من معرفة الأبنية والنقاط التي حررها ثوار الغوطة، ما جعلهم يتخبطون في مواجهة الاقتحام الكبير، كما أعطيت أوامر للطيران باستهداف عدة نقاط مازالت تحت سيطرة قوات النظام، الامر الذي أوقع قتلى وجرحى بين عناصرهم.
وأشارت المصادر إلى أن أصوات الاشتباكات بين الطرفين كانت تسمع من العاصمة دمشق ومحيطها، حتى تحولت "ضاحية الأسد" لثكنة عسكرية باستقدام المزيد من العناصر والآليات كونها منطلقاً للعمليات العسكرية.
من جهتهم أهالي الغوطة الشرقية، يعيشون في قلب الحدث نتيجة ردات فعل طيران النظام ومدفعيته وصواريخه العنقودية، التي تساقطت بكثافة على منازل أهالي بلدات "حرستا ومديرا وعربين" كون منطقة "إدارة المركبات" تشكل جيباً لقوات النظام يتوسط هذه البلدات، كما استهدفت الأحياء السكنية بمدن وبلدات الغوطة الأخرى بالغارات الجوية وبالقنابل العنقودية وراجمات الصواريخ، وبلغ مجموع الغارات – حسب المصادر- خلال يومي الثلاثاء والأربعاء فقط 108 غارات جوية، وتجاوز عدد القذائف والصواريخ ألف قذيفة، وبلغ عدد الضحايا المدنيين 20 شخصا بينهم نساء وأطفال.
*أسباب المعركة
مساء أمس الأربعاء أصدرت قيادة "حركة أحرار الشام" بياناً أوضحت فيه موجبات المعركة وأهدافها التي حققتها خلال المرحلة الأولى، حيث تم تحرير جميع أبنية قيادة إدارة المركبات والرحبة "446" المجاورة ومساحات من الأراضي المجاورة لهذا التجمع العسكري، وبدأت بنشر مقاطع فيديو من داخل أبنية الإدارة لتؤكد سيطرتها عليها.
وكان الناطق باسم "أحرار الشام" في الغوطة الشرقية، "منذر فارس" أعلن بتصريح نقله "مركز الغوطة الإعلامي" "إن المعركة الأخيرة جاءت بسبب عدم التزام النظام باتفاقية خفض التصعيد، ومحاولاته المتكررة لاقتحام حي جوبر ومدينة "عين ترما" و"حوش الضواهرة" بمساندة الميليشيات الطائفية، واستخدام إدارة المركبات كقاعدة عسكرية لقصف مدن وبلدات الغوطة الشرقية وتفجير الأبنية السكنية المحيطة بها وعمليات قنص المدنيين من حولها، واستمرار الغارات الجوية على مدن الغوطة والاستمرار في حصارها والتضييق على سكانها.
وأشار إلى أن المعركة التي أطلقتها قيادة الحركة تحت اسم "بأنهم ظلموا" حققت نتائجها في المرحلة الأولى من حيث الأبنية والمساحات المخطط تحريرها، كما تم قتل عدد كبير من الضباط والعناصر أبرزهم اللواء "وليد خواشقي" نائب قائد إدارة المركبات".
طرد قوات النظام من مباني إدارة المركبات في هذه المرحلة يغذي الروح المعنوية لدى مقاتلي "الغوطة الشرقية"، ويعزز ثقتهم بالفصائل وخاصة بعد الصمود على جبهات "جوبر وعين ترما وحوش الضواهرة"، كما يوجه عيون فصائل الثورة نحو أهداف جديدة تعتبر عمقاً في مناطق سيطرة النظام.
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية