أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

اختفاء قسري.. قصة 3 أشقاء بين الموت والحياة

تم اعتقالهم على حاجز لقوات النظام بتاريخ 9/27/ 2012

كشف شقيق لثلاثة معتقلين لدى النظام منذ أربع سنوات تفاصيل من اعتقالهم وابتزاز ضباط النظام ومحسوبيه لعائلتهم من أجل الكشف عن مصيرهم.

وكان الأشقاء الثلاثة علاء 35 عاماً وخضر 29 عاماً وسليم كسار27 عاماً في طريق عودتهم من دمشق إلى مدينتهم "الباب" بريف حلب الشرقي لمعايدة ذويهم بحلول عيد الأضحى عندما تم اعتقالهم على حاجز لقوات النظام بتاريخ 9/27/ 2012.

وروى "أبو علي كسار" لـ"زمان الوصل" أن شقيقين له كانا يعملان في أعمال الحفر على جسر "الربوة" فيما كان شقيق ثالث يعمل في لبنان، وقبل حلول عيد الأضحى اتفق الأشقاء الثلاثة على الالتقاء في دمشق للذهاب إلى مدينتهم "الباب" بريف حلب مع عائلاتهم.

وفي اليوم التالي حجز الأشقاء الثلاثة في باص البولمان المتوجه لحلب وعند وصولهم إلى حاجز "القطيفة" بين حمص ودمشق تم إيقاف الباص، والتدقيق في هويات الركاب وطلب عناصر الأمن من أبناء مدينة "الباب" أن ينزلوا وأرجعوا زوجاتهم متذرعين أنهم سيخضعون لتحقيق روتيني ويلحقون بهن إلى حلب.

وكانت مدينة "الباب" آنذاك بأكملها تحت سيطرة المقاومة السورية باستثناء منطقة جنوبها تُدعى "الزراعة" كان النظام يزود عساكره بالطعام والشراب من خلال المظلات التي تسقطها الحوامات ثم انسحبوا جنوباً إلى مطار "كويرس"، مما جعل قوات النظام تنتقم من الأهالي وتعتقل كل من يدون في بطاقته الشخصية اسم المدينة، رغم أن أشقاءه -كما يؤكد- لم يشاركوا في الثورة أو المظاهرات أو يحملوا سلاحاً.

بعد مضي سبعة أشهر على اعتقال الشبان الثلاثة ورث والدهم 8 دونمات أرض كانت مزروعة بالزيتون من جدهم فباعها بمبلغ 4 ملايين ليرة سورية من أجل إخراجهم من المعتقل.

واستطرد محدثنا أن والده ذهب إلى دمشق، وبدأ بالسؤال عن واسطة فتوصل إلى ضابط برتبة عقيد في القصر الجمهوري طلب منه مليوني ليرة لمعرفة مكان اعتقال أبنائه ومصيرهم، وبعد فترة أحضر له شهادات تفيد بوفاتهم داخل السجن بفترات متقاربة بسبب المرض.

وكشف شقيق المعتقلين أن شهادات الوفاة دوّن فيها أن السبب توقف القلب، وتابع أن الضابط المذكور أحضر أيضاً بطاقات أشقائه الذين ادعى وفاتهم طالباً من والدهم مراجعة السجلات العسكرية ولدى ذهابه إلى هناك قيل له إنهم لا زالوا على قيد الحياة وأخذوا بطاقاتهم الشخصية وشهادات وفاتهم قبل أن يطردوا والدهم العجوز بعد أن خسر الملايين الأربعة في الوساطات والرشى بحثاً عن أبنائه.

وروى أبو علي أن والده علم من أحد الواسطات الذين دفع لهم أن أشقاءه موقوفون في "فرع المنطقة" بدمشق، وهناك أقاويل غير مؤكدة أن أحدهم توفي وبقي إثنان، مشيراً إلى أنه عثر على صورة معتقل من ضحايا التعذيب في المعتقلات قريب الشبه من شقيقه علاء 35 عاماً ولكن لم يتسنّ له التأكد منها. ولا زالت العائلة تنتظر على أمل اللقاء بأبنائها مجهولي المصير منذ سنوات. 

وتقول منظمات حقوقية إن النظام السوري يلجأ إلى الإخفاء القسري ليس لترويع الأهالي فحسب، بل لجني الأموال أيضاً. فالعملية باتت "تجارة مربحة"، -وفقاً لهذه المنظمات.

ويوضح تقرير لمنظمة العفو الدولية أن "العائلات التي تبحث عن ذويها يتم استغلالها من قبل أشخاص يبتزونها ويحصلون منها على أموال طائلة، وقد يدفع أحدهم آلاف الدولارات من أجل الحصول على كلمة واحدة "حي" أو "ميت". 

ووفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، فقد سجلت نحو 65 ألف حالة اختفاء منذ بداية الثورة ضد النظام في دمشق، فيما يرى ناشطون أن العدد أكبر من ذلك بكثير وفي الغالب، ينقطع المعتقلون عن العالم، في زنازين مكتظة وفي أوضاع غير إنسانية.

ويلقى الكثير منهم حتفهم بسبب الأمراض، أو جرّاء التعذيب وسوء المعاملة فضلاً عن الإعدام الخارج عن القانون.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(107)    هل أعجبتك المقالة (104)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي