أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"خبرني يا طير".. منصة إلكترونية للكشف عن مفقودي الرقة

تهتم المنصة بالحالات الإنسانية والمفقودين حصراً - جيتي

مع بداية المعركة لطرد تنظيم "الدولة الإسلامية" من الرقة ونتيجة القصف اليومي بمئات القذائف والغارات الجوية ومحاولة ميليشيا "قوات سوريا الديموقراطية" السيطرة على المدينة ازدادت أعداد المفقودين من أبنائها في ظل غياب أي دور فاعل للمنظمات الحقوقية والإنسانية للتحري عنهم وإحصائهم، وصعوبة البحث عنهم بسبب انقطاع وسائل الاتصال، ما دعا عدداً من نشطاء المدينة إلى تأسيس منصة إلكترونية على وسائل التواصل الاجتماعي، للبحث عن المفقودين باسم (خبرني يا طير) تهدف لأن تكون جسراً للتواصل بين أهالي مدينة الرقة سواء في داخل سوريا أم خارجها، والمساعدة قدر الإمكان في الوصول إلى أي خبر عن المفقودين ومحاولة البحث عنهم.

وتهتم المنصة التي أُنشئت مطلع أيلول- سبتمبر الماضي بالحالات الإنسانية والمفقودين حصراً، بعيداً عن أي توجهات سياسية أو دينية أو عرقية، وتمكنت -بحسب مؤسسها الناشط "نهاد أحمد الطيار" من التوصل إلى العديد من ابناء المدينة ممن كانوا في عداد المفقودين ومجهولي المصير وذلك بالتعاون والتواصل بين مسؤولي المنصة من جهة وأعضائها الذين تجاوز عددهم 22 ألف عضو أغلبهم من أهالي محافظة الرقة وما حولها من بلدات وقرى. 

ولفت "الطيار" في حديث لـ"زمان الوصل" إلى أنه استوحى فكرة المنصة من إحدى القنوات الروسية عندما كان يدرس هناك، حيث كانت تعرض برنامجاً تلفزيونياً يحمل الاسم ذاته، وكان يساعد الروس على التواصل مع أقاربهم المفقودين وعائلاتهم، بعد الشتات الروسي الناجم عن الحرب العالمية الثانية. 

وتتخذ المنصة عدداً من الإجراءات التي تضمن لأهالي المفقودين عدم استغلالهم من قبل ذوي النفوس الضعيفة الذين يحاولون التواصل مع ذوي المفقود، محاولين قدر الإمكان أن تكون كل الأخبار الواردة في التعليقات تعتمد على المصداقية والدقة.

ووصل عدد المفقودين بحسب تصريحات ذويهم وأقاربهم إلى أكثر من ألف مفقود ناهيك عن الأعداد التي لم يستطع ناشطو المنصة إحصاءها بسبب عدم وجود وسيلة تواصل لدى بعض الأهالي المتواجدين في الداخل السوري، أو نتيجة لأسباب أمنية أخرى.

وبدوره أشار الناشط "عروة المهاوش"-أحد مؤسسي "خبرني يا طير" إلى أن من أهم أسباب فقدان أبناء الرقة هو الخطف الذي مارسته مختلف الأطراف منذ بداية الثورة والتحرير، وهناك -كما يقول- أكثر من 80 ناشطاً موثقين بالاسم وتاريخ الخطف ممن تم اختطافهم ومازال مصيرهم مجهولاً منذ سنوات وحتى اليوم كالدكتور "اسماعيل الحامض" والمحامي "عبد الله الخليل" والناشطين "ابراهيم الغازي" و"فراس الحاج صالح" و"مهند الفياض"، و" عبد الإله الحسين".

ولفت محدثنا إلى وجود حالات خطف قبل معركة الرقة في 6/6/ 2017، أما بعد المعركة فأغلب حالات الفقدان نتيجة الحرب والدمار وهناك الكثير منهم قد يكونون تحت الأنقاض، موضحاً أن لدى مجموعة "خبرني يا طير" القدرة على التواصل مع الداخل السوري من خلال أصدقاء وأقارب ومعارف هناك، وعن طريق أعضائها الذين لهم فضل كبير في مساعدتها.

ورغم محدودية الإجراءات إلا أن المنصة تمكنت ولو بشكل جزئي من التوصل إلى العديد من المفقودين ونُشرت صورهم ومعلومات عنهم وتاريخ فقدانهم، مشيراً إلى أن كل الذين تم التوصل إليهم والاطمئنان عنهم كانوا من مفقودي معركة الرقة. 

وأبان محدثنا أن عدداً من الصعوبات تعترض عمل المنصة ومنها صعوبة الوصول إلى المخيمات ومعرفة وجود أشخاص فيها يعتبرهم ذووهم من المفقودين، لافتاً إلى أن "بعض الأطراف المعنية بالكشف عن المفقودين لا تتجاوب مع جهود المجموعة وخصوصاً أنها ليست جهة رسمية"، ولذلك يحاول أعضاؤها العمل ضمن الإمكانيات المتاحة وبمبادرات شخصية. 

وأعرب "المهاوش" عن أمله بأن تهتم منظمات حقوق الإنسان ومنظمات المجتمع المدني والحقوقي بهذا الجانب الإنساني للكشف عن مصير المفقودين من أهالي محافظة الرقة أثناء المعركة وقبلها بسنوات، حيث إن بعضهم فُقد -كما يقول- منذ أكثر من أربع سنوات ومازال مصيرهم مجهولاً.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(127)    هل أعجبتك المقالة (124)

عمار دسوقي

2017-11-09

جزاكم الله خيرا وبارك بجهدكم.


عبد

2018-12-14

الرحمن محمد زهرة.


التعليقات (2)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي