أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

الغوطة.. المدارس في مرمى نيران النظام مجددا

لم تعد تلك المدارس بمعظمها صالحة للاستخدام - أرشيف

صعّدت قوات النظام من عمليات القصف الممنهج التي طالت مناطق متفرقة داخل "الغوطة الشرقية"، وعلى الرغم من اتفاق "خفض التصعيد" المدعوم من روسيا، والمعلن عنه في شهر تموز/ يوليو، إلا أن قوات النظام تواصل استهداف المراكز الرئيسية والحيوية في المنطقة، الأمر الذي أسفر عن سقوط العديد من المدنيين غالبيتهم من الأطفال والنساء.

في السياق ذاته قال الناشط الإعلامي "عمر الغوطاني" في تصريح لـ"زمان الوصل"، إن مدفعية النظام وصواريخه استهدفت هذا الأسبوع، ثلاث مدارس في "الغوطة الشرقية"، وذلك خلال فترات الدوام، ما أسفر عن سقوط قتلى بين الطلاب من المرحلة الابتدائية، وإصابة عددٍ من المعلمين بجروح خطيرة، إذ أدى سقوط قذيفة مدفعية على بوابة إحدى المدارس في بلدة "جسرين"، قبل أيام، إلى وقوع مجزرة راح ضحيتها 7 أطفال، كانوا يتحضرون للعودة إلى منازلهم.

وأضاف أن مدفعية النظام استهدفت في أواخر شهر تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، مدرسة للأطفال في بلدة "مسرابا"، فقضى إثر ذلك 5 أشخاص على الفور بينهم طفلان.

وأشار "الغوطاني" إلى أن الأهالي تأثروا جداً بالمجازر التي ارتكبتها قوات النظام مؤخراً بحق أطفال الغوطة، لذلك فإن كثير من العائلات اتخذّت قراراً بالتوقف عن إرسال أبنائها إلى المدارس، كما أن الأطفال خائفون ومصدومون من هول ما حدث لرفاقهم.

حول الوضع الراهن للعملية التعليمة في "الغوطة الشرقية"، قال "أحمد خليل" أحد معلمي المنطقة، في تصريح خاص لـ"زمان الوصل" "أمام ما تشهده بلدات الغوطة من مآسٍ يومية، فإننا نكافح للحفاظ على العملية التعليمية ولا سيما للفئات العمرية الصغيرة، وقد شارك المعلمون وأصحاب الخبرات التعليمية من أبناء المنطقة، في وقتٍ مبكر بتشكيل (مديرية التربية والتعليم) في ريف دمشق، ومهمتها افتتاح المدارس وتأمين الكوادر، وإجراء الامتحانات النهائية لطلاب الشهادتين".

وأضاف أن أبرز الصعاب التي تواجه العملية التعليمية في منطقة الغوطة، تتمثل بصورة رئيسية بالجانب الأمني، فالنظام لا يتوانى عن قصف المدارس منذ أربع سنوات، ما أدى إلى مقتل الكثير من الطلاب وتسرب قسمٍ آخر منهم إما بسبب تخوف أهاليهم من تعرضهم للقصف، أو تغيير أماكن لجوئهم بشكلٍ متكرر بحثاً عن الأمان.

وأوضح "خليل" أن مدارس الغوطة تعرضت إلى دمارٍ كامل أو جزئي، وبالتالي لم تعد تلك المدارس بمعظمها صالحة للاستخدام، وكانت أفضل الخيارات المتاحة هي التوجه إلى الأقبية والملاجئ، لتكون بديلاً عن المدارس، في حين ما يزال جزء كبير من الطلاب يتغيبون قسراً عن متابعة تعليمهم نظراً لتعرض أحدهم للإصابة، أو لعدم أمان الطرقات المؤدية إلى المدارس.

وفق ما يراه أبناء "الغوطة الشرقية" فإن ظروف الحرب التي تحيط بالطلاب المتواجدين في المنطقة، تبدو أكثر قسوةً من غيرها في المناطق الأخرى الخارجة عن سيطرة النظام، ومن جهتها ترى المعلمة "أمل" أن وحشية النظام بحق أهالي الغوطة لا تتوقف عند حرمان أطفالهم من الغذاء والدواء فحسب، وإنما تتخطاها إلى سلبهم لأي فرصةٍ للتعليم، وبالتالي ترك جيلٍ كامل ضحيةً للأمية والخوف أو الموت جوعاً.

وأشارت "أمل" في حديثها لـ"زمان الوصل" إلى أن تعطيل المدارس لفتراتٍ متكررة أسهم في زيادة الضغوط على القائمين بالعملية التعليمية من أجل الإسراع في استكمال المنهاج التربوي في وقتٍ قصير، وغالباً ما يتم تقليصه، حتى يتسنى لهم الحفاظ على حياة الطلاب، ومنحهم ما يحتاجونه من أساسيات تعليمية تؤهلهم للانتقال إلى صفوفٍ أخرى.

الجدير بالذكر أن "مديرية التربية والتعليم" في "الغوطة الشرقية" بريف دمشق، كانت أعلنت عن تعليق الدوام الرسمي في المدارس العامة والخاصة، في جميع مناطق القطاع الأوسط، ليومي الخيس والأربعاء وطالبت بتوفير حماية للمدارس والمراكز المدنية من جرائم النظام.

زمان الوصل
(115)    هل أعجبتك المقالة (119)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي