أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

مشهد آخر للتغريبة السورية الفلسطينية.. الشقيقان "حمزة وعثمان" حبيسا مطار العاصمة الماليزية

حمزة وعثمان

في إحدى قاعات مطار "كوالالمبور" الداخلي المخصصة لدخول القادمين إلى ماليزيا يفترش الشقيقان "حمزة وعثمان خشان" الأرض منذ حوالي شهر غير قادرين على الانضمام لوالدتها وأشقائهما الصغار داخل البلاد، أو الالتحاق بوالدهما اللاجئ في ألمانيا منذ أكثر من خمس سنوات، لترسم قصتهما إحدى مشاهد التغريبة الفلسطينية السورية المؤلمة. 

خرج "حمزة" (23 عاما) من مخيم "اليرموك" بمفرده بعد أن قصفت طائرة للنظام مخيم "اليرموك" إلى لبنان تهرباً من الخدمة الإلزامية، وبقيت عائلته بعده حوالي الشهر قبل أن تلتحق به، وبعد سبعة أشهر من مكوثهم هناك سافرت العائلة إلى ماليزيا مطلع الشهر السابع من عام 2013، لأن هذا البلد كان أفضل خيار بالنسبة لهم، ولم يكونوا يتوقعون أن هذه الرحلة ستشتت شملهم.

يروي "حمزة" لـ"زمان الوصل" أن عائلته سجلت في المفوضية العليا للاجئين بداية لجوئها إلى ماليزيا، وبعد سنة ونصف تقريبا تمكن والده "أيمن خشان" من اللجوء إلى ألمانيا ونال الإقامة فيها، وقدم على لمّ شمل لهم.


ويردف الشاب المحتجز أن عائلته راجعت السفارة الألمانية في "كوالالمبور" من أجل إتمام لمّ الشمل، فأكدوا لهم أن أمورهم نظامية وإجراءات الشمل تجري على ما يرام، وأُعطيت العائلة موعداً للحصول على فيز الدخول إلى ألمانيا، وعند ذهابهم حسب الموعد المحدد فوجئوا–كما يقول محدثنا- بموظفي السفارة يقولون لهم إن ملفهم مرفوض بسبب تسجيل والدهم في المفوضية المسؤولة عن لمّ شملهم وإعادة توطينهم.

وتابع محدثنا بأن عائلته ذهبت إلى مفوضية اللاجئين ففوجئوا أيضاً بأنها أوقفت ملفهم، متذرعة بأن الحكومة الألمانية هي المسؤولة عن موضوع لمّ الشمل.

ومضى على هذا الأمر-كما يقول خشان- سنتان دون أن يتمكنوا من فعل شيء وحاول والده أن يأتي إلى ماليزيا خلال إجازة الـ21 يوماً المخصصة لمن حصل على الإقامة، ولكن لم يوافقوا له على الإجازة، وكان الرفض بمثابة صدمة نفسية له أصيب على إثرها بنوبة قلبية حادة ودخل المشفى.

ويمضي "خشان" سارداً فصول معاناته مع عائلته حيث حاول –كما يقول- السفر إلى ألمانيا بجواز "سفر فلسطيني" ساري المفعول لأن وثيقته الفلسطينية السورية منتهية الصلاحية منذ العام 2013، وبرفقته أخوه الصغير عثمان 13 عاماً الذي يحمل "وثيقة سفر فلسطينية سورية" من أجل إجراء شمل للعائلة، ولكن مطار كامبوديا رفض مرورهما وتم إعادتهما إلى ماليزيا التي لم تُدخلهم بدورها إلى البلاد بسبب وجود توقيع على عدم العودة لمدة خمس سنوات وبعد تواصلهم مع المفوضية التابعة لـ(un) وبصعوبة حتى وافقوا على دخلوهم بعد أن تدخل أحد موظفيها في أستراليا ولكن إلى المطار فقط. 

ويعيش الشقيقان في مطار كوالالمبور الثاني المعروف باسم (LCCT) في صالة ترانزيت منذ 15/ 10/ 2017 في ظروف البرد القارص هذه الأيام، معتمدين على وجبات تقدمها لهما إحدى شركات الطيران بانتظار الحصول على فيزا لإحدى البلدان، فيما تفرق شمل العائلة وباتوا أمام مصير مجهول.

وأعرب الشاب عن تخوفه من سجنه مع شقيقه داخل ماليزيا أو ترحيلهما إلى سوريا إذا لم يستطيعا الدخول إلى ماليزيا أو الخروج إلى بلد آخر.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(157)    هل أعجبتك المقالة (134)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي