أدخل كلمات البحث واضغط على إدخال.

"الأرشيف السوري".. نحو 1،6 مليون فيديو من ذاكرة الحرب

"جلود" أكد أن لدى "الأرشيف السوري" حالياً قائمة تُقدر بحوالي 1100 مصدر

يعمل "الأرشيف السوري" منذ ثلاث سنوات على توثيق ذاكرة الحرب وحفظ وفهرسة الوثائق المتعلقة بانتهاكات حقوق الإنسان من أي جهة كانت، بما يلائم احتياجات الموثّقين والإعلاميين في سوريا، بالإضافة لجعل تلك الوثائق منظّمة وقابلة للاستخدام من قبل المحقّقين والمحاميين والصحفيين والباحثين، و"يسعى الأرشيف السوري ليكون أحد الأدوات التي تساهم في تطبيق العدالة وتعزيز المساءلة كمفهوم وكتطبيق في سوريا" –وفق ما جاء في التعريف بالمشروع الذي تم تأسيسه عام 2014.

وكان مبادرة أطلقها عدد من التقنيين والمؤرشفين ونشطاء حقوق الإنسان والصحفيين.

يقول الباحث "عبد الرحمن جلود"- أحد أعضاء الأرشيف السوري لـ"زمان الوصل" إن الفريق تخوف من حذف أغلب الفيديوهات التي تخرج من سوريا لأنها "تخالف سياسة يوتيوب"، وهو ما حصل بالفعل بعد سنوات.

وأوضح "جلود" أن هدف المشروع إيجاد أرشيف مفتوح المصدر لكل السوريين-كما يقول- بعيداً عن "يوتيوب" يُستخدم في مجالات حقوق الإنسان والعدالة ومناصرة قضايا حقوق الإنسان في سوريا أو خارجها.

وشرح محدثنا آلية عمل الأرشيف السوري الذي يمر بمراحل كثيرة، ومنها جمع المصادر والتحقق منها كالمصادر المتاحة للجميع على "يوتيوب" والتأكد من هوية صاحب القناة التي بثته ولهجة الفيديو، وهل هي لهجة المنطقة التي صُور بها أم غيرها، بالإضافة إلى التأكد من مكان التقاط الفيديو ويتم ذلك من خلال مقارنة النقاط المرجعية في الفيديو (مثل المباني، الجبال، نطاقات الأشجار، المآذن الخ) مع صور الأقمار الصناعية التي يوفرها (غوغل إيرث)، والصور المتوفرة في "Open Street Map" والصور الجغرافية من "Panoramio".

"جلود" أكد أن لدى "الأرشيف السوري" حالياً قائمة تُقدر بحوالي 1100 مصدر، مشيراً إلى أن القائمين على الأرشيف يأخذون من كل المصادر المعتمدة ويتم تحميل الفيديوهات التي ينتجونها ووضع بصمة حماية رقمية للتأكد من أن الفيديو أصلي ولم يتم التلاعب به، وصولاً إلى مرحلة التصنيف التي تعتمد على المعايير الموضوعة من لجنة التحقيق الدولية، وبخاصة في الفيديوهات المتعلقة كالمجازر وأعمال القتل والاختفاء القسري وأعمال القتل غير المشروع والعنف الجنسي القائم على النوع والانتهاكات بحق الطفل والهجمات غير المشروعة والأشخاص والأعيان المحميين بالقانون كالدفاع المدني والمشافي، واستخدام الأسلحة غير المشروعة كالأسلحة العنقودية أوالحارقة أو الكيماوية أو فيديوهات الحصار والتجويع.

بعد تفعيل "يوتيوب" خاصية الذكاء الاصطناعي في تموز يوليو الماضي من أجل محاربة المحتوى المتطرف -حسب زعمه- تم حظر مئات الآلاف من مقاطع الفيديو التي توثق جرائم النظام، ما جعل مشروع الأرشيف السوري أمام مشكلة كبيرة في عمله ومهمته التي نذر نفسه لها، ولذلك سرّع -كما يقول جلود- من عملية حفظ الفيديوهات وتصنيفها، وتمكّن من حفظ ما يقارب المليون فيديو من سوريا واسترجاع ما يقدر بـ 600 ألف فيديو تقريباً خلال الفترة الماضية بالتواصل مع إدارة (يوتيوب).

وبحسب قناة "BBC" التي تتقصى الغارات العسكرية في مناطق صراع كسوريا والعراق لمعرفة آثارها على المدنيين، فإن "يوتيوب" هو المصدر الأول للسوريين تحديداً لتوثيق جرائم الحرب التي تُرتكب في مناطقهم منذ بدء الصراع.

وأشار "جلود" إلى استعداد المشروع للتعاون مع أي جهة سورية حقوقية أو جهات دولية محايدة بهدف التمكن من حفظ كل الفيديوهات التي خرجت من سوريا وتدل على انتهاكات وجرائم ضد الإنسانية أو جرائم حرب خلال السنوات السبع الماضية لافتاً إلى أن "هناك حوالي 80 إلى 100 ألف فيديو تم حذفها بشكل نهائي من (يوتيوب) ولا يملك الأرشيف 20 إلى 30 % منها".

وأكبر تحد للمشروع اليوم -كما يقول- هو جمع حوالي مليون ونصف فيديو في مكان واحد وآمن ومفتوح المصدر يستطيع الكل استخدامه دون عوائق.

فارس الرفاعي - زمان الوصل
(157)    هل أعجبتك المقالة (124)
التعليقات (0)

تعليقات حول الموضوع

لإرسال تعليق,الرجاء تعبئة الحقول التالية
*يستخدم لمنع الارسال الآلي