أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

تذكر "اللواء السليب".. النظام يدافع عن سيادته فوق "علب الهندسة"

"علبة الهندسة" التي جعلت النظام ينتفض للسيادة

أمر كتاب رسمي صادر عن مديرية تربية اللاذقية التابعة للنظام، بسحب "علب هندسة" سبق أن قدمتها منظمة الطفولة الأممية "يونسيف" لتوزيعها على تلاميذ المدارس، ضمن حقيبة مجانية من المستلزمات الدراسية.

وتداولت صفحات موالية الكتاب الصادر قبل نحو أسبوع، والقاضي بسحب "علب الهندسة" التي رسمت عليها "خريطة الوطن العربي والعالم"، دون أن يذكر الكتاب سبب هذا الإجراء.

لكن الصفحات المؤيدة أرجعت خطوة سحب "العلب الهندسية" إلى خلو خريطة الوطن العربي من "لواء اسكندرون" ومن "جنوب السودان"، مدللة على هذا الأمر بإرفاق صور للخريطة المرسومة على علب "يونسيف" الموزعة.

وتم إلحاق "لواء اسكندرون" بتركيا بموجب اتفاقية أشبه بالصفقة، كان طرفاها حكومة أنقرة وفرنسا، التي كانت آنذاك (1939) ما تزال تحتل سوريا.

ورغم أن "حزب البعث" الذي أوصل حافظ الأسد ومن بعده بشار إلى السلطة قد رفع شعارات كثيرة تخص استعادة الأجزاء المحتلة من العالم العربي، مركزا على "اللواء السليب" و"عربستان"، فإن السوريين لم يلمسوا من الحاكمين باسم "البعث" أي خطوة عملية بهذا الاتجاه، بل على العكس تماما، لمس السوريون إجراءات أشبه بـ"البازار" للمتاجرة بقضية اللواء وعربستان، قبل بيعهما.

وقد جاءت اتفاقية "أضنة" لترسخ صورة نظام الأسد بصفته "مقاولا" همه بقاء حكمه وإطالة أمده مهما كلف الثمن، ففي هذه الاتفاقية التي ما تزال أغلب ملاحقها طي السرية، تخلى حافظ لحكومة أنقرة عن "لواء اسكندرون"، مقابل أن يثني تركيا ذلك الوقت (1998) عن اجتياح الأراضي السورية وإسقاط نظامه.

وقد استطاع السوريون تحسس حقيقة هذه الصفقة في تغير سلوك النظام عموما تجاه تركيا، وخصوصا تجاه "اللواء" حيث خف تسليط الضوء عليه في المناهج وفي خطابات "البعث" الرنانة حتى كاد ينعدم، بل إن خريطة سوريا باتت تعرض في الإعلام السوري بشكل مقصوص من الشمال، بحيث لا يظهر فيها أثر للواء إرضاء لتركيا والتزاما بالاتفاق معها، وتعمية على الجمهور العربي والسوري من جهة أخرى، حتى لا يُضبط "النظام العروبي" متلبسا بجرم بيع لقطعة من الأرض طالما نادى بـ"عروبتها" وندد بـ"سلخها" عن سوريا.

زمان الوصل
(287)    هل أعجبتك المقالة (290)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي