ليس خافياً على أحد وقوف شريحة كبيرة من دروز جبل الشيخ مع نظام الأسد بالرغم من محاولة إبقاء الدروز خارج المذبحة السورية من خلال رفض مشايخ الجبل زج أبنائهم في جيش الأسد خشية عليهم من الموت، ولكن الميليشيات الممولة من "وئام وهاب" وإيران تحت مسميات طائفية ساهمت في أغلب الهجمات على مواقع المعارضة في القنيطرة وجبل الشيخ والغوطة الغربية.
من مذبحة "جديدة الفضل" التي ساهمت فيها لجان الدفاع الوطني في "صحنايا" وذبحت مع شبيحة "الفرقة العاشرة" الأهالي في الحي المنكوب بعد قصف استمر خمسة أيام من مدفعية النظام في الفوج 100 ومدفعية "الفرقة العاشرة"، وأدت المذبحة إلى سقوط حوالي 1000 شخص حسب روايات الناجين الذين تحدثوا عن فظائع بحق عائلات بأكملها.
في "جرمانا" بالريف الشرقي قام النظام بتشكيل وحدات لميليشيا "الدفاع الوطني" حملت طابعا طائفياً سيطرت على المدينة الصغيرة التابعة للغوطة الشرقية، والتي تغص بالمهجرين وبدأ بسلسلة تفجيرات وقصف بالهاون للتحريض عليهم، وفي الوقت نفسه شحن أبناء الطائفة الدرزية الذين يشكلون غالبية سكانها ضدهم، وهذا ما أدى إلى التضييق عليهم في التنقل والإقامة، أضف إلى ذلك قيام هذه الوحدات بالتنكيل بأبناء طائفتهم المعارضين للنظام.
أما في جبل الشيخ، فتبدو المعركة أكثر ضراوة في ظل التلاصق بين قرى الجبل السنية والدرزية وقيام النظام وجماعة "وئام وهاب" بتسليح هذه القرى جهاراً نهاراً بحجة العصابات الإرهابية الجهادية، وسيطرة جبهة النصرة على قرى كبيرة ومهمة مثل "بيت جن" ومزرعتها، ما حدا بقيام شبيحة (عرنة وبقعسم) لمهاجمة بعض القرى الصغيرة مثل (بيتما) و(كفرحور)، ولكن هذا أوقع قتلى بالعشرات بين صفوفهم بسبب خذلان النظام لهم، ومع ذلك ما تزال تلك الجماعات تشكل تخوفاً لأهالي الجبل بعد توقيع هدن ومصالحات مع النظام.
اليوم ومع محاولات النظام السيطرة على "بيت جن" ومساهمة "حضر" الدرزية في حصارها وصلت الأمور إلى نهاياتها في التحريض واستثمار الطائفة الدرزية في الصراع، وتهافت قرى الجولان المحاذية (بقعاثا ومجدل شمس المحتلتين) لنصرة "حضر" بعد مهاجمتها من قبل المعارضة لفك عزلة الريف الغربي، ودخول إسرائيل على خط الدفاع عنها يؤجج النظام بقية الدروز عبر منظومته الإعلامية، ويعيد فتح ملف الإرهاب والطائفية لسحب الطائفة للقتال في المنطقة الجنوبية لخلخلة تماسكها، بعد محاولات لإشعال الفتنة بين درعا والسويداء.
لذلك على عقلاء الدروز التدخل لمنع هذا المخطط الخطير الذي يفتعله النظام لقتال جيرانهم، وإلا فإن النظام سينجح بتوريط السوريين بدمائهم وبالتالي لن يبقى طرف دون ثأر خصوصاً في تلك البيئات البدوية التي يسهل اختراقها واستفزازها.
ناصر علي - زمان الوصل
تعليقات حول الموضوع
لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية