وجد موالون للنظام في طرطوس أنفسهم ملزمين بالاصطفاف في طابور طويل، من أجل الحصول على علبة من "المتة"، التي تعد مشروبا شعبيا بامتياز في عدة مناطق من بينها منطقة الساحل، كما أظهرت ذلك صورة تصدرت عددا من الصفحات المؤيدة اليوم الثلاثاء.
ووفق تلك الصفحات فقد توافدت حشود من الناس إلى "كراج طرطوس الجديد" للانتظام في "دور" طويل، في سبيل الحصول على علبة "متة" واحدة، في مشهد يشابه طوابير الانتظار للحصول على الخبز أو الغاز أو المازوت، وهو مشهد كان وما زال حاضرا في حياة السوريين منذ حكمهم حافظ الأسد.
وأثارت الصورة حفيظة بعض من تفاعلوا معها على وسائل التواصل، معتبرين أنها تجسد إذلالا حقيقيا ومتعمدا لـ"الشعب"، موجهين سهام نقدهم وحتى شتائمهم إلى "الحكومة" التي جعلت من الحصول على أشياء كثيرة حلما، حتى ولو كانت علبة متة.
وشغلت قضية "المتة" أوساط الموالين في مناطق مختلفة من حمص والساحل وغيرها، وهم يتابعون ما بدا أنه معركة كسر عظم بين وزير تجارة النظام وكبير مستوردي وتجار المتة في سوريا، حيث حاول الأول تخفيض سعرها لتسجيل بعض النقاط لدى المؤيدين وإقناعهم بأن سوريا "بخير"، لكن كلمة "حوت المتة" كانت فاصلة في عدم الرضوخ لضغوط "الحكومة" عليه.
وفيما لا يزال الشد والجدب قائما بين الطرفين، تأثر تدفق "المتة" إلى الأسواق، وبات الحصول عليها غير متيسر كما كان سابقا، لتبرز ظاهرة "طوابير المتة" وتضاف إلى لائحة سابقة من الأشياء التي لا تُنال إلا بـ"الدور".
زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية